إدانه ثلاثة إرهابيين من اتباع أمير كتيبة الفاروق (بوزڤزة) عالجت محكمة الجنايات بمجلس قضاء العاصمة عشية يوم أمس إحدى قضايا الإرهاب التي أثيرت فيها عمليات اختطاف المواطنين وطلب فدية من ذويهم وذلك بشعبة العامر بولاية بومرداس. وقد توبع في القضية عنصران سابقان من الدفاع الذاتي (ه. محمد) وإبن أخته (ز. نصر الدين) إلى جانب صديقهما (ب. محمد) والمتهمين بجناية الانتماء إلى جماعة إرهابية تنشط داخل الوطن. ويوعز إلى المتهمين نشاطهم ضمن الجماعة الإرهابية التي كان يقودها الإرهابي عبد الرحمن بوزڤزة المقضى عليه في 28 جانفي 2008 يوم تنصيبه كأمير كتيبة الفاروق، وذلك عن الوقائع التي جرت ما بين سنتي 2007/ 2008 ومن بين ماذكر في ملف القضية من اعترافات المتهمين التي تراجعوا عنها جملة وتفصيلا أثناء محاكمتهم، أن المتهم الرئيسي (ه. محمد) الذي عزل من عناصر الدفاع الذاتي بقرية عزابة لتهوره في استعمال السلاح وإطلاق النار على المواطنين الذي أقر أنه يعرف الإرهابي بوزڤزة الذي كان يمر بالقرية وتحديدا بالقرب من المتهم الذي بات يقصده، وأنه ومنذ سنة ونصف قبل القبض عليه اشترى له هاتف نقال وطلب منه نقله تحركات رجال الأمن وعناصر الجيش، وهو ما حدث، كما أقر بتمويله لهذه الجماعات بالمواد الغذائية التي يحتاجونها، كما أنه يتكفل بنقلهم إلى الأماكن التي يطلبون منه نقلهم إليها على متن سيارته، كما ذكر المتهم أنه التقى يقريبه (المتهم الثاني، ز. نصر الدين) وأخبره هذا الأخير أنه مهدد، فقام المتهم الأول بإعلامه بأنه يتعامل مع الجماعات الإرهابية، وأن له علاقات مع الإرهابي الخطير (بوزڤزة) وقد اتفقا على لقاء هذا الأخير، وتضيف التصريحات أنه خلال اللقاء سأل المتهم الرئيسي (ه. محمد) الإرهابي بوزڤزة إن كان وصله المبلغ المالي الذي طلبه منه والمقدر ب 12 مليون سنتيم، وقد كان المتهم الرئيسي يعمل لصالح بوزڤزة مقابل عدم قتل إبنه، كما لب (ه. محمد) من بوزڤزة عدم قتل إبن أخته (ز. نصر الدين). وما يثير في القصية هو حضور ضحيتين (ش. محمد) صاحب حانة تعرض للاختطاف ثم أطلق عليه النار من طرف الجماعات الإرهابية بعد أن جاءه المتهمون إلى المحل وهم من زبائنه، وفد تركت عملية إطلاق النار عليه أثرها بعد أن أجرى ثلاث عمليات جراحية ولا يزال يعاني من انعكاسات الإعتداء عليه، حيث لم يتمكن أمس حتى من الوقوف، إضافة إلى شاب من الدارالبيضاء (م. محمد) إبن لعائلة ميسورة الحال، وقد صرح أنه يعرف المتهم الرئيسي بمقتضى العلاقات الجيدة التي تربطه بأسرة الضحية إلى جانب كونه زبونا لديهم بعد ترصد له دام أكثر من أربعة أشهر، وتم نقله إلى معاقل الجماعات الإرهابية التي مكث فيها 75 يوما في الوقت الذي طالبوا فيه عائلته بمنحهم فدية قدرها 13 مليار سنتيم، سلمهم منها آخاه 630 مليون سنتيم، وكان في اتصال دائم مع بوزڤزة بعلم رجال الأمن، وقد مكنت تلك الاتصالات من معرفة كل أرقام الإرهابي (بوزڤزة)، وهي الأرقام التي تبينت من خلال بيان المكالمات الهاتفية خلال اتصالات متكررة للإرهابي بهم. وفيما التمس النائب العام تسليط عقوبة قدرها 20 سنة سجنا نافذا ضد المتهمين فقد قضت المحكمة بجعل العقوبة عامين حبسا نافذا فقط.