حالة طوارئ عاشتها أمس محكمة جمال الدين بوهران المنجزة حديثا إثر سقوط كميات قليلة من الأمطار أدت إلى شل حركة السير كليا من وإلى مقر المحكمة، حيث تعطلت أشغال المحاكمات التي كان من المقرر الفصل فيها وأجلت البعض منها بسبب الصعوبة التي وجدها المتقاضون وحتى المحامون في الدخول إلى المحكمة بسبب وجود برك مائية غمرت ساحة المحكمة وصلت إلى حد المتر الواحد. استاء المواطنون الذين تقدموا أمس إلى محكمة وهران لقضاء حوائجهم بهذه الأخيرة من الوضعية الكارثية التي كانت عليها محكمة وهران الحديثة الإنجاز خاصة الحظيرة المؤدية إلى مدخل المحكمة بعدما ملئت الساحة بكميات من المياه الأمطار المتهاطلة جعلها تشكل بركا حالت دون مرور الموظفين والعاملين بالمحكمة، وقد اشتكت مجموعة كبيرة من المحامين من الظروف الكارثية وانعدام قنوات صرف المياه التي تساهم بشكل كبير في القضاء على مثل هذه الكوارث خاصة وأن الأمطار التي سقطت نهار أمس كانت قليلة فما بالك إن تهاطلت أمطار طوفانية . وليست هذه المرة الأولى التي تتعرض فيها محكمة وهران لمثل هذه الظروف الكارثية حيث عاش موظفو المحكمة حالة مشابهة بسبب سقوط الأمطار بداخل قاعة المحاكمة وتسربها من السقف. والجدير بالذكر أن محكمة وهران أنجزت مؤخرا ولم يمر عليها سوى أقل من سنة وكانت النيابة العامة لدى مجلس قضاء وهران قد حركت في وقت سابق دعوى قضائية ضد المقاولة التي أوكلت لها بناء وإنجاز المقر الذي كان من المفروض أن يكون مجلس قضاء وهران وتم إحالة هاته المقاولة على المحاكمة بسبب سوء البناء وعدم احترام المقاييس المعمول بها والمتفق عليها وفق دفتر الشروط. وعلى صعيد آخر، فإن هاته الأمطار التي سجلتها وهران خلال ال24 ساعة الأخيرة حتى غرقت الأخيرة في أوحالها خاصة بعدما أصبحت تشهده أشغالا بالجملة منها أشغال الترامواي وكذا انطلاق أشغال صيانة قنوات صرف المياه المكلفة بها مؤسسة سيور، حيث أعلنت هاته الأخيرة حالة من الطوارئ لم تشهدها سابقا أين شلت حركة السير تماما وأغلقت الطرق، خاصة منها الوطنية كما هو حال الطريق الوطني رقم 11 أين أصبحت الحافلات المارة عبره مجبرة لتدخل في النسيج العمراني ببئر الجير وهو الأمر الذي أحدث فوضى كبيرة خاصة مع مرور الشاحنات ذات الوزن الثقيل، الأمر الذي أعاق السير وأدى بركاب الحافلات لمغادرتها وإكمال الطريق مشيا على الأقدام لعدم التأخر عن مواعيد عملهم. من جانب أخر فقد سجلت مصالح الحماية المدنية أزيد من 55 تدخلا أحصت أغلبها بالمناطق النائية والمعزولة بعدما تسربت المياه إلى المنازل خاصة مع سقوط أمطار غزيرة امتدت حتى منتصف النهار أمس وصل معدل ها إلى 55 مم حيث سجلت أغلب التدخلات بالجهة الشرقية، كما هو حال بئر الجير، حي الصباح، سيدي البشير، وغيرها بالإضافة إلى المباني الآيلة للسقوط خاصة بالحي العتيق سيدي الهواري والحمري. من جهة أخرى فإن كميات الأمطار التي سقطت بوهران خلال ال 24 ساعة الأخيرة أماطت اللثام عن فضائح ونقائص ارتكبت في حق الأحياء السكنية الحديثة التسليم، كما هو حال حي 119 مسكن بحي العقيد لطفي أين تعرضت ثلاث عمارات به إلى تشققات جزئية كشفت عن الغش المرتكب من طرف منجزي المشروع علاوة على هذا فقد اضطر الأساتذة بالمؤسسة التربوية بسيدي معروف إلى إخراج التلاميذ المتمدرسين بعدما غمرت مياه الأمطار أقسام المدرسة. ضف إلى هذا فقد تدخلت أيضا مصالح الدرك الوطني بالطرق الولائية والوطنية لإنقاذ ضحايا حوادث المرور أين قدرت الحصيلة الأولية لحوادث السير لحد كتابة هاته الأسطر بأزيد من 25 حادث مرور سجلت أغلبها بالطرق الوطنية خاصة بالطريق الوطني الرابط بين وهران وعين تموشنت والآخر رقم 11 الرابط بين وهران ومستغانم، حيث راح ضحية هاته الحوادث شخص يدعى " ك. ف" البالغ من العمر 57 سنة بعدما اصطدمت سيارته بعمود كهربائي بمسرغين وأزيد من 14 جريحا. من جهة أخرى فإن بعض الطرق بالباهية باتت فيها السيارات تطفو بعدما غمرت المياه هاته الطرق جراء انسداد قنوات الصرف وغلق البالوعات. فما هي إلا كميات معتبرة من الأمطار قلبت عاليها سافلها بوهران هاته الأخيرة التي طالما تغنى مسؤولوها وعلى رأسهم الوالي الطاهر سكران بالمشاريع التنموية التي يأتي في طليعتها إنجاز قنوات الصرف الصحي وغيرها لاحتواء الوضع وتجنب حدوث كوارث لن يروح ضحيتها إلا المواطن المغلوب على أمره الذي سئم من وعود المسؤولين الزائفة التي لا أساس لها من الواقع.