من هذا المنبر المبارك وعلى أديم صفحاته جريدة ''الحوار'' الغراء، أدرج سلسلة ومضات لامعة تنير درب المهتمين بتراجم كوكبة من رعيل أهل العلم والنضال، كان ولا زال صيتهم مكنونا في أفئدة أهل المبرة والوفاء كما قال سيدي الديربي: وأذكر الآن رجالا كانوا مشايخ صحبتهم زمانا كالنجم يزهو بهم زمان أو زرتهم تبركا أحيانا مشايخي الأئمة الأبرار وإخوتي الأحبة الأخيار أرجوا بذكرهم بقاء الذكر لهم وفوزي بجزيل الأجر فإنهم عاشو بأنس الرب سرا وذاقو من شراب الحب فهم جلوس في نعيم الحضره وجوههم في نضرة من نظره كل شيخ نلت منه علما أو أدبا فهو إمامي حتما وكل شيخ زرته للبركه فقد وجدت ريح تلك الحركه وإنني لغفلتي أقلهم وقد تقضي منهم أجلهم وقد عددت منهمو جماعه اشتهروا بالفضل والبراعه وما سكت عن سواهم صدا ولم أطق حسرى الجميع عدا وإنما ذكرت قوما درجوا ومن مضيق سجنهم قد خرجوا قد كان لي بأنسهم سلوان وما نسيت ذكرهم اذ بانوا وقد بقيت بعدهم فريدا مخلفا عن رفقتي وحيدا أقطع الأوقات بالرجاء ليحضر الوفاة بالوفاء وفي الزمان منهو بقيه قليلة صالحة مرضيه فقل لهم إذا أقاموا بعدنا يدعوا لنا فقد دعونا جهدنا {1} سيدي محمد نايل بن عبد الله الخرشفي: هو العالم العارف بالله المجاهد المقاوم الشريف الحسيب الجد التاريخي الرمز أصل 400 عرش وجد ملايين من الأفراد النائلية الشريفة: سيدي محمد نايل ( 950 هجري) بن عبد الله الخرشفي بن محمد بن احمد بن المسعود بن عيسى بن عبد الله بن عبد الكريم بن عمر بن محمد بن سيدي عبد السلام بن مشيش الإدريسي الحسني كان من أعيان القرن العاشر الهجري وله فضائل ومناقب ومكارم وذكريات وتراث قويم في ميدان المقاومة والتربية والإصلاح ومقامه مشهور بوادي الحجل دائرة احجيلة ولاية المسيلة وعقبه متواجدون بعدة أصقاع كالجلفةوالمسيلة وبسكرة وأم البواقي وغيرها، قال فيه وفي عقبه، الشيخ سيدي عطية مسعودي: مجدا سما به منالا أبناء نائل ابوهم نالا والطيبون سيرة وحسبا بنوا لبتول الطاهرون نسبا قد جبلت وطال فيها باعهم على الحياء والسخا طباعهم وفضلهم لمبتغيه ديمه من الأذى قلوبهم سليمة دون سواهم منحة من ذي الجلال قد طبعو على محاسن الخلال مطهر فاعرف أخي فضلهم اخلاقهم تنبيك أن أصلهم صلى عليه الله ما نجم سرى وكيف لا وجدهم خير الورى وصحبه وتابعي الاواه وآله ذوي التقوى والجاه هل وجدوا لهم شبيها في الندى سل عنهم إن شئت طلاب الجدى وصالح في حبهم تولها كم عالم بفضلهم قد نوها لنائل مجد قد علا ورسخا وفي انتهاء النظم قل مؤرخا {2} الشيخ الشريف بن بالأحرش: هو العلامة المربي الرمز المجاهد الخليفة سي الشريف بن الاحرش المحمدي النائلي الإدريسي الحسني مؤسس المعهد التعليمي بالزملة وبالجلفة، ومرجع أهل المنطقة في الحل والعقد تخرج من معهد شيخه المختار بأولاد جلال، وأسس مقامه العامر بالزميلة ثم بالجلفة والتحق بالأمير عبد القادر فاستخلفه على مهام معينة ومواقف جبارة ثم تولى مسؤولية كبيرة بإشارة من مشايخه وأعيان زمنه قلما ينالها أهل عصره فأجاد وأفاد وأنقذ ووفى، وقد أشار إلى مناقبه وفضائله كثير من المؤرخين والمشايخ والأساتذة والمحققين وقد ذكره أيضا الأجانب من أمثال الرحالة ( EUGENE-FROMENTN ) وقد ذكره هذا في كتابه: صيف في الصحراء، كما قد ذكر الشيخ سيدي عبد القادر بن إبراهيم المسعدي مناقب أقاربه وأسرته وأهله حينما هنأ قريبه يحي بن السعيد بقصيدة منها قوله: تهن بعيد الفتح والفضل والنصر وبالعز والإقبال يا مفرد العصر وبالمجد والفخر المؤثل مثل ما تهنى بك الأعياد في الفطر والنحر كتبت على جبين دهرك أسطرا شهدن بفضل من لجين ومن تبر رميت بسهم الصنع نسر مفاخر يحن إليك شارد الفضل مثلما ودست على العلياء في هامة النسر شوارد مجد في الكرام تفرقت فكنت للأنام واحدا متفردا تحن الحمام الورق للألف والوكر ويوماك يوم للمروءة والندى فجمعتها جمعا على أكمل الأمر ومنذ رأينا الله أحيا بك العلى وليثا على الاعداء غيثا الى الحر تناديك بتوليك ماأنت أهله ويوم لأعمال المثقفة السمر سجدنا اقتداء بالمفاخر والعلى فقامت وكانت تحت مندرس القبر تطير بنا نوق الرجا يستحثها وتخطب منك واحد الفضل والقدر كلا راحتيك البحر لا المنح غضها وجئنا مومين البيدا والمهمه القفر نبارك من سواك خلقا مركبا حداة اشتياق بالسياط من الذكر فدم وارفلن في برد عز ورفعة ولا العدم والاثراء في العسر واليسر وضع تاج ملك فوق هامة تجمع أشتات الفضائل والفخر سيد فعش سالما وارق المعالي صاعدا تروى ربوع المحل بالسيح والقطر معودة كفاه للثم والنصر بهمتك الشماء دس صفحة البدر 3 الشيخ عبد الرحمن بن الطاهر: هو العلامة المربي المرشد المكافح الشيخ سيدي عبد الرحمن طاهيري بن أحمدالإدريسي الحسني ولد حوالي سنة 1875 م في ضواحي مسعد، تعلم القرآن على أيدي مشايخ زاوية سيدي الطاهر بالقاهرة، ودرس العلوم في زاوية سيدي بن عزوز البرجي قرب طولقة، وأخذ العهد في الطريق الرحمانية على يد الشيخ سيدي عبدالرحمن النعاس بن سليمان، ثم بعد جولات وسياحة وتنقلات بين معالم الإشعاع العلمي والروحي، استقر به المقام مدة بالمكيمن ثم أسس مقامه المشهور في بريش وكان يقصده فيه علماء ومشائخ زمانه خصوصا منهم علماء منطقة خط الجريد من بينهم سي أحمد بن عظامو والشخ الطاهر العبيدي والشيخ عبدالقادر بن ابراهيم والشيخ إبراهيم بيوض والشيخ محمد الطفيش والشيخ محمد الصغير والشيخ الأزهاري بن المبروك وغيرهم من مشائخ الطرق وشيوخ العلم وقبيل الحرب العالمية الأولى سعى مع العروش إلى تكوين جيش ثوري ضد الإحتلال بل أنه دعى إلى عصيان مدني عام ضد المحتل ولما له من عناية ودراية ومحبة وتقدير استجابت عروش المنطقة لسعيه ولدعوته، وبقي على العهد بعد مضايقات ونفي واعتقالات ثابتا على المبدإ إلى أن استشهد سنة 1931م رحمه الله. 4 الشيخ المختار حسني بن علي: العالم العلامة القاضي الشيخ المختار حسني بن علي بن بوشندوقة العلامة الحجة القاضي الشيخ المختار حسني بن علي بن بوشندوقة .ولد حوالي سنة 1856 ميلادي بنواحي زاغز من عائلة المجاهد بن شندوقة المنتمي إلى جيش الأمير عبد القادر.وينحدر نسبه من أولاد سي أحمد بن أمحمد بن عبد الرحمن ابن سالم بن يحي بن أمليك بن سيدي محمد نايل بن عبد الله الخرشفي المشيشي الإدريسي الحَسني .تعلم في مقام أبيه وحضر دروس الحاج أحمد بن الصادق الجد. وحضر دروس مشايخ زاوية الشيخ عطية بيض الغول الجد. ثم التحق بزاوية الشيخ عبد الرحمن النعاس . ثم انتقل إلى زاوية الشيخ المختار في عهد الشيخ محمد الصغير وتعلم على أيدي مشايخها من أمثال الشيخ العابد بن احبوب والشيخ مصطفى بن قويدر ثم انتقل إلى زاوية الهامل في عهد المؤسس الشيخ محمد بن أبي القاسم الهاملي وحضر دروسه ودروس علماء المقام من أمثال الشيخ محمد بن عبد الرحمن الديسي والشيخ الحاج محمد بن الحاج أمحمد القاسمي .ومراسلاته كثيرة متنوعة متشعبة مع علماء عصره من أمثال الشيخ الديسي والشيخ العبيدي والشيخ عبد القادر المسعدي والشيخ أحمد بن الصادر والشيخ المختار الشاذلي والشيخ عطية مسعودي ومنها - كماقال شيخنا عامر - رسالة منظومة للشيخ عطية وكان يومها صغيرا طلب منه فيها الإجازة حسب تقاليد العلماء الأحرار للتبرك بالإذن والدخول في سندهم وذلك حينما كان قاضيا في البيض أواخر العشرينات ومطلعها: بعد سلام نشره عبيق ذي بسطة في العلم والجسم معا وفكرة سليمة وفطره وحيد ذا الزمان في علم العرب محمود حال فعله والماضي مختار اسمه وقدره على لقدوة نجاره عريق وسطوة بها الضلال قمعا زكية نجم انار قطرهكم حوى في كل فن من أرب اعني به الشيخ الإمام القاضي ووالد له يسمى بن علي 5 الشيخ العارف بالله عبد القادر بن مصطفى: هو العارف بالله العالم العلامة شيخ مشايخنا سيدي عبدالقادر طاهري بن مصطفى بن محمد بن الطاهر بن قويدر بن بوكثير الإدريسي الحسني مؤسس المقام العامر بالقرآن والعلوم بالإدريسية، يقول فيه شيخنا سيدي عطية مسعودي: أستاذنا نبراسُ أهل اللهِ بدر الطريق نجمها الوقاد كعبة مجد مالَهُ من نِد روص ندى مَن أمّه نال الجدا قد نصر الله به ونصرَه تذكيره ووعظه يجلي الصدا دليل خير وطبيب عارف ومالَهُ في العصر من مضاهي من نورِه تُقتبس العُبادُ نعرفه ولو بأقصى الهندِ نور هُدى من اقتدى به اهتدى وقدّره بين الأنام شهّرهعن قلب كل مومن يبغي الهُدى تُعزى له الأسرار والمعارف 6 الشيخ عطية مسعودي: هو العالم العلامة المربي مفتي ديار أهل الجلفة الشيخ سيدي عطية مسعودي بن مصطفى المحمدي النائلي الإدريسي الحسني، استظهر القرآن الكريم وأخذ مبادئ بعض العلوم الشرعية على يد أخيه الشيخ سيدي الهادي بن مصطفى بالجلالية زاوية الشيخ سيدي عطية بن احمد بن بيض الغول الكائنة شمال مدينة الجلفة ثم توجهت عنايته فالتحق بزاوية الشيخ سيدي عبد القادر طاهيري بالادريسية واخذ عنه الوِرد والمزيد من العلوم وبعد أن اجازه شيخه انتقل إلى الجزائر العاصمة في العشرينيات واجتمع بالشيخ المجدد عبد الحليم بن اسماية فأخذ عنه علوما جمة ثم انتقل إلى زاوية الشيخ عبد القادر الحمامي بالبليدة وحضر مجالس الشيخ محمد بن جلول كما اجتمع بالأستاذ العلامة بن اشيط والشيخ بوزيان وغيرهما من علماء الامة ومن تراثه مخطوطات كثيرة نظما ونثرا منها قوله: وبعد فاعلم ياشباب العصر إن كنت طالبا عزيز النصر وساعيا بالأخذ في أسبابه فكن حكيما وائته من بابه فإنما النصر حليف الطاعه والذل والخذلانُ في الإضاعه إلى أن يقول واعمر بيوت الله بالصلاةِ واذكره في سائر الأوقات وحصل العلم الشريف فهْوا شفاء كل علة وبلوى فيه حياة الروح والعقل معَا ومقتنيه كل خير جمعَأ فيه الهداية وفيه النور وحاملوه في الورى بدور به يُنال العز والسياده والنصر والرقي والسعاده فاصبر ولازمنه بانكباب فبالملازمة فتح الباب خذ اللباب واترك السفاسف ولا تكن عن فوتها بآسف 7 الشيخ عبد القادر بن إبراهيم المسعدي: العالم المؤرخ الأديب الفقيه المترجم المجاهد الإصلاحي الكبير الاستاذ الشيخ سيدي عبد القادر آل الشيخ بن إبراهيم الطعبي المسعدي حفظ القرآن الكريم في سن مبكرة جدا ثم نبغ في بعض العلوم مما جعله يدخل المدرسة الحكومية ( أي المسيد ) ويحصّل على شهادة إنهاء الدراسة آنذاك بتفوق جدا وكان بعد ذلك مواظبا على دراسة أمهات الكتب كما كان يحرص على حضور حلقات العلم التي كان يشرف عليها علماء كبار كما كان يحضر جلسات بعض العلماء الذين كانوا يزورون المنطقة من حين إلى حين وقد تأثر منهم على وجه الخصوص بالشيخ الطاهر بن العبيدي إلى درجة أنه قد التحق بمجلسه في تقرت ولازمه فترة من الزمن مواظبا وكان لنبوغه وذكائه يفضله الشيخ ويوكله بالتسبيق على سائر الطلبة ولما ملأ وطابه من العلوم الفقهية واللغوية والتاريخية أجازه شيخه.بعدها عاد إلى مسقط رأسه وأسس مجلس علم وتربية سياسية فعلّم الناشئة علوما كثيرة وعمل على تغيير بعض المفاهيم الخاطئة وعبّأ جماهير غفيرة للتحرك في صفوف النضال له مؤلفات مفيدة نثرية وشعرية، ولما توفي رثاه شيخه الطاهر بن العبيدي بقوله: مُسعد حسرتي فقدت سعاده كنتِ بين القرى محط رحال كان نور العلوم فيكِ شريفا كان ( عبد لقادر) نجل إبراهكان يبدي مودتي في برور وبقدر العظيم للشيخ تأتي كان سباق غاية في الخفايا كان أهلا لأن يصدر في الأم في حياة العظام نهزأ منهم فاذا ما مضوا بكينا عليهم يذهب الصالحون الأول فالأول هكذا تُرفع العلوم من الأرض في صحيح الحديث يُرفع علمفنُعزي كل النوائل فيه ربنا ارحم فقيدنا واعف عنه وارض عن طاهر العبيدي وهبه إنما هذه الحياة متاع. وخلعتِ تاج العُلى والسياده في بني نائل كقصر إشاده إن فقد العلوم فقد السعاده يم فيك أنواره وقاده واحترام يزين فيه اعتقاده للمريدين نفحة الإستفاده والخبايا أذا أجال جواده صار لكن ستر الشيوخ زهاده ونريهم حقارة وحقاده دمع زور وذاك أقبح عاده ول من قد صححوا إسناده ض وتبقى للجاهلين السياده الشرع حتى لاتلقي إرشادهوذويه ومن أحسّ افتقاد ثم هبه الحسنى وزده زياده خالص العلم كي يحصل زاده ليس فيها بغير علم سعاده. {8} الشيخ المختار الشاذلي: هو الأبر والشيخ المعتبر العلامة الأستاذ المختار الشاذلي ولد بمنطقة الشارف - الجلفة- ونشأ بها ثم تنقل إلى معالم الإشعاع والعلم المشهورة آنذاك فنهل من معينها الصافي علوما كثيرة منها علم الفقه وعلم السلوك وبعد أن أجيز رجع إلى منطقته مرشدا وملقنا ومربيا ومفتيا وقد انتفع به خالق كثير من أبناء المنطقة ومريدي الطريقة الشاذلية وبعد عمر ناهز التسعين سنة انتقل إلى جوار ربه أوائل 1901م تاركا تراثا قيما نظما ونثرا وله أولاد ثم أحفاد لا زالوا يواصلون مسيرته ويحفظون عهده في مقامه ومزاره رحمه الله ورضي عنه. 9 الشيخ ابن عزوز مرباح: هو العلامة الفقيه اللغوي الفلكي الصوفي مفتي ديار عين وسارة وما جاورها الشيخ سيدي ابن عزوز مرباح الرقايقي الإدريسي الحسني تعلم في كتاب أبيه ثم بزاوية الأحداب ثم ساح في البلاد قاصد معالم التعليم والتنوير وحط رحاله بعدة منها آخذ عن علمائها كثيرة من تفسير وتوحيد وتجويد ومصطلح وأصول وفقه وفرائض وفلك ونحو وبلاغة ومنطق وختم ذلك بعلوم التسليك ولما نال مبتغاه وقد أجيز وأذن له في التعليم والتلقين رجع إلى منطقته وباشر الإمامة و التعليم والإفتاء وقد تتلمذ على يديه كثير ممن هم الآن في مصاف القيادة والمنابر وقد ترك تراثا قيما هو الآن عند أولاده ومحبيه محفوظا . رحمه الله ورضي عنه . هذا وشكري موصول إلى الأستاذ المدير العام وإلى الأستاذ رئيس تحرير الجريدة وطاقمها وإلى الأستاذ محمد الصغير داسة على اهتمامهم ... وإلى اللقاء في أعداد لاحقة، مع شخصيات أخرى...