كثيرا منا يجهل حقيقة الأنفلونزا الموسمية وما يمكن أن تحدثه من مضاعفات خطيرة سيما في حالة عدم القيام بالتلقيح في كل موسم برد، بالرغم من تخفيف من حدة الأنفلونزا وتفادي نقل العدوى إلى الأشخاص غير المصابين إلا أن العديد منهم يفضلون علاجها باستخدام الأعشاب والطرق التقليدية كالعسل والليمون والزعتر، ولكن متى تصبح الأنفلونزا خطيرة؟ وماهي أعراضها الحقيقية ؟وهل توجد وسائل وقائية لتفادي الإصابة بها ؟ هي تساولات نجيب عنها في هذا المقام . @@ تصيب الأنفلونزا الأفراد من مختلف الأعمار عبر انتقال العدوى الفيروسية من شخص إلى آخر لكن كثيرا ما يحدث الخلط بين الأنفلونزا والزكام نظرا لتشابه أعراض الإصابة بينهما إلا أن الحقيقة تثبت خطورتها الشديدة، حيث يمكن أن تحدث أضرارا كبيرة بالصحة العمومية وفي بعض الحالات قد يرتفع الخطر إلى الوفاة وبالتالي فان استخدام الطرق التقليدية لعلاج الأنفلونزا يبقى دون الفعالية المطلوبة إذا تعلق الأمر بالأنفلونزا الموسمية. متى تصبح الانفلونزا شديدة الخطورة؟ @@ تشكل الأنفلونزا خطرا كبيرا على الأشخاص الذين يملكون جهاز مناعي ضعيف نظرا لإصابتهم بمرض آخر كالأمراض المزمنة على غرار مرض القلب وداء السكري والقصور الكلوي ،إضافة إلى الأطفال والأشخاص المسنين حيث تبقى الخطورة قائمة بشكل كبير عند هذه الفئة التي تتطلب عناية كافية وحذرا وافيا لتفادي الإصابة بالأنفلونزا . ولا تتوقف أضرار الأنفلونزا عند هذا الحد بل يمكن أن تؤدي إلى حدوث مضاعفات شديدة الخطورة كالإصابات الفيروسية أو البكتيرية الثانوية فقد اثبت الخبراء في هذا الشأن أن الأنفلونزا هي السبب الرئيسي في الإصابة بالأمراض التنفسية الحادة ويحدث هذا في حالة المرض المتكرر . كما أن الأنفلونزا من المشكلات الصحية العمومية الخطرة التي تتسبّب في حدوث حالات مرضية وخيمة وتؤدي إلى الوفاة إذا ما ألمّت بالفئات السكانية الشديدة الأكثر عرضة لمخاطر الأنفلونزا حيث تتسبّب في وقوع أوبئة سنوية تبلغ ذروتها خلال فصل الشتاء في المناطق المعتدلة المناخ كما تؤدي إلى ظهور عبئ اقتصادي من خلال ضياع إنتاجية القوى العاملة وتقييد الخدمات الصحية. كيف تحدث الإصابة ؟ @@ ينتقل فيروس الأنفلونزا بسهولة من شخص إلى آخر عن طريق قطرات صغيرة تقذف عند السعال والعطس كما يمكن للفيروس أن ينتشر عبر الأيادي ولمس مساحات ملوثة، علما أن الفيروس يتغير كل سنة ويختلف من موسم إلى آخر كون أن الوباء ينتشر بشكل سنوي خلال فصلي الخريف والشتاء في المناطق المعتدلة من خلال فيروسات شديدة العدوى . ويمكنها اقتحام المدارس ومراكز الرعاية الخاصة والبيوت و المباني التجارية والمدن. ويقوم المصاب، عندما يسعل، بإفراز الرذاذ الحامل للعدوى في الهواء وتعريض من يستنشقه لمخاطر الإصابة بالمرض. ماهي أعراض الأنفلونزا؟ @@نقل العدوى بالنسبة للراشدين فتظهر العلامات فجائيا في شكل حمى وارتفاع حرارة الجسم وآلام الحنجرة وصداع شديد، إضافة إلى ألام عضلية وحمى مترافقة برعدة وفقد الشهية وإحساس بالفتور والإعياء إلى غاية 5 أيام بعد بداية المرض ويمكن للمصابين بنقص المناعة أن ينقلوا الفيروس لمدة أسابيع آو أشهر ،أما بالنسبة للأطفال فتنتقل العدوى لمدة تتجاوز 10 أيام بعد ظهور الأعراض. من هي الفئات الأكثر عرضة؟ @@ يمكن أن تصيب أوبئة الأنفلونزا السنوية جميع الفئات العمرية وتؤثّر فيهم بشدة، غير أنّ الأطفال الذين لم يبلغوا عامين من العمر والبالغين من الفئة العمرية 65 سنة فما فوق والأشخاص من جميع الفئات العمرية المصابين ببعض الأمراض المزمنة المعيّنة، مثل أمراض القلب أو أمراض الرئة أو أمراض الكلى أو أمراض الدم أو الأمراض الاستقلابية (مثل السكري) أو حالات ضعف النظام المناعي، هم أكثر الفئات عرضة لمخاطر الإصابة بمضاعفات العدوى. أنواعها @@ هناك ثلاثة أنماط من الأنفلونزا الموسميةء - و و. وتتفرّع فيروسات الأنفلونزا من النمط ء كذلك إلى أنماط فرعية حسب مختلف أنواع البروتين السطحي للفيروس ومختلف التوليفات التي تخضع لها. وهناك، من ضمن العديد من الأنماط الفرعية لفيروس الأنفلونزا ء، النمطان الفرعيان (1خ1ب)ء و(2خ3ب)ء اللّذان يدوران حالياً بين البشر. والجدير بالذكر أنّ فيروسات الأنفلونزا تدور في كل منطقة من مناطق العالم. أمّا حالات الأنفلونزا من النمط فهي أقلّ حدوثاً من النمطين الآخرين. وعليه فإنّ لقاحات الأنفلونزا الموسمية لا تشمل إلاّ الفيروسات من النمطين ء و . أهم الأساليب الوقائية؟ @@ لا يمكن تفادي الإصابة بالأنفلونزا ولا توجد أي وسيلة يمكن تقينا من المرض بنسبة 100 بالمائة ،لكن هناك إجراءات فعالة للتخفيف من حدة الأنفلونزا على غرار القيام بالتلقيح كل سنة لأنه أنجع وسيلة للوقاية من مخاطر المرض فهو الحل الأمثل للتخفيف من حدة الأنفلونزا، كما توجد أساليب أخرى من الواجب إتباعها من اجل التقليل من خطر نقل العدوى قدر الإمكان حيث ينبغى على الأشخاص المصابين أن يقوموا بتغطية الفم والأنف بواسطة منديل ورقي عند السعال أو العطس، إضافة إلى ضرورة غسل اليدين بانتظام. التلقيح أقوى العلاج @@ التلقيح السنوي ضد فيروس الأنفلونزا هو الأكثر فعالية للتخفيف من حدة الإصابة ومضاعفاتها. وبالنسبة لمدى فعالية اللقاحات ضد فيروس الأنفلونزا كشف لنا الأطباء المختصون عن وجود لقاحات غير معطلة تتميز بالسلامة والفعالية وتستعمل منذ أزيد من 60 سنة والتي تحتوي على شذفات ميتة للفيروس التي لا يمكنها أن تتسبب في الأنفلونزا لكن تؤدي إلى رد مناعي ضد المرض ومضاعفاته . ويتم تركيب اللقاحات ضد الأنفلونزا الموسمية كل سنة تبعا لتوصيات منظمة الصحة العالمية التي تصدرها مرتين في العام وتتضمن مضادات الجينات لصنفين من فيروس الأنفلونزا «اش1ان1»، «اش3ان2 » وانفلونزا «ب» ويمكن للفيروسات الفرار من الجهاز المناعي للجسم بفضل تغييرات جينية متواصلة وقد تختلف من موسم إلى آخر وبالتالي من الضروري تغيير ذرية اللقاح من سنة إلى أخرى والقيام به سنويا.