ذكرت وسائل اعلام محلية أن الرئيس اللبناني ميشال سليمان قبل السبت استقالة رئيس الوزراء نجيب ميقاتي مما يمهد السبيل أمام تشكيل حكومة تسيير اعمال بعد جمود سياسي مع حزب الله. وقد تغرق استقالة ميقاتي لبنان - الذي يصارع بالفعل للتعامل مع تزايد أعداد اللاجئين من سوريا المجاورة وامتداد اراقة الدماء إليها جراء الصراع في سوريا - في مزيد من الفوضى والغموض قبل ثلاثة شهور من انتخابات برلمانية مقررة. تأتي استقالة ميقاتي الجمعة بعد اجتماع وزاري على مدى يومين ووصل إلى طريق مسدود جراء خلاف مع حزب الله. ونقل موقع نهارنت الاخباري المحلي عن ميقاتي قوله للرئيس سليمان انه لم يبلغ أحدا بقراره كي يتجنب أي ضغوط من أي جانب. وقال إن قراره شخصي والمهم الان هو ان يبدأ حوار بين اللبنانيين. وتابع انه يأمل في ان تمهد الاستقالة السبيل امام حل للجمود السياسي في البلاد. واعترض حزب الله على تمديد فترة مسؤول أمني كبير وتشكيل لجنة للاشراف على الانتخابات البرلمانية المقررة في لبنان والتي قد تتأخر الان بسبب انهيار حكومة ميقاتي. ومن المقرر ان يحال مدير عام قوى الامن الداخلي اللواء السني اشرف ريفي الى التقاعد الشهر المقبل. وينحدر ريفي من طرابلس وهي مدينة ميقاتي أيضا. وطالب ميقاتي بالتجديد لريفي لكن حزب الله وحلفاءه رفضوا ذلك لانهم لا يثقون فيه. وعين ميقاتي رئيسا للوزراء في 2011 بعد ان أسقط حزب الله الشيعي وحلفاؤه حكومة الوحدة الوطنية التي كان يقودها سعد الحريري. لكن التوتر بشأن سوريا زج به إلى خلاف مع الجماعة التي جاءت به إلى السلطة والتي تؤيد بشدة معركة الرئيس بشار الاسد ضد المعارضة والمحتجين في سوريا. وسعى ميقاتي إلى إبعاد لبنان الذي خاض حربا اهلية دارت رحاها على مدى 15 عاما عن الصراع في سوريا المستمر منذ عامين. وحسب التوزيع الطائفي لتقاسم السلطة في البلاد فيجب ان يكون رئيس الوزراء مسلما سنيا وان يكون رئيس الجمهورية مسيحيا مارونيا وان يكون رئيس البرلمان شيعيا. وقال رئيس الوزراء السابق فؤاد السنيورة وهو حليف وثيق للحريري الذي كثيرا ما دعا ميقاتي الى الاستقالة ان استقالته الان "يمكن ان تفتح المجال امام الحوار من جديد". وقتل شخصان في اشتباكات طائفية في مدينة طرابلس الساحلية يوم الخميس في احدث علامة على العنف الذي تغذيه الحرب الأهلية في سوريا المجاورة. وقال مقيمون إن اشتباكات متقطعة اندلعت لليوم الثالث في طرابلس صباح اليوم حيث اصيب شخصان بجروح جراء نيران القناصة. وتسببت الحرب في سوريا وتدفق اللاجئين منها على لبنان إضافة الى ما يعانيه من اضطراب داخلي في تباطؤ حاد للاقتصاد اللبناني وزيادة في عجز الموازنة العام الماضي بلغت 67 في المائة.