تشهد سوق السمك إرتفاعا مذهلا في الأسعار، أرجعه الصيادون إلى قدم الحظيرة الوطنية للأسماك وغياب قطع الغيار، بالإضافة إلى التعليمات التي أصدرتها السلطات بعدما تبين أن بعض الصيادين يستعملون مادة "الديناميت" لقتل الأسماك واصطيادها من أجل الحصول على كمية أكبر بطريقة أسهل. بالمقابل، أكدت السلطات أن هذه المواد تؤثر سلبا على البيئة والمستهلك على حد السواء. قال معظم الصيادين المتواجدين على مستوى ميناء الجزائر، إن الظروف العامة للصيد غير مواتية خاصة مع غياب قطع الغيار الخاصة بالسفن، والتي لا تتوفر في السوق الجزائرية، حيث يضطرون لجلبها من الخارج. بالإضافة إلى أن هذا، فإن أماكن التبريد تعتبر غير كافية، ناهيك عن غياب الورشات الخاصة بتصليح السفن. كل هذه النقائص أدت إلى نقص المردودية، بالتالي إلى إرتفاع الأسعار، بالإضافة إلى استخدام مادة "الديناميت" المحظورة دوليا من قبل المنظمات العالمية والصحية التي تهتم بالبيئة، نتيجة الخطر الذي ينجر عنها والمتمثل في انقراض الأسماك وتلويث المحيط. وفي سياق متصل، قامت "الأمة العربية" بجولة استطلاعية إلى سوق الأسماك، قبل أقل من عشرين يوما عن حلول شهر رمضان الفضيل، وسجلنا تضاربا في الأسعار من منطقة لأخرىم وأثناء تجولنا في بعض أسواق العاصمة، التي شملت كلا من مارشي 12، سطاوالي، الشراڤة وباش جراح، فإن الأسعار في هذه المناطق متفاوتة، حيث يبلغ سعر السمك من 140 دج و170 دج. أما "الجنبري"، فيصل إلى 1500 دج، ليصل في سطاوالي إلى 2500 دج. أما "المرلون"، فوصل إلى 1800 دج للكلغ الواحد، فيما يصل الحوت إلى 350 دج. من جهة أخرى، فإن قدم الحظيرة الوطنية التي تجاوزت 25 سنة ساهم في عدم وصول الصيادين إلى 7.5 هكتار، مما أدى إلى تهديد المردودية. للإشارة، فإن الحظيرة متواجدة عبر 26 ميناء على طول الشريط الساحلي الذي يقدر ب 1200 كلم. وحسب تقرير للجمعيات الخاصة بالصيد، فإن الجزائر لا تستغل نصف ثرواتها ومعدل استهلاك الفرد الواحد يقدر ب 5 كلغ، وعمدت الوزارة إلى توفير 600 مليون سنتيم للتكفل بتمويل مشاريع الصيادين، بالإضافة إلى جلب 20 سفينة مجهزة بأحدث التقنيات. هذا، ويتم في هذه الأيام تسلم سفينة بحث لمتابعة وتقييم المواد الصيدية لدى الورشة البحرية الإسبانية "كاداما"، حيث كلفت هذه السفينة 600 مليون دينار جزائري، مدرجة في إطار إستراتيجية القطاع الرامية إلى تثمين الإمكانيات الصيدية من خلال توفر الشروط الضرورية لضمان تنمية مستدامة للمنتوجات البحرية. من جهة أخرى، فقد عمدت السلطات إلى حجز مادة "الديناميت" نظرا لاستعمالها من طرف الجماعات الإرهابية، واستخدامها في صناعة القنابل اليدوية والأحزمة الناسفة التي تستخدم في العمليات الانتحارية، التي تقوم بها هذه الجماعات، ما أدى إلى ارتفاع أسعار السمك، وبالتالي حرمان المواطن الجزائري من هذه المادة الغنية بالفيتامينات.