باشرت مصالح الأمن الوطني بولاية عنابة، أمس الأول، تحقيقات معمقة في فحوى رسالة "سرية" حررها مدير وحدة "فرسيد" بمركب أرسيلور ميتال، وحملت قائمة اسمية لشخصيات معروفة بنفوذها المحلي، تكون حسب سطور الرسالة "القنبلة" قد تورطت في ملفات الفساد وتضخيم الفواتير والتهرب الضريبي والتعاملات المشبوهة والفضائح التي تهز منذ أسابيع عملاق الحديد والصلب في الجزائر، بينهم النائب البرلماني عيسى منادي. ويقبع المدير السابق لورشة "فرسيد"، جمال بارة، منذ مارس الفارط بمعية بارون المنتجات الحديدية حسان فلاح، في المؤسسة العقابية "بوزعرورة" ببلدية البوني، بعدما أوقفته مصالح المركز الإقليمي للبحث والتحري الأمن العسكري سابقا على خلفية تورطه في التستر على تجاوزات الشركة الهندية "قراند سميث وورك"، حيث ورد ذكره في محضر سماع أعوان الأمن ومسير الشركة، بأنه حصل على مزايا وأجهزة إلكترونية وحواسيب وجهاز تلفزيون من نوع "بلازما" ورشاوي، مقابل تستره عن التجاوزات المرتكبة بمستودع "وزن النفايات الحديدية"، ومن ثمة تورطه في علاقات تجارية مشبوهة مع الملياردير ونائب رئيس "أبيوي" عنابة وقتذاك، حسان فلاح، على اعتبار أن وحدة "فرسيد" هي المكلفة بمراقبة ومتابعة والتأشير على دخول وخروج الشاحنات المعبأة بالنفايات الحديدية من مركب الحجار وإليه. وقد ثبت تصديقه على فواتير مضخمة، سهّلت نهب الملايير من مركب الحجار من طرف أصحاب شركات المناولة الخاصة، يتقدمهم المتعامل الاقتصادي حسان فلاح. وحسب المعطيات المتسربة من سير التحقيق مع جمال بارة، فإن الرسالة التي عثرت عليها مصالح الأمنو حملت تهديدا صريحا بكشف قضايا فساد أخرى تورط فيها البرلماني عيسى منادي حين كان أمينا عاما لنقابة أرسيلور ميتال، وعدد من الرؤوس النقابية وكذا بعض الإطارات والمسيرين المعروفين. وتوعد جمال بارة هؤلاء بالوشاية بهم لدى المصالح الأمنية، ما لم يوظفوا أموالهم ونفوذهم لإخراجه من السجن قبيل شهر رمضان. وتمكنت مصالح الأمن من العثور على رسالة مدير "فرسيد" داخل قفة المؤونة، حيث كلف أحد إخوته بتسريبها إلى الشخصيات المذكورة بالاسم. ويقرأ المتتبعون لتطورات الفضائح التي تهز منذ مطلع السنة مركب أرسيلور ميتال بعنابة، هذه الحلقة، بأنها مقدمة لإسقاط رؤوس فساد معروفة في الساحة المحلية، على غرار عضو المجلس الشعبي الوطني ورئيس فريق اتحاد عنابة، عيسى منادي، الذي حقق أموالا طائلة أثناء ترأسه لنقابة العمال، حوّلته من مجرد موظف بسيط إلى واحد من أثرياء الولاية الذين لا تزال الشكوك تحوم حول مصادر الثراء الفاحش الذي يتمتعون به.