بعد خلافات على الانتخابات وتعيينات أمنية أعلن القصر الرئاسي في العاصمة اللبنانية بيروت أن الرئيس ميشال سليمان قبل استقالة رئيس الوزراء نجيب ميقاتي، ومن المنتظر أن تواصل حكومة ميقاتي عملها كحكومة تسيير أعمال لحين تشكيل حكومة جديدة. وقال ميقاتي للصحفيين في القصر الجمهوري إنه تقدم باستقالة حكومته، و"المهم أن يبدأ الحوار الوطني، وأن تنشا حكومة إنقاذية في هذه المرحلة الصعبة بالذات"، مشيراً إلى أن استقالته "نابعة من قرار شخصي". وأوضح أن سبب استقالته يعود إلى تراكم عدد من القضايا "فلا نية لإجراء الانتخابات، والأجهزة الأمنية ستؤول إلى فراغ، لذلك قلت كفى أن نسمح بتجاهل القانون وإعاقة القيام بواجباتنا، فالموضوع لا يحتمل تأخيرا". ومن المتوقع أن يدعو سليمان النواب لاستشارات لتكليف شخصية جديدة بتشكيل الحكومة الجديدة. وكان ميقاتي أعلن مساء أول أمس الجمعة استقالته بعد جلسة لمجلس الوزراء، بسبب خلاف وزاري، بعد رفض أكثرية الوزراء في الحكومة تمديد ولاية قائد قوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي، الذي من المقرر أن يحال إلى التقاعد في نهاية الشهر الحالي، ورفضهم أيضاً تسمية أعضاء الهيئة المشرفة على الانتخابات النيابية التي أنشاها القانون الانتخابي الذي أقر عام 1960. وفي تصريحات له عقب تقديمه استقالته أمس، قال ميقاتي إنه مع إقرار قانون للانتخابات بالشكل الذي يتوافق عليه اللبنانيون، ومع إجراء الانتخابات في موعدها مهما كانت الظروف، "لكنني كنت ولا أزال ضد قانون للانتخابات يلغي رسالة لبنان ومفهوم العيش الواحد بين جميع أبنائه"، واعتبر أن القانون لن يقر، على ما يبدو، ضمن المهل التي تسمح بإجراء الانتخابات النيابية في موعدها. وبخصوص اللواء أشرف ريفي الذي يحال إلى التقاعد بعد أيام، قال ميقاتي "وجدت أن من الضروري في هذه المرحلة الدقيقة استمراره في مهامه لأن في ذلك واجبا وطنيا تفرضه ضرورة حماية المؤسسة التي شكلت ملاذا آمنا للبنانيين، ولمست اليوم أيضا أن ثمة توجها في مجلس الوزراء بعدم التجاوب مع هذا الأمر". ويرغب ميقاتي في التمديد لريفي الذي يُنظر إليه باعتباره مقربا من المعارضة، ويؤيده في ذلك رئيس الجمهورية ووزراء كتلة وليد جنبلاط، ويعترض عليه وزراء حزب الله وحركة أمل وكتلة ميشال عون. وأشار إلى أنه مقتنع بأن الوضع الحالي في لبنان يتطلب تجديدا على مستوى الساحة السياسية لتجنيب البلاد وضع الشلل ومنع تعطل مؤسسات الدولة عن العمل، وقال إنه "لم يتردد لحظة في التضحية والتحمل حفاظا على سيادة الوطن"، ولم يتوقف عند "حملات التجريح"، وبذل جهداً للحفاظ على الوطن، وأكد أنه سعى "لحفظ لبنان والنأي به عن الأعاصير العاتية والبراكين الثائرة". وقد احتشد مناصرون لميقاتي عند ساحة عبد الحميد كرامي في مدينة طرابلس شمالي لبنان تضامنا معه بعد تقديم استقالته. يذكر أن ميقاتي تولى رئاسة الحكومة في 2011 بعد أن أسقط حزب الله وحلفاؤه حكومة الوحدة الوطنية التي كان يقودها سعد الحريري، وخلال عامين في المنصب سعى ميقاتي لإبعاد لبنان عن الحرب في سوريا التي عمقت التوتر الطائفي فيه وأدت إلى اشتباكات في مدينة طرابلس الشمالية.