تلاميذ بألبسة أقل ما يقال عنها أنها غريبة المظهر ومنها ما هو غير محتشم أصلا ولا يليق بطلاب علم ورواد للمؤسسات التربوية والتعليمية، بالرغم من المنع الذي تبرزه صراحة المدارس والإكماليات وحتى الثانويات في قوانينها الداخلية، إلا أن عشرات التلاميذ تجدهم يعاندون ويسعون لخرقها بشتى الوسائل ومختلف الأساليب بدعوى أنهم أحرار وتلزمهم.. مع كل دخول مدرسي تلزم الإدارة في المؤسسات التربوية والمدارس التلاميذ والطلبة بمجموعة من القوانين الداخلية في تحديد هندام وهيئة التلميذ، هذا الذي ينعكس على صورة المؤسسة بشكل كبير الأمر الذي أصبح ضروريا في ظل الصورة السيئة التي ارتسمت حول المؤسسات التربوية في مجتمعنا. أطفال بألبسة مختلفة قد لا تكون موافقة لما هو ملتزم به في المؤسسات التربوية والمدارس، و قد تكون غير محتشمة ولا تليق بطلاب العلم، ومنهم من يتعدى بهم الأمر لمن هم في سن المراهقة إلى التزين وكأنهم ذاهبون لأعراس أو حفلات، فبعد قرار الوزارة المقرر لتوحيد اللون في المآزر والالتزام بها في كل المدارس تتوانى بعض المؤسسات في التشديد على بعض التلاميذ والتلميذات ممن أغرتهم موضة الملابس غير المحتشمة. "الأمة العربية" تجولت بين بعض المدارس والثانويات للاطلاع على الظاهرة بصورة مقربة، الأستاذة أسماء أستاذة اللغة الفرنسية بإحدى الثانويات بالقبة، أخبرتنا بأن الظاهرة واقعة ولها دلالات كبيرة خاصة مع انتشار ظاهرة التقليد بين الفتيات والفتيان المراهقين بشكل كبير وملفت، فالطالبات في الألبسة والأمور الظاهرية على وجه التحديد، وأضافت قائلة إن مدى الصرامة التي يجب أن تتحلى بها المدارس والثانويات في إلزام التلاميذ بما يعطي صورة مشرقة عن المؤسسات التربوية بالرغم من الإلزامية الشديدة في تطبيق مواد القانون الداخلي الخاصة بالتلميذ، إن العديد من التلاميذ والطلاب لا يتوانون في الدخول بأحذية الكعب العالي وال"الكافاليار" إلى المدارس وبالرغم من تشديد الإدارة على ذلك ورقيا إلا أن لا شيء من ذلك نلمسه في أرض الواقع. التلامذة من جهتهم لهم رأي مغاير ففريد ونعيم التلميذان بهذه الثانوية واللذين يلبسان ملابس يعتبرانها موضة كما لم تخل آذانهم من "العياشات" وأعناقهم من "السلاسل" من جهتهم صرحوا لنا بأنه: من حقنا أن نلبس ما يحلوا لنا من الموضة، ما دمنا ملتزمين بلبس المآزر واخلاقنا محترمة فلا دخل لأي شخص في ألبستنا ومظهرنا. نادية هي الأخرى رفضت بأن تلزم نفسها بأمور أكثر من اللون الوردي لمئزر وقالت لنا إنه إذا فرضت علي الإدارة أن ألبس ما يحلو للمراقبين والأساتذة فما ذا أفعل بملابسي التي أملكها. وماذا أفعل بأحذيتي التي اشتريتها. أما المراقبة "عزيزة" والتي تحدثنا معها حول الموضوع ورؤيتها لها باعتبارها موظفة في المحيط التربوي لأزيد من 13 سنة فقالت لنا بأن التلاميذ قد تغيروا كثيرا في ألبستهم، فالأمور التي كانت قبل سنوات يتحاشى التلميذ بشكل كبير الدخول بها إلى المدرسة بالنظر إلى طبيعتها أصبحت هي الموضة الآن، وأضافت كما أن الكثير من القوانين الداخلية التي تقرها إدارات المؤسسات التربوية أضحت لا تطبيق بالشكل الإلزامي ناهيك على أن التلاميذ أخذوا يتحايلون في القيام بها كعدم الدخول إلى الأقسام بالجوال، فمع هذا العام أضحينا نجد الكثير من الحوادث التي أخذت تزعجنا مع دخول الهواتف الجوالة ذات التقنية الجيدة كالتصوير وال MP3 ، حيث أن العديد من التلامذة أضحوا يزعجون زملاءهم في التقاط صور لهم، سواء من الإناث أو حتى الذكور ناهيك عن رفع أصوات النغمات والرنات في الساحة وحتى داخل الأقسام . وقالت المراقبة أن للأولياء دخل كبير في رواج هذه التصرفات والسلوكات التي أخذت تعيق عملنا كمساهمين في التربية ناهيك عن التعليم، فالأولياء هم من يساعدون في شراء هذه الألبسة وهذه المتطلبات بدون أي تنبيه أو حتى إرشاد منهم، فالتلميذ أو التلميذة تنطلق صباحا إلى المدرسة وهذا بدون أي متابعة من الأولياء فما عاد يهم التلاميذ هو النقاط والنتائج وفقط. المعلمة "ليلى" بمدرسة ابتدائية بحسين داي قالت لنا بأن الظاهرة انتقلت حتى للابتدائيات، فبعض التلاميذ في الطورين الأول والثاني، نجد ملابسهم ملفتة، وأضافت من جانبي أنا أيضا ألقي اللوم أيضا على بعض المعلمات والأساتذة وهذا بسبب تصرفاتهم وملابسهم فهم أول من يخرق القوانين التي تلزم بها المدارس التلاميذ فكيف بنا نلزم التلاميذ بها ونحن أول من يخرقها؟.