تشهد العيادة المتعددة الخدمات المتواجدة بحي 5 جويلية التابع لبلدية باب الزوار شرق العاصمة هذه الأيام عدة تجاوزات على مستوى مختلف مصالحها، راح ضحيتها مواطنو البلدية الذين يقصدونها من أجل معالجة مرضاهم، فبدءا من التسيب في مدخل باب العيادة وصولا إلى تسيب بعض الأطباء العاملين بها، وقد قامت "الأمة العربية" بجولة في العيادة المعنية بعد أن وصلتها شكاوى من قبل مواطنين عن سوء المعاملة والخدمات المتدنية على مستواها، أول ما شد انتباهنا عندما قصدنا العيادة هو وجود الحارس فقط رغم أن الساعة كانت تشير إلى التاسعة و الربع صباحا. توجهنا نحو مكتب الاستقبال فلم نجد من نسأله ليدلنا عن غايتنا، انتظرنا مع المنتظرين من المرضى المتألمين ومن صاحبهم من أهليهم، سألنا إحدى السيدات، والتي كانت تنتظر طبيبة الأطفال، سألناها إن كانت تتردد على هذه العيادة كثيرا، وإن كان الموظفون يأتون دائما متأخرين أم أن ذلك اليوم هو حالة خاصة، فأجابتنا أنها عادة تتكرر كثيرا، بالإضافة إلى تغيب بعض الأطباء عن العمل بدون أسباب غير مبالين بما حدث داخل هذه الأخيرة، تعجبنا من الأمر وبقينا ننتظر مع المنتظرين إلى حين بدا العمال من ممرضين وأطباء يصلون الواحد تلو الآخر، فاستبشرنا خيرا، لكن هذا الاستبشار تحول إلى مفاجأة لم نتوقعها، بعد أن سمعنا إحدى الممرضات ترفض إدخال إحدى الأمهات كانت مصحوبة بإبنة لها لم يتجاوز سنها 9 أشهر، كون الطفلة والتي لا تزال رضيعة تعدى سنها أربعة أشهر، وهو السن الذي وضعته طبيبة الأطفال شرطا لقبول الفحص، وعند محاولتنا الاستفسار من الممرضة عن هذا الإجراء التعسفي في حق الأطفال، ردت أن الطبيبة ترفض أن تعاين إلا الأطفال حديثي الولادة، كونهم لم يعاينهم طبيب آخر، وبالتالي تتمكن من متابعة حالتهم، أما من تجاوزوا الأربعة أشهر فيحولون إلى الطبيب العام ليفحصهم، هذا الإجراء أثار غضب المواطنين كما أثار غضبنا، وعندما حاولنا الاستفسار أكثر، طلبت منا الممرضة التوجه إلى مدير المصلحة، وطرح ما طاب لنا من الأسئلة، وهو ما حدث بالفعل، توجهنا نحو الطبيبة المسؤولة لتصدمنا هي الأخرى بإجابتها الساخرة، حيث تعتبر أن الأطفال الذين تجاوت أعمارهم سن أربعة أشهر هم كبار وعلى حد قولها" أربعة أشهر؟ الله يبارك راهم كبار يجب أن يحولوا إلى طبيب عام" . التجاوزات الحاصلة في مصلحة طب الأطفال بعيادة 5 جويلية لا يقتصر فقط على هذا المشكل، فالأسوء منه هو نقص الدواء الخاص بالتطعيم، فحسب أحد المواطنين الذين تحدثت اليهم"الأمة العربية" فقد قصد العيادة لعدة مرات من أجل تطعيم رضيعه، إلا أنه في كل مرة يقال له أن الكمية الممنوحة للعيادة قد نفدت، ما اضطره إلى التوجه نحو عيادة حي "رابية الطاهر" بباب الزوار أيضا، لكنه لم يتحصل على جرعة دواء، وقد رد العاملون هذا النقص إلى عدم قيام المؤسسة العمومية للصحة الجوارية بدرقانة المتواجدة ببلدية برج الكيفان بتزويد العيادات المتعددة الخدمات بالكميات الكافية من هذا النوع من الدواء، وهو المشكل الذي تعاني منه معظم العيادات المتواجدة على مستوى بلديات شرق العاصمة على غرار عيادات برج الكيفان، وبرج البحري، و باب الزوار و ....الخ، أما المؤسسة العمومية للصحة الجوارية بدرقانة فقد اعتبرت أنها ليست المسؤولة عن هذا النقص، فمعهد باستور هو الذي يقوم بتوزيع هذا الدواء على المؤسسات الجوارية، لتقوم هي بتوزيعها على العيادات المتعددة الخدمات. من جانب آخر، اشتكى المرضى من سوء المعاملة و اللامبالاة التي تتعاطى بها بعض الأطباء معهم، أين لا يقومون بإسعافهم في الوقت المحدد، تاركينهم يقاسون مع آلامهم الأمرين، و إذا كان هؤلاء قد وجدوا من يسعفهم، فآخرين يعودون أدراجهم من دون علاج، لرفض بعض الأطباء استقبالهم، مشددين على الممرضات إدخال الحالات الحرجة فقط..... فأين مسؤولي القطاع للحد من هذه التعسفات والتجاوزات الخطيرة. وأمام هذه الوضعية الحرجة والتجاوزات الخطيرة التي قد تودي بحياة الكثيرين، وإلى حين تحديد إلى من ترجع مسؤولية الحفاظ على حياة المرضى والاطفال، يبقى المواطن البسيط هو من يدفع ثمن استهتار ولامبالاة موظفي ومسؤولي هذا القطاع الحساس.