لا زال قاطنو السكنات الهشة بالحي القصديري بعين المالحة يصارعون خطر هشاشة منازلهم المهددة بالانهيار التي تعاني التصدع والتشقق على مستوى الحيطان والتصدد على مستوى اسقفها الممتلئة بالاثقب، فالتقلبات الجوية الاخيرة زادتهم رعبا وقلقا وعايشتهم في دوامة من الحيرة حول مصيرهم وخوفا رهيبا على حياتهم، كله جراء التهميش والعزلة المفروضتان عليهم من قبل المسؤولين الذين جعلوهم خارج اجندة التنمية رغم محاولاتهم العديدة في لفت انتباههم آملين منهم إيجاد حل للمشاكل المتفشاة التي يعانون منها والتي كانت على راسها شدة هشاشة سكناتهم الايلة للانهيار والمثقبة بالثغرات التي تسمح بتسرب الفئران والبعوضات والحشرات الخطيرة، ففي فصل الصيف تجدها شبيهة بالفرن وفي فصل الشتاء تجدها كالثلاجة، ناهيك عن الحالة المتدهورة التي مست مسالكهم التي سرعان ما تتحول عند تساقط الامطار الى برك مائية لا تجف لاسابيع جراء تبنيها للحفر والاتربة وكما تدفع بالمارة الى ارتداء احذية مطاطية تفاديا للاوحال التي قد تشوه وتشل حركة سير السيارات المارة، بالاضافة للغبار المتطاير في فصل الصيف الذي يمنع النوافذ من اخذ قسطها من التهوية، ناهيك عن تسرب المياه القذرة الملوثة المساعدة على تفشي الحشرات والروائح الكريهة التي باتت مصدر ازعاج لهم، اضافة لمشكل اقتناء دلاء الماء التي يجلبونها من عند الجيران سيرا على الاقدام او يستعينون بالصهاريج المتنقلة، كما انهم اشتكوا معاناتهم الشديد مع قارورات الغاز التي اثقلت كاهلهم وافرغت جيوبهم جراء الاستخدام المكثف لها وتفشي النفايات والقاذورات بشكل خطير، حتى انها حولت المكان الى مفرغة عمومية ساعدت على استقطاب الكلاب الضالة المفترسة والقطط والجرذان والمفشية للامراض، ناهيك عن الربط العشوائي لخيوط الكهرباء المتدلية بشكل فضيع يثير المخاوف رغم الاتصالات المكثفة التي لم تجدي نفعا، في نفس الوقت اعربوا عن تذمرهم الشديد من المسؤولين الذين ظلوا يعدونهم دون ان يجسدوا أي منها. ومع استفحال المشاكل، لا زال قاطنو الحي يناشدون السلطات المحلية بضرورة تدخلهم العاجل من اجل ترحيلهم الى سكنات لائقة بهم بعيدا عن الثكنات الهشة التي تهدد حياتهم.