بشأن وضع الأسرى في السجون دعا أسرى حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" الجماهير الفلسطينية إلى مواصلة التصعيد مع الاحتلال الإسرائيلي، حتى لجمه عن أفعاله. بينما اعتبرت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" المقاومة المسلحة الخيار الأمثل للرد على جرائم الاحتلال. وناشد الأسرى الجماهيرَ الفلسطينية "عدم وقف الهبة الجماهيرية المشرفة، بل وتصعيدها أكثر فأكثر، لأن الاحتلال لا يفهم لغة المفاوضات الهادئة، حتى ننال حريتنا ونوقف جرائم الاحتلال العنصرية ضدنا". وطالب الأسرى -في بيان من داخل السجون وزعه نادي الأسير الفلسطيني- القيادة الفلسطينية "بدعم الهبة الجماهيرية الشعبية والغليان السائد في الشارع الفلسطيني، "لأن الخيارات الأخرى ستكون أشد وأصعب وأمر". وتوجه أسرى حركة فتح بنداء "إلى كل فصائل العمل الوطني بإشعال الحراك الجماهيري من خلال عناصرها وأبنائها ومناصريها على أرض الواقع في الشارع الفلسطيني، والعمل الجاد لإطلاق سراحنا. وقال الأسرى إن الشهيد عرفات جرادات الذي قضى خلال التحقيق معه في السجون الإسرائيلية يحمل رسالة للشعب الفلسطيني مفادها "أنكم إن لم تستمروا في الهبة الجماهيرية المشرفة لتصل لدرجة الضغط المفرط على الاحتلال للإفراج عنا، فإنكم ستستقبلوننا كما استقبلتم شهيد خليل الرحمن، لأننا نموت كل يوم ألف مرة ومرة". وقال الأسرى إنهم أعلنوا الإضراب عن الطعام لثلاثة أيام، ولبس الأسود والبُني يوم الأحد القادم، والحداد في كافة السجون الإسرائيلية، وقرع الأبواب. وأكد الأسرى أن الوضع ازداد سوءا وأصبح قابلا للانفجار، مشددين على أن "السكوت والصمت المطبق على جرائم الاحتلال لا يزيد الوضع إلا سوءا، ويسمح للاحتلال بالتفرد بنا، واستعمال كل أشكال وألوان العذاب". وجاءت دعوة أسرى فتح في وقت اتهم فيه الرئيس الفلسطيني محمود عباس الجانب الإسرائيلي بأنه يريد الفوضى عبر قتل الأطفال. وحمل عباس -خلال استقباله وفدا من مركز الدراسات الفلسطيني برام الله- إسرائيل مسؤولية تدهور الأوضاع، وأضاف "هم يتحملون المسؤولية، هم يتصدون للأطفال ويقتلونهم، الآن يستخدمون الرصاص الحي ويقتلون الأطفال، نحن طلاب سلام مبني على العدل والحرية والحق". وفي خطوة نادرة منذ الانقسام الفلسطيني أواسط 2007، وملاحقة السلطة للأجنحة العسكرية للفصائل، ظهر عدد من المسلحين من كتائب الأقصى الجناح العسكري لحركة فتح، خلال تشييع جثمان الشهيد جرادات في بلدة سعير، شمال شرق مدينة الخليل، وأطلقوا وابلا من الرصاص قبيل نقله إلى مقبرة البلدة. ومن جهتها، حذرت حركة حماس الاحتلال الإسرائيلي "من مغبّة الاستمرار والتمادي في جرائمه ضد المعالم والمقدسات والأرض الفلسطينية والشعب الفلسطيني"، مؤكدة أن "تلك الجرائم لن تمر دون حساب، ولن تسقط بالتقادم". وأضافت الحركة -في بيان لها نشره المكتب الإعلامي للحركة في الذكرى السنوية التاسعة عشرة لمجزرة المسجد الإبراهيمي في الخليل، التي وقعت في 25 فبراير/شباط 1994- أن "السبيل الأمثل للرّد على جرائم العدو الصهيوني وقطعان مغتصبيه هو التكاتف صفاً واحداً لتحقيق مصالحة وطنية شاملة، خلف برنامج نضالي موحّد على أساس التمسك بالحقوق والثوابت الوطنية". وجددت الحركة تمسكها بالكفاح المسلح للرد على جرائم الاحتلال، مؤكدة أن "المقاومة بكافة أشكالها -وعلى رأسها المقاومة المسلحة- هي سبيلنا للتحرير والعودة ودحر المحتلين، وإنَّ أيَّ سعي وراء نهج آخر هو ركض وراء سراب، لن تكون نتيجته سوى مزيد من التنازل والتفريط".