سجل مطار الجزائر الدولي أكثر من 142 ألف مسافر في شهر جوان الماضي، قادمين من مختلف الدول الأوربية، وبشكل خاص من فرنسا وتركيا وإسبانيا، وهذه الدول معروفة بتواجد جالية جزائرية كبيرة فيها. وحسب الأرقام الرسمية المقدمة من قبل مؤسسة مطار الجزائر، فإن هذا العدد سجل مقابل 123.860 مسافر في جوان 2008، أي ارتفاع بنسبة 15 بالمائة، حسب ما أوردته مصلحة إحصائيات المطار. وبالموازاة، سجل ميناء الجزائر حسب المديرية التجارية للمؤسسة الوطنية للنقل البحري للمسافرين، 115 ألف مسافر وأكثر من 32 ألف سيارة أغلبها للجالية الجزائرية المقيمة بالخارج، وذلك في الفترة الممتدة من 1 جوان إلى 26 جويلية الماضي. ويعود تزايد عدد المسافرين الذين استقبلهم مطار الجزائر الدولي وميناء الجزائر، إلى الإقبال الواسع للجزائريين المقيمين بالخارج على قضاء العطلة الصيفية في بلادهم، خاصة بعد عودة الأامن والاستقرار في الجزائر. كما أن تزايد أعدادهم هذه السنة، يوعزه البعض إلى تزامن شهر رمضان مع عطلهم السنوية، فلم يحدث منذ سنوات أن حل هذا الشهر الكريم في فصل الصيف، وهو ما يناسب المهاجرين الراغبين في زيارة الجزائر، حيث فضّل الكثير منهم قضاءه مع عائلاتهم في الجزائر، دون أن ننسى أن تأثير الأزمة العالمية على هؤلاء كان من أهم الأسباب التي شجعت هؤلاء للعودة إلى البلاد، كون انعكاساتها السلبية على معيشتهم في البلدان الأوروبية التي يغتربون فيها، لا تسمح لهم بالمكوث كل أشهر السنة هناك، فالعودة إلى الجزائر تحررهم من هذه الانعكاسات، بل تجعلهم في أحسن الأحوال، حيث يتمكن العاطلون من العمل على سبيل المثال من تحويل منح البطالة من الأورو أو الدولار إلى الدينار الجزائري، والعيش بكل كرامة في الجزائر. وإن كانت الجزائر في السنوات الأخيرة عرفت تدفقا كبيرا للمهاجرين الجزائريين القادمين من الدول الأوروبية بصفة خاصة، وكندا، وفي موسم الصيف بسبب الاستقرار الأمني، فإنه في السنتين الأخيرتين على الأقل شهدت توافدا كبيرا لهم على مدار السنة، وليس في موسم الاصطياف فقط. ومرد ذلك كما سبق ذكره هو انعكاسات الأزمة المالية العالمية، لكن المؤكد أن المهاجرين يفضّلون قضاء عطلهم السنوية في الجزائر، لأنهم لا يقدرون على قضائها في البلدان الأجنبية التي يتواجدون بها، بسبب غلاء التكاليف في المناطق السياحية، عكس الجزائر، حيث لا يكلفهم ذلك الكثير، خاصة أن أغلبهم يلجأون إلى الأهل والأقارب، دون أن ننسى عامل العملة الصعبة التي يقومون بجلبها وتحويلها إلى الدينار الجزائري في السوق السوداء، ما يجعلهم في راحة مالية تمكّنهم من قضاء عطلتهم السنوية في رخاء، الأمر المستحيل في الدول التي يقطنون بها.