إدانة الإرهابي "أبو أسامة" وصهره المقبوض عليهما في حاجز أمني وقد توبع هذان بجناية الانخراط في جماعة إرهابية مسلحة تنشط داخل الوطن، إضافة إلى التزوير واستعمال المزور، فيما توبع البقية بينهم قاصر بالإشادة بالأعمال الإرهابية. ويفيد ملف القضية بأن المتهم الرئيسي المدعو "خ.نصر الدين"، هو من قام بتجنيد المتهم الثاني "ع.عمر" المكنى "أبو أسامة"، وذلك في جويلية 2007، وقد أحيل على مراكز التدريب لتلقينه فنيات استعمال السلاح، وقد اعترف هذا الأخير بأنه انخرط ضمن الجماعات الإرهابية، إلا انه أكد أن ذلك تم تحت التهديد، لكن الملف يشير إلى أنه يوم إلقاء القبض عليه رفقة صهره "خ.نصر الدين" كان مسلحا وعثر بحوزته على بطاقتي هوية مزورتين تحملان صورته، قال النائب العام إنها كانت بغرض تمكينه من التحرك بحرية عند دخول العاصمة، في الوقت الذي تساءلت هيئة المحكمة حول سبب تنقله من منطقة معاتقة بتيزي وزو إلى غاية باب رحمون ولم يتقدم لتسليم نفسه بأي مركز أمن هناك، كما أنه مر عبر عشرات الحواجز الأمنية دون أن يسلم نفسه إلى حين إلقاء القبض عليه وصهره. كما جاء في ملف القضية، أن المكنى أسامة طلب من صهره المتهم الثاني إحضار له عدة للتزوير، من بينها آلة طباعة، أجهزة إعلام آلي وحبر ملون، وهو ما فعله، لكن هذه الاعترافات تراجع عنها المتهمان أمس. كما يشير ملف القضية إلى أن المتهمين الآخرين الثلاثة، آمنوا بما تسميه الجماعات الإرهابية ب "الفكر الجهادي" ويكون أحدهم صهر "خ.نصر الدين" الذي جنده وألقي عليه القبض في بيته، وقد استفادت الجماعات الإرهابية من خدماته في شراء لهم بطاقات التعبئة وأقراص مضغوطة والهواتف النقالة. أما المتهم الآخر، فقد كانت تربطه بالمكنى "أبو أسامة" علاقة تجارة انتهت بعد سوء تفاهم بينهما، وقد أكد أنه لم يلتق الإرهابي المذكور منذ ذلك الحين ولا علاقة له بالإرهاب ولا يؤمن بفكرهم الإجرامي، في حين جاء في الملف أنه عثر بحوزته على أقراص أناشيد وأخرى تشيد بالإرهاب، وهو الشيء الذي فنّده أمس المتهم الذي بدا مفجوعا لمتابعته بتهم تتعلق بالإرهاب. أما الشاب الثالث المتابع بالإشادة، فقد توبع على أساس تردده على مسجد الفتح بباش جرح بالعاصمة يقول الملف لغرض لقاء الإرهابيين هناك، إلا أن المتهم بدوره فند ذلك، مؤكدا براءته مما نسب إليه من تهم. وفي الوقت الذي التمس النائب العام تسليط عقوبة قدرها 20 سنة في حق الاثنين المتهمين بالانخراط، فقد طالب بتسليط عقوبة قدرها 10 سنوات في حق البقية، إلا أن المحكمة بعد المداولة قضت بإدانة المتهمين الرئيسيين بالجرم المنسوب إليهما وعقابهما بثمان سنوات سجنا نافذا للمتهم المكنى "أبو أسامة" الذي اعترف بانخراطه ضمن الجماعات الإرهابية، مع الادعاء أنه يوم القبض عليه حضر من أجل تسليم نفسه، و6 سنوات في حق صهره ومجنده والمقبوض عليه برفقته في الحاجز الأمني، أما الثلاثة البقية وبينهما واحد لم يتجاوز ال 18 سنة من العمر، فقد قصت المحكمة ببراءتهم من الجرم المنسوب إليهم.