علمت الشروق اليومي من مصادر موثوقة، أن الوحدة البحرية رقم 356 للوحدات الإقليمية لعناصر حراس الشواطئ على مستوى ولاية عنابة قد تمكنت ليلة الثلاثاء إلى الأربعاء الماضيين، من إحباط عملية هجرة غير شرعية ل 18 شابا كانوا متوجهين إلى جزيرة سردينيا الإيطالية. وحسب المكلف بالإعلام على مستوى قيادة القوات البحرية بعنابة، الضابط سليمان شرياك، فإن عملية الإحباط الناجحة هذه قادتها ذات المصالح بناء على معلومات وردت إلى ذات الجهة بوجود مجموعة من الشباب الراغب في التوجه نحو جزيرة الموت والدمار سردينيا الإيطالية، على مستوى شاطئ سيدي سالم يحضرون للقيام بعملية حرڤة، وعلى إثر ذلك اتخذت ذات المصالح مكانها في عرض المياه الاقليمية في خطوة منها لترصد أي حركة مشبوهة، وفي حدود الساعة الواحدة إلا 5 دقائق، من صبيحة نهار أمس، اعترضت ذات المصالح الطريق أمام قاربين خشبيين من صنع تقليدي محلي، على متنهما 18 شابا، مزودان بمحركات ذات قوة 40 حصانا، وكمية كافية من المازوت لقطع مسافة 200 كلم الفاصلة بين اليابسة الجزائرية والأراضي الإيطالية، حيث أوقفت ذات العناصر راكبي هذين الزورقين بدون أية مطاردة. وأضاف ذات المصدر أن عملية التوقيف تمت عند النقطة 300 متر عن اليابسة على مستوى شاطئ سيدي سالم على بعد 20 دقيقة، بالضبط من ركوب المعنيين للبحر. واستنادا إلى ذات المصدر، فإن ذات الجهة قد حولت الحراڤة المتراوحة أعمارهم ما بين 23 و32 سنة، إلى الإسعافات الأولية على مستوى قيادة القوات البحرية، قبل أن تحرر في حقهم محاضر سماع، أحيلوا على إثرها إلى وكيل الجمهورية بمحكمة عنابة أمس، بالرغم من أن اليوم عطلة مدفوعة الأجر. وينحدر أغلب الحراڤة من الجزائر العاصمة وولاية سكيكدة، حيث دفعوا مبلغ 5 ملايين عن كل واحد، قيمة الزورق والمحرك وقائد الرحلة، كما أن غالبيتهم جامعيون وصدرت في حقهم أوامر بالحبس غير النافذ لمدة 6 أشهر من قبل بنفس التهمة، الأمر الذي أوقع غالبيتهم في شبح الايداع المباشر، ليحصلوا في الأخير على أوامر بالاستدعاءات المباشرة للمثول أمام المحكمة. وفي ذات السياق، علمت الشروق من مصادر موثوقة أن قيادة القوات البحرية لناحية عنابة قد تمكنت يوم الإثنين، من الأسبوع الجاري، من تفكيك ورشة لصناعة القوارب بعد حملة مداهمة لذات المصالح بعين المكان. وحسب المصدر الذي أورد الخبر، فإنه وبناء على ورود معلومات بوجود ورشة مختصة في صناعة قوارب الموت وترويجها في أوساط الحراڤة بعنابة على مستوى أكبر معقل للحراڤة بشرق البلاد، وبعد أخذ إذن نيابي من وكيل الجمهورية لدى محكمة عنابة، قامت عناصر التدخل لدى قوات البحرية بمداهمة أفراد العصابة في حدود الساعة الثالثة زوالا من تاريخ الثامن من الشهر الجاري، حيث أوقفت مجموعة من الأفراد يقومون بصناعة القوارب، حسب الطلب، وبيعها لبارونات تهريب الحراڤة، ومكنت ذات العملية من حجز عدة وسائل خاصة بهذا العمل الحرفي الفريد من نوعه، تتمثل في "مناشير" خشبية وألواح ومسامير وعتاد التركيب، وعلى هذا الأساس تم تحويل أفراد العصابة المكونة من ثلاثة أشخاص تتراوح أعمارهم ما بين 25 و30 سنة، إلى السيد وكيل الجمهورية لدى محكمة عنابة، الذي أمر بوضعهم رهن الحبس المؤقت، في انتظار محاكمتهم لاحقا بتهمة فتح ورشة لصناعة قوارب بدون رخصة، والتحايل على القانون. تجدر الإشارة إلى أن مصادر الشروق اليومي أشارت إلى نجاح عملية حرڤة أخرى في نفس الليلة ل 20 شابا انطلقوا من شاطئ السيبوس نحو جزيرة سردينيا لم تخف ذات الجهة نية هؤلاء في محاولتهم تمويه عناصر البحرية، وتحويل أنظارهم نحو شاطئ سيدي سالم، ما يعني ميلاد استراتيجية جديدة لدى بارونات الحراڤة بعنابة تتطلب من مصالح البحرية ضرورة التكيف معها، سيما وأن قيادة القوات البحرية بعنابة قد تدعمت مؤخرا بجهاز رادار قادر على رصد أي حركة داخل المياه الإقليمية، على مسافة 24 كلم. نشير في الأخير إلى أن حملات الحرڤة قد تجددت مع تجدد السنة الميلادية، التي شهدت إبحار نحو 55 شابا من شاطئ جوانو، لتتجدد اليوم، مع تجدد السنة الهجرية، ناهيك عن التحسن الملحوظ للحالة الجوية سواء بالجهة الشرقية للبلاد التي تشهد جوا ربيعيا، يشجع على الإبحار ليل نهار أو على مستوى جزيرة سردينيا الإيطالية، التي تفيد بشأنها وكالة رصد الأحوال الجوية أنها تعيش أياما شبه حارة ومياه بحرية هادئة إلى أبعد الحدود، علما أن الحراڤة يستقون أحوال الجو من مقاهي الانترنت قبل الإبحار بيوم أو يومين. أحمد زڤاري