ق. حنان لأنها خدمة تقدم ببعض المقاهي وقاعات الشاي الواقعة بأحياء ومناطق راقية نوعا ما، فان الشيشة، تعد مطلبا مميزا لدى بعض المترددين على هذه الأماكن، ومظهرا مكملا للبريستيج العام، ويعتقد الكثيرون أنها لا تنطوي على أية مخاطر صحية، وان كانت فهي قليلة ، وأنها لا تعدو مجرد مظهر من مظاهر الترف و الثراء، ووسيلة للظهور و التميز عن الآخرين، سواء كان ذلك بالنسبة للذكور أم للإناث، إضافة إلى حب المباهاة، والظهور، وتعرض في عدد من هذه المقاهي والمحلات بأسعار مرتفعة للغاية تتجاوز في بعض الأحيان آلاف الدنانير، ورغم التحذيرات التي يطلقها العديد من المتخصصين في مناسبات كثيرة، إلا أن الولوعين بتدخين الشيشة، وبإمساك النرجيلة، يعتقدون بان مرور الدخان من خلال الماء الموجود في الشيشة يعمل على ترشيح الدخان من المواد الضارة وبالتالي تقليل الضرر الناجم عن تدخين الشيشة، و قد تبين خطأ هذا الاعتقاد من خلال تحليل الدخان الخارج من فم مدخن الشيشة، حيث تبين على أنه يحتوي على نفس المواد الضارة والمسرطنة الموجودة في دخان السجائر كما أثبتت الدراسات أن التدخين بالشيشة: يسبب الإدمان و يقلل من كفاءة أداء الرئتين لوظائفهما، ويسبب انتفاخ الرئة (الإنفزيما) والالتهاب الشعبي المزمن، وهذا المرض يحد من قدرة الإنسان على بذل أي مجهود كلما تفاقم، إضافة إلى انه سبب قد يؤدي إلى حدوث سرطانات الرئة والفم والمرئ والمعدة، وارتفاع تركيز غاز أول أكسيد الكربون في الدم. وكذا أثبتت تلك الدراسات أنها تؤدي إلى تناقص الخصوبة عند الذكور والإناث، وتساعد على ازدياد نسبة انتشار التدرن الرئوي عند مستخدمي الشيشة. وعند النساء المدخنات للشيشة أثناء الحمل فان ذلك يؤدي إلى تناقص وزن الجنين، كما يعرض الأجنة إلى أمراض تنفسية مستقبلاً أو إلى حدوث الموت السريري المفاجئ بعد الولادة. كما حدد الباحثون قائمة أخرى لمخاطر وأضرار تدخين الشيشة، مثل انبعاث الروائح الكريهة مع النفس ومن الثياب، كذلك من التأثيرات الأخرى كبحة الصوت، واحتقان العينين، وظهور تجاعيد الجلد والوجه خصوصا في وقت مبكر، هذا علاوة على كون تدخين الشيشة يعتبر أحد أهم ملوثات الهواء في غرف المنازل وقريبا من المقاهي حيث يوجد عدد كبير من المدخنين. وتجدر الإشارة إلى أن مكونات الشيشة لا تختلف عن مكونات تبغ السجائر ودخانها، حيث أن بها ما لا يقل عن 4000 مادة سامة، أهمها النيكوتين وغاز أول أكسيد الكربون والقطران والمعادن الثقيلة والمواد المشعة والمسرطنة والمواد الكيميائية الزراعية ومبيدات الحشرات وغيرها الكثير من المواد السامة، كما أنه يضاف إلى تبغ الشيشة العديد من المواد المنكهة مجهولة التركيب، ويجهل مقدار ضررها. وعليه فان ما يقال عن التدخين عن طريق الشيشة أو النارجيلة باستخدام التبغ أو الجراك أو المعسل بأنه خالي من الخطر غير صحيح البتة، فقد أثبتت إحدى الدراسات بأن المعسل هو عبارة عن تبغ خالص، مع كميات كبيرة من الأصباغ والألوان والنكهات التي تخلط من غير أي رقابة صحية، وثبت أنها تسبب مختلف الأمراض والسرطانات.