يعتبر الجهاز السادس على المستوى الوطني حقق مركز تسهيل الشباب بولاية النعامة قفزة نوعية في استقطاب أصحاب المشاريع من الشباب البطال الذي دخل عالم الاستثمار والذي اختار هذه الهيئة الرسمية لمرافقته في تنفيذ المشاريع، ولا شك أن أهمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ودورها في دعم التنمية الاقتصادية نابع من دورها في خلق فرص عمل جديدة ومساهمتها في القيمة المضافة الإجمالية، الأمر الذي جعل هذه المؤسسات تحظى بمكانة بارزة في الاقتصاديات المتقدمة والنامية على حد سواء بتوفير الإمكانيات اللازمة لتنمية هذا النوع من المؤسسات وتطويره. تسهيلات وإجراءات موجهة لحاملي المشاريع وفي هذا الصدد، وفي لقاء خص به مدير المركز السيد بوسعيد محمد يومية "الأمة العربية"، كشف عن الآليات الجديدة المسخرة لحاملي المشاريع من شباب وهذا من منطلق الانسجام مع توجه سياسة الجزائر الاقتصادية نحو التنوع الاقتصادي، وإدراكًا منها بأهمية الدور المرتقب الذي تلعبه المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في توسيع قاعدة الاقتصاد الوطني، كانت هناك عدة مبادرات وإجراءات تهدف إلى تشجيع الشباب وصغار المستثمرين وحاملي المشاريع للتوجه نحوهذا القطب الاستثماري الجديد، بإقامة مثل هذه المؤسسات، نظرًا لما يمكن أن تؤديه مستقبلا من تحقيق الاستقلال الاقتصادي واستقراره، يظهر ذلك من خلال العديد من الآليات التي اتخذتها الجزائر في مجال تنمية هذا القطاع وبلوغ الأهداف المرجوة منه، حيث تم في هذا الشأن إطلاق المبادرات وإنشاء هيئات تهتم بدعم هذه المؤسسات وتأهيلها في مختلف قطاعات النشاط الاقتصادي. ومن بين أهم هذه الهيئات، مراكز التسهيل للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة تحت وصاية وزارة الصناعة والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة وترقية الاستثمار (المديرية العامة للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة)، التي تضطلع بمهمة تسهيل إجراءات التأسيس والإعلام والتوجيه ودعم إنشاء المؤسسات الصغيرة والمتوسطة عن طريق مرافقة أصحاب المشاريع. مركز التسهيل يعتبر الهيكل السادس على المستوى الوطني يعتبر مركز التسهيل بالنعامة السادس من نوعه على المستوى الوطني، وفي هذا الشأن استفادت الولاية على غرار ولايات الوطن من هذا المرفق العمومي ذي الطابع الإداري والذي يتمتع بالشخصية المعنوية والإستقلال المالي في خدمة حاملي المشاريع، والذي باشر مهامه خلال السنة الفارطة بالمساهمة الفعلية في الاستقبال، وتقديم التوجيه، الاستشارة وكذا المرافقة والتكوين لصالح هذه الفئة، بالتنسيق مع باقي هياكل الدعم المتواجدة عبر تراب الولاية، ونذكر بالخصوصANGEM – ANSEJ – CNAC – CALPIREF- ANDI – ONTA والبنوك المحلية. إن الدور الأساسي الذي أنشئ من أجله هذا المركز يتجسد عبر المرسوم التنفيذي رقم 79/03 المؤرخ في 25 / 02 / 2003 الذي حدد الطبيعة القانونية لهذا المركز من حيث المهام والأهداف، وخصوصا فيما يتعلق بدعم وتشجيع الإستثمار بصفة عامة من خلال فضاء المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، والتي نحصرها في عملية الإستقبال وذلك من خلال دراسة الملفات التي يقدمها حاملوالمشاريع والإشراف على متابعتها من طرف طاقم مكون من مرافقين ومنشطين وتوجيه أصحاب المشاريع، وذلك بتجسيد إهتمامات أصحاب المؤسسات في أهداف عملية، وذلك بتوجيههم حسب مسارهم المهني. ويبقى عامل المرافقة من أهم العوامل التي تساعد حاملي المشاريع على تخطي العراقيل التي تواجههم أثناء مرحلة تأسيس الإجراءات الإدارية ومرافقة أصحاب المشاريع في ميداني التكوين والتسيير. وذلك من أجل تقديم الاستشارة الخدماتية في مجال الإستشارة في وظائف التسيير والتسويق وإستهداف الأسواق وتسيير الموارد البشرية، بالإضافة إلى وضع تحت تصرف حاملي المشاريع فضاءات الانترنت والمكتبة والتكوين. من أهم الأهداف التي يسعى إلى تحقيقها المركز، هو كسب ثقة الزبون الشاب وحامل المشروع. ومن أجل ذلك، تم وضع شباك يتكيف مع احتياجات منشئي المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وتشجيع تطوير التكنولوجيا الجديدة لدى حاملي المشاريع. وتشجيع تطوير النسيج الاقتصادي المحلي وتثمين الكفاءات البشرية، وعقلنة استعمال الموارد البشرية في إطار المؤسسة الاقتصادية وإنشاء قاعدة معطيات لنسيج المؤسسة الصغيرة والمتوسطة بالاندماج في الاقتصاد الوطني والدولي، ومرافقة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة للاندماج في الاقتصاد الوطني، وتقليص آجال إنشاء المؤسسات وتوسيعها. هذا، ويتولى مركز التسهيل في إطار تطبيق الأهداف السالفة الذكر القيام دراسة الملفات التي يقدمها حاملو المشاريع والإشراف على متابعتها. وتجسيد اهتمامات أصحاب المؤسسات في أهداف عملية، وذلك بتوجيههم حسب مسارهم المهني، وذلك بمساعدة حاملي المشاريع على تخطي العراقيل التي تواجههم أثناء مرحلة تأسيس الإجراءات الإدارية. وأشار مدير المركز أيضا إلى مرافقة أصحاب المشاريع في ميداني التكوين والتسيير، وذلك بتقديم خدمات في مجال الاستشارة في وظائف التسيير والتسويق واستهداف الأسواق وتسيير الموارد البشرية. ويباشر المركز الأهداف والمهام المنوطة به باتصال دائم مع مختلف الشرائح التي تنشط في مجال المقاولة، وبالخصوص حاملي المشاريع، باستعمال مختلف القنوات والوسائل المتاحة من مطويات ومداخلات عبر الإذاعة وبالاتصال المباشر في مختلف الفعاليات التي تقام عبر تراب الولاية، وكذا الاستقبال على مستوى المركز، حيث يوجد طاقم متخصص من المرافقين والمنشطين يتكفلون بكافة انشغالات حاملي المشاريع، وبالخصوص في مجال إنشاء المؤسسة الصغيرة والمتوسطة، بالإضافة إلى توجيههم نحوباقي هياكل الدعم على المستوى المحلي وكذا خارج تراب الولاية، في إطار التعاون المشترك وبالخصوص بين الوكالة الوطنية لتسيير القرض المصغر والوكالة الوطنية لتطوير الاستثمار والديوان الوطني للأراضي الفلاحية وغرفة الصناعة التقليدية والحرف والوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب والصندوق الوطني للتأمين على البطالة ونجد أيضا اللجنة المحلية لترقية الاستثمار والتعديل العقاري. مركز التسهيل يبرم اتفاقيات شراكة مع هيئات الدعم بالولاية تخص التكوين في إطار الاتفاقيات المبرمة بين المركز وباقي هيئات الدعم والتي تهدف إلى تكوين حاملي المشاريعو الذين تم توجيههم من طرف المركز نحو هذه الهياكل، تجري دورات تكوينية على مستوى المركز من طرف إطارات مكونين متخصّصين في مجال تسيير المقاولة والمؤسسة، وكذا المرافقين والمنشطين التابعين للمركز، يستفيد خلالها حاملو المشاريع الذين تمكنوا من خلق مؤسساتهم، من الطرق العلمية لتسيير المؤسسة من إنجاز لمخطط الأعمال والتحكم في أساليب المحاسبة والإنتاج والتسويق... التي تهدف أساسا إلى تحقيق القيمة المضافة والمساهمة في إنعاش الاقتصاد، وبالتالي المساهمة في التشغيل. الاعتماد على الجانب التوعوي من خلال تنشيط ندوات وحصص إذاعية المركز يشارك في كل التظاهرات المحلية والتفاعلات المتعلقة بالتنمية المحلية المقامة عبر تراب الولاية، والتي تمس مباشرة أقطاب التنمية مع باقي المتعاملين الاقتصاديين، والتي لها علاقة بنشاط حاملي المشاريع وأيضا من شأنها خلق المبادرة لدى هذه الفئة في إنشاء المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، وإمكانية الاستثمار، حسب القطاعات عبر تراب الولاية. من ذلك، نذكر مشاركة المركز في الأبواب المفتوحة على واقع وآفاق التنمية بولاية النعامة، والمداخلات على مستوى المعهد الوطني المتخصص في التكوين المهني، وكذا مراكز التكوين المهني أمام الدفعات المتخرجة في مختلف التخصصات، إضافة إلى المشاركة عبر إذاعة النعامة في حصة آفاق اقتصادية، هذا من جهة. ومن جهة أخرى، وتطبيقا للبرنامج السنوي المسطر من طرف المركز، يسعى المركز إلى تكثيف نشاطاته على مستوى القطب الجامعي للولاية وكذا على مستوى باقي دوائر وبلديات الولاية في مجال إنشاء المؤسسات الصغيرة والمتوسطة المتعلقة بقطاعات التنمية، وخصوصا المحلية منها. يبقى مركز التسهيل للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة لولاية النعامة في تواصل دائم من حيث الاستقبال، التوجيه، المرافقة، الاستشارة والتكوين على مستوى المركز.