رغم أنّ صناعة قل أهلها وأصبحت يزاولها بعض الحرفيين يعتبر السرج وإن وجد في الكثير من مناطق الوطن وحيثما وجد الفارس والفرس والفنتازية المفخرة القوية بالنسبة لناس هذه المنطقة، ورغم ذلك فإن التأسف وارد لكون حرفة صناعة السرج قل اليوم أهلها وأصبحت تزاول من قبل بعض الحرفيين فقط. وفي هذا الصدد، تكتبها: ع: نسرين يقول السيد محمد زواوي من سيدي بلعباس:- أن نقل حرفة صناعة السروج التقليدية، أصبح صعبا وبعيدا كل البعد عن الحرفيين الشباب الذي يفضلون الاستثمار في مؤسسة مدرة أكثر للربح أو بوحدة لا تأخذ وقتا طويلا وتتطلب جهدا أقل- . ويضيف السيد زواوي وهو يسوي بين أنامله قطع من الجلد لصناعة سرج تقليدي:- أنه من الضروري اليوم على قطاع الثقافة التكفل بهذه الممتلكات الثقافية وبإدماجها من خلال إحصائها والتعريف بها وحمايتها وترقيتها لأنها تعد جزءا من ذاكرة تراثنا الأصيل-. ويوصي هذا الحرفي الذي يتحدث دون تردد عن مزايا سرج سيدي بلعباس أن يحرص صانع السرج بصناعة سرج يليق بقوام الفرس الرشيق وأن يوشحه برداء إلى غاية حدود عينيه ورقبته وبالألوان التي تزين بنيته القوية-. ويتكون السرج بسيدي بلعباس والولايات المجاورة لها عادة من 4 إلى 5 قطع من الجلد تخاط بإحكام على قاعدة – كرسي- من الخشب، والسرج يجب أن يكون دائما داعما لوضعية الفارس التي يجب أن تكون جيدة ومريحة وآمنة. ومن هنا جاءت الأهمية المطلقة للسرج ولكفية صناعته. والسرج بطرز كل عناية بشرائط عريضة من - المجبود - وخيوط ذهبية أو فضية ويزين برسوم تعبر عن التراث المحلي - كما أوضح من جهته السيد عبد القادر توزاني وهو أستاذ حرفي في هذه المهنة. ويغطى مجمل السرج بقماش من القطيفة المطرزة بخيوط ذهبية وفضية تفننت أنمال الحرفي في نسجها وتشكيلها بكل عناية وتحمل أجزاء السرج كل التسميات التي أطلقها عليها القدامى مثل:- السطارة والحزام والرأس والدير والجبيرة والخف والركابات والعظام والطرح- وهي أسماء محددة تعكس مدى تعلق الإنسان بهذه المنطقة بالفرس ومدى الاهتمام به. كما يعكس التفنن الحرفي في تجهيز الفرس بأحسن سرج الإرادة المحلية للمحافظة على الهوية الثقافية كما يؤكد السيد توزاني الذي أقام ورشة من أجل الإسهام على طريقته في الإبقاء على هذا التراث العريق. إنّ حرفة صناعة السروج التقليدية - يضيف المتحدث - تضمن للفرسان العرب النبلاء سرجا مريحا وعمليا يمكنهم من اعتلاء خيولهم بسرعة وبثبات عندما يخوضون غمار السباق ولكي يدخل الفارس جو الفنتازية بكل أمان.