"الأزواد" يحذرون من حرب أهلية شمال مالي أكد المتحدث بإسم مكتب تنسيق الشئون الإنسانية في الأممالمتحدة ينس لاركي حدوث انتهاكات مروعة فى شمال مالي، ونقل أمس الأحد عن لاركي قوله "إن الأممالمتحدة أفادت بتلقيها تقارير عن حدوث انتهاكات لحقوق الإنسان وتجنيد الأطفال وأعمال عنف متزايدة في شمال مالي". من جانبه، قال مندوب الصليب الأحمر في مالي إنه "خلافا لما يتصوره البعض بعد استعادة الجيش الفرنسي والجيش المالي المدن الرئيسية، فإن الوضع ليس مستقرا ولا هادئا"، وكان الآلاف من القوات الأفريقية قد انتشرت في مالي في أعقاب التدخل العسكري الفرنسي الشهر الماضى. في هذه الأثناء، حذرت ما يدعى "حركة أزواد الإسلامية" من انهيار الأوضاع في شمال مالي، والانجراف نحو حرب أهلية طاحنة بين سكان المنطقة من عرب وطوارق وزنوج، وقالت إن مؤشرات هذه الحرب بدأت في التزايد في الأيام الأخيرة، وستكون أحد أهم الأخطار التي تواجه الإقليم إذا لم يجر التحكم فيها مبكرا. وقال قيادي في الحركة أغ آوسة، إن الوضع في شمال مالي، ومنطقة كيدال وضواحيها بات في غاية الصعوبة والخطورة بسبب تزايد الحساسية بين المكونين الأساسيين في تلك المنطقة، أي ما بين الطوارق والعرب، مشيرا إلى أن هناك أطرافا تشجع الفتنة وتعمل على إشعالها لأغراض خاصة. وانتقد أغ آوسة بشدة ما اعتبره سلوك الحركة الوطنية الأزوادية ذي الغالبية الطوارقية تجاه العرب، وقال إن ما تقوم به تلك الحركة في الأيام الأخيرة من استهداف للعرب سيعود بالخطر البالغ على النسيج الاجتماعي المتمزق أصلا في الإقليم الأزوادي. وأضاف أغ آوسة أن حركته تبذل منذ عدة أيام مساعي حثيثة لتخفيف أجواء الاحتقان بين الحركتين، حيث اجتمعت في هذا السياق برئيس الحركة الوطنية لتحرير أزواد بلال أغ الشريف، وأطلعته على خطورة الوضع وعلى ما يجب اتخاذه من إجراءات وخطوات لتلافي الانهيار الشامل، ولإعادة الثقة بين المكونين الأساسيين في منطقة كيدال وضواحيها وتأسست ما يدعى "حركة أزواد الإسلامية" الشهر الماضي بعد انشقاقها عن تنظيم حركة "أنصار الدين"، وتضم في عضويتها عددا من أهم قادة وكوارد أنصار الدين التي يتزعمها إياد غالي والتي سيطرت خلال العام الماضي على أغلبية مدن وقرى شمال مالي. وأثارت تنظيم "حركة أزواد الإسلامية" الانتباه بعد انشقاقها من "حركة أنصار الدين الإسلامية" رغم اتفاق الحركتين في المرجعية الدينية، ومطالبتهما بتطبيق الشريعة الاسلامية في شمال مالي. وقال أغ أوسة إن الخلاف الأساسي مع حركة أنصار الدين يتعلق أساسا بتحديد العدو الذي تجب محاربته، فحركته ترى أن حربهم يجب أن تتوجه فقط نحو الماليين، في حين تتماهى حركة أنصار الدين مع بعض الجماعات المسلحة الناشطة بالإقليم، والتي ترى أن مساحة الاستهداف يجب أن تتمدد إلى الغربيين.