دول وحكومات ومنظمات ترفص التدخل العسكري في مالي عبّرت تونس عن معارضتها مبدئيا لأي عملية عسكرية غير إفريقية في القارة، فيما تشن فرنسا تدخلا عسكريا مسلحا في مالي ضد مجموعات إسلامية مسلحة، كما أعلن وزير الخارجية التونسي رفيق عبد السلام أمس الثلاثاء.وقال عبد السلام "نعتبر أن المشاكل التى تستجد في أفريقيا يجب أن تحل في إطار افريقي"، معلقا على التدخل الفرنسي في مالي، مضيفا "بشكل عام، نحن نعارض تدخلا أجنبيا في مطلق الأحوال". وعرف، يوم أمس، تدخل الطرف المصري في القضية عن طريق الوزير المفوض عمرو رشدي، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، وأكد أن مصر تعرب عن قلقها الشديد تجاه تصاعد وتيرة الأحداث التي شهدتها مالي خلال الأيام القليلة الماضية، وهو ما من شأنه تقويض جهود المجتمع الدولي الرامية إلى التوصل لحل سلمي للأزمة. وشدد رشدي على موقف مصر الذي يؤكد ضرورة الحفاظ على وحدة مالي وسلامة أراضيها، وأن الرؤية المصرية للتعامل مع الأزمة تستند إلى عدد من الركائز الأساسية، أولها أن مصر تؤكد منذ البداية على ضرورة استنفاد كافة وسائل التسوية السلمية للأزمة، واللجوء إلى استخدام القوة العسكرية كملاذ أخير، والعمل على ضبط الحدود لمنع انتشار الجماعات المسلحة في دول الجوار، وثانيها حشد كل الموارد الممكنة لدعم الجهود التنموية في منطقة الساحل بوجه عام ومالي على وجه الخصوص، باعتبار أن الاستثمار في التنمية هو الخيار الأجدى على المديين المتوسط والطويل، وثالثها تفعيل دور المؤسسات الفكرية والتعليمية والثقافية وفي مقدمتها الأزهر الشريف، لمواجهة وعزل الفكر المتطرف ونشر مفاهيم الإسلام الوسطي. من جهته، دعا الأمين العام لمنظمة التعاون الاسلامي أكمل الدين احسان أوغلي، أمس الثلاثاء، الى وقف فوري لاطلاق النار في مالي، معتبرا العملية العسكرية التي تقودها فرنسا في هذه الدولة العضو في المنظمة "سابقة لاوانها". وأعرب احسان اوغلي في بيان عن "قلقه العميق ازاء التصعيد العسكري" في مالي، واصفا العمليات العسكرية التي تقودها فرنسا وحظيت بدعم مجلس الامن بأنها "سابقة لأوانها".