قال إن القطب "البيوتكنولوجي" سيعطي دفعا قويا لقطاعات الصناعات الصيدلانية، * مباحثات بين مجمعات صناعية أمريكية ومخابر بقسنطينة قريبا أكد وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات عبد العزيز زياري، أمس الأربعاء، أن الحالة المرضية الواحدة التي يتم إجلاؤها للعلاج في المستشفيات المتخصصة خارج البلاد تكلف خزينة الدولة ما بين 300 و500 ألف دولار سنويا، مؤكدا أن هذه الأعباء الكبيرة من الممكن اختزالها في حال دفع وتكريس شراكات نوعية مع الأجانب لنقل التكنولوجيا مرحليا وأيضا تصنيع الأصناف الدوائية التي مال تزال تستورد بالعملة الصعبة محليا. وقال زياري، أمس، في كلمته خلال افتتاح أشغال الملتقى حول المشروع المشترك الجزائري الأمريكي لانجاز القطب البيوتكنولوجي إن القطاع الصحي في البلاد وكجالات البحث في الصناعات الصيدلانية بحاجة إلى المرافقة التقنية والمهارات والتكنولوجيا، في هذا السياق أوضح زياري ان المباحثات الخاصة بتجسيد مشروع قطب بيو تكنولوجي بالجزائر الخاص بالأدوية المبتكرة والذي شرع في بلورته بالشراكة مع الجمعية الامريكية "pharma"، عرفت تقدما كبيرا، وسيتم دراسة كل الخطوات خطوة خطوة لتمكين الجزائر من النهوض بالصناعة الصيدلانية المحلية من خلال استغلال الخبرات والتكنولوجيات الأمريكية. وأضاف الوزير، أمس، على هامش الملتقى المنظم بفندق الهلتون بالعاصمة ان هذا القطب سيساعد على تطوير صناعة الأدوية محليا والتخفيض من تكلفة استيرادها، التي شهدت ارتفاعا مذهلا خلال السنوات الأخيرة، مشيرا إلى أن تكلفة علاج مريض واحد مصاب بمرض نادر تكلف ما بين 300 الف إلى 500 الف دولار سنويا، واوضح زياري ان هذه الشراكة ستكون شراكة حقيقية وسيكون هناك سوق دواء مشتركة بين البلدين بدلا من ان تكون الجزائر مجرد زبون مستورد، خاصة وان الجزائر تتوفر على كل الإمكانيات المادية والبشرية للنهوض بالصناعة الصيدلانية. واوضح الوزير ان هذا القطب سيضم خبراء من الجزائر وباحثين سيتشاركون نظراءهم الأمريكيين في مشاريع البحث المبرمجة. من جانبه، قال رئيس الجمعية الأمريكية "فارم" بالشرق الاوسط وشمال افريقيا، اكد علام ان الحكومة تدعم هذا المشروع وبدأت في دراسة الخطوات الاولى للتكريس الاتفاقية، واتخاذ الإجراءات التنفيذية اللازمة مع وزارة الصحة والصناعة والضمان الاجتماعي والبحث العلمي، وأشار الى تشكيل لجان من الوزارات الاربع ومؤسسة "فارما"، ستنظم اجتماعات في وقت لاحق ورفع التقارير وعرضها على الوزراء، موضحا انه تم اختيار الجزائر كرابع قطب علمي في العالم في مجال البيوتكنولوجيا بعد ثلاث اقطاب من هذا النوع في اولها في سنغافورة في آسيا والثاني في دوبلان باوروبا والثالث موجود في بوسطن نظرا للإمكانات الجزائرية والموقع الجيوسراتيجي للبلاد كبوابة لإفريقيا، إضافة إلى توفر المناخ المناسب للاستثمار والاستقرار الأمني والسياسي والاقتصادي، وتوفرها على نظام صحي متطور سواء تعلق بالمستشفيات او بالاطباء والأخصائيين وحتى الممرضين، وهو ما يجعلها يضيف اشرف علام قطبا استثماريا بامتياز، واضاف انه من بين أولويات الشراكة بين الجزائر والجمعية الأمريكية "فارما" نقل التكنولوجيات والتصنيع وتدريب الاطباء. من جانبه، قال رئيس مجلس الأعمال الجزائري الأمريكي إسماعيل شيخون إن المفاوضات جارية بين الطرف الجزائري والأمريكي لانشاء القطب البيو تكنولوجي، موضحا ان الجانب الجزائري كشف عن احتياجاته في مجالات التكوين وتجهيزات البحوث العلمية، وهو الدعم الذي سيقدمه الشريك الأمريكي، وأكد شيخون عن مباحثات الشهر القادم بين مجمعات صناعية صيدلانية أمريكية ومخابر في ولاية قسنطينة هذا المجال.