قال الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند في أبوظبي أمس الثلاثاء إن (750 عسكري فرنسي متواجدون على الأرض في مالي، حيث تتابع فرنسا عمليتها العسكرية)، مشيرا إلى (تنفيذ ضربات جديدة خلال الليل حققت هدفها). قال هولاند خلال زيارة للقاعدة البحرية الفرنسية (معسكر السلام) في أبوظبي: (حاليا لدينا 750 رجل وعددهم سيزيد إلى أن يتسنّ بأسرع وقت ممكن إفساح المجال للقوات الإفريقية). وأضاف الرئيس الفرنسي قائلا إن (بلاده ستستمرّ في نشر قواتها على الأرض وفي الجو)، مشيرا إلى (أن نشر القوات الإفريقية سيتطلّب أسبوعا على الأقل). وأكّد هولاند إنه تمّ (تنفيذ ضربات جديدة هذه الليلة أمس ، وأن هذه الضربات حقّقت هدفها). يذكر أن فرنسا تواصل عمليتها العسكرية في مالي ضد الجماعات المسلّحة الذين يحتلّون شمال البلاد. وكان هولاند وصل صباح أمس إلى الإمارات في زيارة ستخصّص بشكل واسع للعملية التي أطلقتها فرنسا قبل خمسة أيّام في مالي لوقف تقدّم المجموعات المتطرّفة من شمال البلاد نحو العاصمة. وفي سياق ذي صلة، دعا القادة العسكريون البريطانيون حكومة بلادهم إلى تجنّب الانخراط بصورة أكبر في الحملة العسكرية في مالي بعد تقديمها مساعدة لوجيستية لدعم العملية ضد الجماعات المتطرّفة المتحالفة مع تنظيم (القاعدة) في شمال البلاد. ونفت مصادر مطّلعة أن تكون بريطانيا أرسلت مدرّبين عسكريين إلى باماكو أو وضعت طائرات من دون طيّار على أهبة الاستعداد لنشرها في مالي، كما ذكرت تقارير صحافية. وكان رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أكّد أن حكومته لن ترسل قوات إلى مالي بعد تقديمها مساعدة لوجيستية لدعم العملية الفرنسية ضد الجماعات المتطرّفة. للإشارة، فإن القوات الجوية الفرنسية تشنّ منذ يوم الجمعة الماضي عملية جوية ضد الجماعات المسلّحة في شمالي مالي ونجحت في وقف تقدّمهم نحو العاصمة باماكو إثر تحقيقهم انتصارات في مناطق من جنوب البلاد. ومن جهة أخرى، دعت منظمة التعاون الإسلامي إلى (وقف فوري) لإطلاق النّار في مالي وناشدت كافّة الأطراف التزام أقصى درجات ضبط النّفس للوصول إلى تسوية سلمية. وأعرب أمين عام المنظمة إحسان أوغلى في بيان له أمس الثلاثاء عن (قلقه العميق) إزاء التصعيد العسكري الذي تشهده مالي وقال إنه (يتابع عن كثب تطوّرات الأوضاع في هذا البلد). ووصف إحسان أوغلي العمليات العسكرية التي بدأت في 11 جانفي الجاري (بأنها سابقة لأوانها)، داعيا إلى (وقف فوري لإطلاق النّار في مالي). وحثّ الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي التي تتّخذ من جدّة غرب السعودية مقرّا لها جميع الأطراف على العودة إلى المفاوضات المباشرة التي قادها رئيس بوركينا فاسو بلاز كومباوري، والتي بدأت في واغادوغو في 4 ديسمبر من العام الماضي. وناشد إحسان أوغلي كافّة الأطراف إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النّفس في هذا الوقت الحرج بغية الوصول إلى تسوية سلمية للصراع.