يقولون أنها تضمن لمدمنيها متعة طويلة، وهو ما لا تستطيع السيجارة تلبيته، تختلف نكهاتها باختلاف أذواق فواكه الدنيا، وعند ارتشافها مع المُعسل الخليجي يرتفع عبق نشوتها.. إنها »الشيشة« أو كما يطلق عليها الجزائريون »الرنڤيلة«. لكن هل يعلم مدمنوها أنها قد تنسف حياتهم وأن جرعة واحدة منها تعادل علبتي سجائر؟ عرفت تدخين الشيشة أو الرنقيلة ظاهرة انتشارا واسعا في مجتمعنا في السنوات الأخيرة، حيث لم يبق حكرا على الرجال فقط بل تعدى إلى فئة النساء اللاتي وجدن متعة في اكتشاف هذا الدخيل على مجتمعنا. ولم يقتصر انتشارها على المقاهي وقاعات الشاي بل تعداها إلى البيت، دون معرفة ما يمكن أن تسبب هذه الأخيرة من أخطار وأضرار على صحة مدخنيها. »الرنجيلة« الشرقية بألوانها الباهية تمكنت في وقت قصير من إثبات وجودها في المجتمع الجزائري، فبعد أن كانت تمثل إحدى القطع التزينية للمنازل يستقدمها المهاجرون معهم أوكل من يزور دولة عربية تحوّلت في السنوات الأخيرة إلى منتوج يشهد إقبالا كبيرا من طرف المواطنين من الشباب وحتى الكهول. »الرنجيلة« بدأت في الظهور بالأحياء الراقية بالعاصمة لتعمم على باقي القاعات وحتى المقاهي والخيمات التي ينصبها التجار خصيصا للسهرات الرمضانية ليتم تسجيل إقبال كبير عليها رغم الأسعار المرتفعة. والمتجول في مختلف المقاهي يلمس اهتمام الجزائريين بهذا الجديد، وما شد انتباهنا إقبال فئة الفتيات على »الرنجيلة« وهو ما يؤكد اتساع دائرة تدخين »الشيشة« من الذكور إلى الإناث. وفي ذات الشأن تقول إحداهن إن تدخين »الرنجيلة« لا يعني بالضرورة أنها مدمنة على السجائر بل إنها لا تدخن لكنها ترى فيها موضة العصر وما يعجبها هو المذاق المعطر بالفواكه )المعسل(. ويقول أحد مدخني »الشيبشة« حاليا لا أستطيع التخلص من الإدمان عليها أعلم أنها تشكل خطرا على صحتي، وأدري أنها تضم تركيبات أجهل مصدرها، لكني تعودت عليها، وأصبحت أكثر تعلقا بها من السيجارة، بل إني اشتريت واحدة في منزلي، لكن ماذا أفعل .. تخلصت من السيجارة لأجد نفسي أدمنت على »الرنڤيلة«. ما يثير التخوف هو جهل العديد من مستهلكي »الشيشة« أن لهذه الأخيرة نفس الأخطار والأضرار التي تسببها السجائر على صحتهم. كما أن مكونات دخان »الشيشة« تعتبر من مسببات الإصابة بحالات سرطان الرئة والفم والمثانة إضافة إلى أمراض شرايين القلب، وحسب دراسة أعدت مؤخرا فإن قوة استنشاق الهواء عن طريق الأنبوب تسمح للدخان بالدخول على مستوى أكثر عمقا داخل الرئتين. وحسب مختصين فإن نسبة مادة النيكوتين والقطران في »الرنجيلة« هي نفسها الموجودة في السيجارة بينما تتضاعف فيها مادة ثاني أوكسيد الكربون ب 10 مرات. وما يزيد من حجم أضرار تدخين »الرنجيلة« الاستهلاك الجماعي الذي يساعد في انتقال الأمراض المعدية عن طريق الفم خاصة عند انعدام شروط النظافة. فبالرغم من وجود الكثيرين متعتهم في التدخين الشيشة خلال السهرات الرمضانية غير أنها قد تفسد هذه المتعة وذلك للأضرار والأمراض التي قد يتعرض لها صاحبها. فمظهرها الخداع ونكهتها المتنوعة تفتك بصحة هاويها.