أمر وكيل الجمهورية لدى محكمة عنابة الابتدائية، بوضع المدعو "عبد الجليل ،س" 32 سنة، رهن الحبس المؤقت بعدما تمكنت مصالح الأمن الوطني من وضع يدها، على نشاط هذا البارون المعروف بتنظيم رحلات الهجرة السرية نحو جزيرة سردينيا الإيطالية على متن قوارب الموت، على إثر ورود إسمه أكثر من مرة في سير التحقيقات مع العديد من الشباب المرشحين ل"الحرڤة". تتبعت مصالح الأمن بدقة "السمسار" عبد الجليل، إلى أن ألقت عليه القبض بشارع العربي التبسي وسط المدينة، ثم عثرت في عملية تفتيش منزله المتواجد على مقربة من شاطئ ريزي أعمر على ورشة تحتوي على أسلحة بيضاء ومعدات يستعملها البحارة وقارورات غازية مسيلة للدموع . وبينت التحريات الأولية أن البارون الموقوف كان يحترف المتاجرة بالأرواح البشرية والزج بهم في عرض البحر على متن قوارب الموت، وكان من منظمي الرحلة المأساوية التي ضمت، قبل أيام، ثلاثة قوارب صيد تقليدية الصنع وعلى متنها حوالي 81 حراڤا، وانتهت بمقتل شابين في حادثة اصطدام قاربيهما بسفينة حربية تابعة للقوات البحرية في عملية مطاردة خلفت أيضا إصابة 18 شابا بجروح متفاوتة الخطورة. وكان بعض الحراڤة الناجين من الموت والغرق في الرحلة المذكورة قد توعدوا بكشف منظميها وتفصيل كافة حيثياتها.. ويرجح أن يكون "البارون" عبد الجليل وراء مقتل الشاب فاضل زين الدين إبن ال 19 ربيعا ، حين وجد جثة هامدة على ضفاف شاطئ الخروبة، قبل نحو أسبوعين، بسبب مطالبته باسترجاع مبلغ مالي قدره 5 ملايين سنتيم دفعها في رحلة "حرڤة" فاشلة انتهت في قبضة خفر السواحل، على بعد أميال من رأس الحمراء. وحسب رواية والدته السيدة عقيلة فاضل فإن إبنها تلقى تهديدات بالتصفية الجسدية على يد أحد بارونات تهريب البشر. وطالبت السيدة عقيلة في تصريح ل"الأمة العربية" بتدخل كافة السلطات العمومية لمتابعة المجرمين من قتلة فلذة كبدها. هذا و لا تزال أجواء الحزن والحداد تخيم على الشارع العنابي ، منذ الرحلة التي قتل فيها الشاب حمزة إكرام من عنابة وأحد الشباب العاصميين وما تلاها من حوادث أليمة جرت وقائعها في عرض البحر.