تتواصل سلسلة الدروس المحمدية التي أطلقتها الزاوية البلقايدية بمقرها في وهران، وتخصص الدروس المحمدية في طبعتها الرابعة للخلفاء الراشدين. وكانت الزاوية الهبرية البلقايدية قد شهدت توافد عدد كبير من علماء ودعاة مسلمين من مختلف دول العالم، إضافة إلى علماء وجامعيين من الجزائر، يقدمون دروسهم بعد صلاتي العصر والتراويح، إضافة إلى ندوات على هامش الدروس. وترفع هذه الدورة الرابعة شعارا هو عبارة عن آية قرآنية "محمد رسول الله والذين..."، وتسعى إلى التعريف بسير الخلفاء الراشدين. ومن المنتظر أن يتم إلقاء 30 محاضرة خلال فترة الملتقى. وقد عكفت الزاوية البلقايدية على عقد لقاءات سنوية خلال شهر رمضان منذ أربع سنوات، وتخصص اللقاءات لما أسمته "الدروس المحمدية"، وهي مجموعة من المحاضرات تتناول السيرة النبوية. وتضع تلك الدروس التي تبث على التلفزيون الجزائري، صورة مخالفة للتصوف لدى المشارقة والمسلمين في كل العالم، فالزاوية التي يعتقد البعض أنها مكان رث أقرب إلى الآثار وفضاء للخزعبلات، تقدم لهم بشكل علمي معرفي وعارف، فبناء الزاوية الذي يعتبر تحفة، إضافة إلى هيئة الطلاب والعلماء والدكاترة الحضور، وإضافة إلى فحوى تلك المحاضرات، كل ذلك يقدم الزاوية ومن خلالها الصوفية على أنها مدرسة روحانية وعلمية. ويحسب للزاوية البلقايدية إحياءها لتقليد ديني افتقدته الجزائر مع انقضاء ملتقيات الفكر الإسلامي على زمن نايت بلقاسم، وهو الأمر الذي يحسب لشيخها "عبد اللطيف بلقايد" الذي عرف كيف يدبر شؤونها ويجعلها محجا للطلاب والعارفين والمهتمين، بعد أن تولى مشيختها إثر وفاة والده الشيخ "سيدي محمد بلقايد". وعرفت الزاوية على عهده، انتشارا أكبر وصيتا أوسع، وتتلقى الزاوية دعما معنويا من قبل عدد من رجال الدولة والسياسة، حيث سبق للكثيرين أن زاروها وسبق لعبد العزيز بلخادم أن زار الزاوية في أثناء عقدها لسلسلة الدروس المحمدية. وتعرف الظاهرة الصوفية اهتماما كبيرا في السنوات الأخيرة في دول المغرب العربي،حيث يعدو الاهتمام بها إلى دول المشرق. وتصاعد الدور القيادي للزوايا والطرق الصوفية مؤخرا، حيث بدأ المشايخ والمريدون والباحثون يدلون بآرائهم ويساهمون في صناعة رأي. وتقوم عدة زوايا في شهر رمضان بتخصيص برامج استثنائية، مضافة إلى البرامج المعتادة للذكر والتدارس. للتذكير، انطلقت الدورة الرابعة للدروس المحمدية في اليوم السادس لشهر رمضان، وستتواصل لخمسة عشر يوما.