تسبّبت الأمطار التي تهاطلت بغزارة في الساعات الأخيرة بوهران، وبلغت كميّتها 10 ملم، في تشرّد العشرات من العائلات التي اعتصمت في تجمّعات صاخبة احتجاجا على الوضعية التي آلت إليها سكناتها، بينما كشفت الأمطار عن عيوب الإنجاز في الكثير من المشاريع المنجزة حديثا منها مقّر محكمة جمال الدين التي حوّل المقاول الذي أشرف على إنجازها إلى العدالة وأدين بعقوبة الحبس النافذ، فضلا عن انقطاع الطرقات وغرق العديد من المركبات وسط برك المياه التي تجمّعت في كلّ مكان. استنفرت العديد من العائلات المهدّدة بخطر الانهيارات وكذا العائلات المقيمة بسكنات هشّة بمحاذاة الوديان، ليلة أمس، واستنفرت معها كلّ من مصالح الحماية المدنية والبلدية التي سجّلت عدّة تدخّلات منذ ليلة أمس، دون إحصاء أيّ خسائر بشرية، حيث تجمّعت العشرات من العائلات المتضرّرة بحيّ الضاية أمام مقّر البلدية، بعد أن قضوا ليلة في غمرة المياه التي اجتاحت مساكنهم بسبب انسداد قنوات الصرف والبالوعات، إذ خلّف ذلك عدّة خسائر تمثّلت في تبلّل الأفرشة والأثاث وتعطّل الأجهزة الكهرومنزلية وانقطاع التيّار، ولم يكن منقذهم من الغرق إلاّ الدلاء التي استعانوا بها لتفريغ الحجرات من المياه، كما حدث ذلك على مستوى السكنات المنجزة حديثا بحيّ ايسطو، والتي ظهرت بها العديد من العيوب، واضطّرت العائلات المقيمة بالسكنات الهشّة بالأحياء المهترئة مثل قمبيطة، الحمري، الدرب، سيدي الهواري، سانت أنطوان وغيرها، إلى قضاء الليلة في الشارع خوفا من حدوث انهيارات وشيكة نظرا لوضعية هذه السكنات، وكان لارتفاع منسوب المياه بالوديان بعين البيضاء، طفراوي، بوسفر والعنصر، مخاوف كبيرة لدى العائلات المقيمة بالجوار والتي هرعت هي الأخرى لترقّب أيّ تطوّرات قد تؤدّي إلى غرقهم، ووجّه المتضرّرون، أصابع الاتّهام لمصالح البلدية وشركة المياه والتطهير "سيور" التي لم تتكفّل بتسريح البالوعات وقنوات الصرف وإعادة تهيئتها على الرغم من تعليمات الوالي في الصائفة الماضية، كما ظهرت جليّا عيوب الإنجاز على مستوى بعض المنشآت مثل محكمة جمال الدين، التي غمرتها المياه من كلّ جانب وتسرّبت إلى داخلها مخلّفة خسائر معتبرة، تسبّبت في إلغاء الجلسات أمس، ويجدر بالذكر أنّ المقاول الذي أنجز هذا المشروع تعرّض للمحاكمة بسبب الغشّ في الإنجاز بعدما كان المشروع مقرّرا لإنجاز مجلس قضاء وتمّ تحويله إلى محكمة للجنح بسبب عدم ملائمته، أمّا بالنسبة للطرقات فقد قطعت أغلبها وعلقت عدّة سيّارات أجرة على مستوى محور الدوران بحيّ جمال الدين وكذا شاحنة بالنفق الموجود بالمنطقة، كما اضطّرت حافلات النقل الحضري إلى توقيف نشاطها أو تغيير المسارات، وشلّت بذلك حركة النقل بالكامل على مدى ساعات وكانت أكثر النقاط السوداء محاور الدوران بالباهية، سانتوجان وسيدي جمال وطريق الميناء، فضلا عن الأضرار التي لحقت بالبلديات.