أصبح مشروع "الترامواي" (سيتاداف 402) في حكم المؤكد وحقيقة ملموسة تتجسد على أرض الواقع باعتباره الوسيلة الحضارية التي راهن عليها والي قسنطينة عبد المالك بوضياف، لاسيما وأن المشروع يدخل في إطار عملية تحديث مدينة قسنطينة. في جلسة عمل تقييمية لمدى سير إنجاز مشروع "الترامواي" رفع المسؤول الأول على ولاية قسنطينة عبد المالك بوضياف راية التحدي لتسليم المشروع قبل نهاية 2010 بدلا من 2011، مشددا على الشركات الأجنبية المشرفة على إنجاز المشروع ومدارسة التنفذيين بالإسراع في وتيرة العمل حتى ولو اضطروا إلى العمل ليلا من أجل تحقيق الهدف المنشود ووضعها في متناول المواطن القسنطيني، وكذا زوار المدينة وكان تأخر وتيرة الإنجاز بسبب الصراعات التي وقعت بين الشركة الإيطالية "بيتزاروتي ألستوم" المكلفة بإنجاز المشروع والوكالة الوطنية للطرق السريعة بعدما رفضت هذه الأخيرة إخلاء قاعدتها بعين الباي مما تعذر على الشركة الإيطالية على الإلحاق بالولاية والسبب الثاني يعود إلى فكرة تهديم فيلا من مسجد الأمير عبد القادر، لولا صدور تعليمات فوقية يمنع عملية الهدم، وبفضل المساعي الحميدة لوالي قسنطينة عبد المالك بوضياف وسهره على تجسيد هذا المشروع الضخم الذي بدوره لا يمكن تحديث مدينة قسنطينة والاستجابة للتطلعات رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة الذي كانت له العديد من الزيارات إلى ولاية قسنطينة، ودعمها بالمشاريع حتى تكون في مستوى الشيخ العلامة عبد الحميد ابن باديس، يلاحظ اليوم ومن خلال الزيارات الميدانية مع المسؤول الأول بالولاية أن الأشغال اليوم جارية على قدم وساق بعدما تم علاج كافة المشاكل والعقبات التي اعترضت المشروع وتجاوزها، حيث تم التعرف على المسلك لخط السكة الكهربائية المخصصة للمشروع على مسافة 08كيلومتر والرابط بين محطة بن عبد المالك وحي زواغي بأعالي عين الباي مرورا بحي قدور مدوس، نفق شيغطارا المحاذي لمسجد الأمير عبد القادر، جنان الزيتون، الحي الجامعي، معهد الهندسة ... إلخ، في انتظار تجسيد الجزء الثاني من مشروع الترامواي وتوسيع المسلك إلى غاية القطب الجامعي الجديد بالمدينةالجديدة علي منحنى والدي يمتد علي مسافة 09 كيلومتر وهذا يعني إعادة تهيئة العديد من المواقع، مع فتح مسلك آخر يربط بين زواغي والمطار الدولي محمد بوضياف. ولهذا الغرض عقد مكتب الدراسات "انجروب" والشركة الإيطالية "بيتزاروت" المشرفة علي إنجاز المشروع عدة لقاءات بمقر مديرية النقل ضمت شركة ميترو الجزائر ومدراء القطاعات المعنية واللجان التقنية لوضع مخطط للنقل. وللتذكير فإن المشروع انطلق في 26 أكتوبر 2008 مدة إنجازه لا تزيد عن 31 شهرا، يسع لحوالي 06 آلاف منتقل في الساعة الواحدة وسيتم تدعيمه بمرافق عديدة أهمها إنشاء نفق جديد عبر الطريق الوطني رقم 79 زواغي ومحطة خدمات، ومحطة للسيارات والحافلات بالمنطقة الصناعية الرمان، تتسع على مسافة 60 ألف متر مربع، علما أن الجزء الأول من مشروع الترامواي كلف قيمة مالية قدرها 330 مليون أورو، يشرف على إنجازه مايزيد عن 800 شخص من اليد العاملة. والي قسنطينة عبد المالك بوضياف وبخصوص منطقة زواعي شدد على توسيعها إلى حدود المدينة الجامعية حتى تكون قطبا جامعيا، للإشارة أنه بخصوص عملية التوسع تم الإعلان عن المناقصة في انتظار تحديد الشركة التي تشرف عليها، وفي اختتام لقائه التقييمي أكد الوالي على أن مشروع الترامواي اليوم يسير بشكل عاد ولا يمكن أن يؤثر علي حركات المواطن مشددا على الإسراع في وتيرة العمل واستلامه قبل آجاله المحددة وهي نهاية 2010 بدلا من 2011 وذلك حتى لا يتكرر سيناريو ميترو الجزائر.