تم، صباح أول أمس، تشييع جثماني الشابين عبد الرحمان وزين العابدين بمقبرة تيارت والبالغين من العمر 22 سنة، حيث لقيا حتفهما بعرض البحر في الإقليم الرابط بين تركيا واليونان، وهذا بحضور عدد كبير من المواطنين، يتقدمهم أصدقاء الضحيتين، وقد تم نقلهما من مطار إسطنبول في حدود منتصف الليل بعد أن أنهت سفارة الجزائربإسطنبول الإجراءات القانونية، فيما تكفلت بنقل الجثامين إلى الجزائر وقد وصل نعشهما في حدود الساعة الرابعة صباحا إلى تيارت بعد انتظار طويل أين عاش الأهل على وقع الخبر الذي طال أمده وهي سنوات عديدة منذ أن وردت أخبار عن غرق عدد من الشباب في عرض البحر، الأمر الذي جعل العديد من العائلات تقوم باتصالات مكثفة للاطمئنان على أبنائهم، إلا أن عائلتي درار وبن شيحة انقطع الاتصال بابنيهما وهنا بدأ مسلسل القلق والبحث مع السفارة والحراڤة ومع كل من له معلومات عن الشابين، إلا أن المحاولات باءت كلها بالفشل وبدأ الاستسلام للمصير المحتوم، رغم أن والدتي الضحيتين لم يريدا تصديق الفاجعة التي كانت أكبر مما يتصورنه، الأمر الذي جعل عائلة بن شيحة تكلف ابنها المقيم بألمانيا للتحرك والانتقال إلى تركيا، حيث شملت رحلة بحثه مستشفيات تركيا وحتى سجونها بحثا عن المفقودين، وبقي الأمر على ما هو عليه إلى غاية نهاية الشهر الماضي، حيث وصلت أخبار للعائلتين عن وصول صور لحراڤة لقوا مصرعهم في عرض البحر بين تركيا واليونان، وهذا بمديرية الأمن بالعاصمة، حيث انتقل أحد أفراد العائلتين إلى هناك وعرضت عليهم الصور، حيث كان المتوقع والمنتظر فور تعرفهم على صورتي ولديهما واستسلم الجميع للأمر الواقع والذي رفضوا تصديقه، حينها أقامت العائلتان مجلس عزاء بدون جثث. لكن اليوم بوصول الجثث، تأكد كل شيء وانتهى حلم طالما راود أغلب شباب الولاية.