الصادر عن المجلس الإسلامي الأعلى صدر مؤخرا عن المجلس الإسلامي الأعلى، مؤلف للكاتب الشريف قصار بعنوان 'التفسير المنهجي - المرحلة المكية الأولى وفيها ثلاث وعشرون سورة، والذي يهدف حسب صاحبه إلى تقويم اللسان وتثقيف العقل، فضلا عن النهوض بتعليم لغة القرأن وبمستوى طلابها الثقافي باعتباره إضافة مكملة لمجموع السلاسل السابقة. مؤكدا أن الطالب الذي يدرس مؤلفاته دراسة جدية لا يلبث أن يمتلك أداة فعالة تمكنه من طرق باب التفسير والولوج في بحر المعرفة والحكمة. وأوضح الكاتب 'الشريف قصار' أن التفسير الذي اعتمده يتميز بأمرين أساسيين، أولهما أنه يتناول السور حسب نزولها لا حسب ترتيبها، مما يجعل القارئ يقف على مراحل الدعوة الإسلامية ويتعرف على خطواتها الحكيمة فضلا عن أساليبها في مخاطبة الناس، معتمدا في ذلك على ما انتهى إليه المحققون في وصف هذه المراحل، ثانيها أن التفسير يتميز عن غيره بكونه يخضع لتقنية خاصة ذات مراحل أساسية متسلسلة. تناول الكتاب الذي جاء من القطع المتوسط في 245 صفحة، تفسير السور المكية عبر ثلاث مراحل، أطلق على المرحلة الأولى بالتمهيدية، وتتمثل في الوقوف على مكان السورة من القرأن العظيم نزولا وترتيبا من خلال الرجوع إلى السنة النبوية الشريفة، إضافة إلى ذكر سبب نزول السورة وما عقبها من أحداث، تكون متبوعة بالقراءة المتأنية والصحيحة نطقا وأداء وتأملا وإمعانا للسورة بحيث يراعى فيها الوقف وأحكامه وكل ما يعين على الفهم، بهذف جعل القارئ يعيش جو السورة العام. في حين، خصصت المرحلة الثانية للتحليل عبر قسمين، تمثل القسم الأول في البحث عن الأفكار الأساسية والثانوية وتسلسلها المنطقي، مع إستباط العلاقات بين المعاني. بينما القسم الثاني يمكن أن نسميه التحليل العلمي والأدبي ، إذ يتبنى التعليل ويبرز المعنى المقصود من كل أية أو مجموع أيات، دون إهمال بيان ارتباط الأيات فيما بينها. ويخص 'قصار المرحلة الثالثة بتلخيص للسورة قصد إعطاء فكرة دقيقة وسريعة عن مضمونها، إعتمادا على رسمها قصد تثبيت الأفكار والمعاني في ذهن الطالب، يليه ذكر أهم المبادئ التي تؤخذ من السورة، ساعيا إلى إعانة الطالب على فهم القرأن وفسح المجال أمامه للمزيد من التفكر والتدبر لمعانيه. ليخلص 'الشريف قصار'' في خاتمة كتابه 'التفسير المنهجي'، إلى أن العنصر المهم الذي لم تخل منه مرحلة من مراحل المكي هو القصص، كما أن السور جاءت ألفاظها رشيقة يسري التنغيم في أحرفها تارة والمجهورة تارة أخرى..إلى جانب الأساليب التي أتت متباينة شديدة الإيجاز، على شكل أوامر أو توجيهات أو دروس ومواعظ موجهة أساسا إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، قصد تربية الإنسان المسلم قبل تكوين المجتمع، مما يحقق ذلك الأثر العميق في النفوس.