المركز الثقافي الجزائري بباريس ينظم اليوم بالمركز الثقافي الجزائري بباريس، لقاء معرفي بين الكاتبين 'هيلين ارلينقسان كراست' و'محمد زروقي'، على ضوء كتابهما الموسوم ب ' آباءنا الأعداء –ماتوا من أجل فرنسا والجزائر 1958-1959' الصادر عن دار بيرفات في تولوز. والذي يجمع بكثير من الأحاسيس والدموع، الذكريات المؤلمة لكلا المؤلفين، وسنين المعاناة والمأساة التي عايشوها جراء فقدانهم لآبائهم. قال "هليين": "قبل سنوات كنت أريد أن أكتب كتابا عن والدي، ذلك الرجل الحكيم والمتواضع، الورع والمتسامح الذي كان من بين أصدقائه، الأوروبيين واليهود ... أردت أن أصف هذا الرجل الأمي ولكن الموهوب بذكاء كبير.. هكذا علمتني الحياة..الكفاح من أجل الكرامة، حب الآخرين خاصة من الأسرة .. الطبيعة، الجبال". وأضاف :" لقد أدركت من خلال قراءتي لمعاناة 'محمد' أن ألم فقدان الأب والأم كانت عالمية، وأردت أن أقول إن هذه الحرب قد تركت أضرارا كبيرة في نفوس عائلات المكافحين من كلا الجانبين... وما زداني إحساسا بهذا الألم، الحساسية الكبيرة التي يتكلم بها محمد عن والده، بحيث لم يستطع لحد الساعة مسح دمع الحداد". وأرجع' هيلين' السبب الذي جعله يختار محمد لأن يشاركه في التأليف :'' أن كتابته لا تحمل حقدا أو انتقاما على فرنسا أو الفرنسيين، إضافة إلى ذلك فهو لم يقل كلمة سيئة عن الأقدام السوداء، لأنه يدرك معاناتهم والحب الذي يكنونه للجزائر". هذا، ودعا 'هيلين' إلى ضرورة تجاوز المعاناة، من خلال الكتابة المزدوجة عن مواضيع تاريخية مختلفة دون طابوهات، لتتم قراءتها في كل من فرنسا والجزائر. من جهته، أوضح الكاتب 'محمد زروقي' : أن كتابة الكتاب لم تأت بمحض الصدفة، فالأمر كان صعبا عند حديثه عن فترتي المراهقة والشباب التي عاشها من دون أب سبل حياته من أجل استقلال الوطن". أراد الكاتبان من خلال مؤلفهما 'آباءنا الأعداء'، الدعوة إلى المحبة والسلام بعد خمسين عاما بعد الاستقلال، وبناء أسس للمصالحة السليمة والمساواة بعيدا عن الكراهية والبغض، لبناء علاقات جديدة في فائدة الشعبين الجزائري والفرنسي.