ذكرت مصادر قضائية موثوق بها ليومية "الأمة العربية"، أمس، أن النيابة العامة لدى مجلس قضاء وهران استقبلت ملفا قضائيا ثقيلا تورط فيه أحد المحامين منخرط في منظمة ناحية وهران، ويشغل في نفس الوقت منتخبا محليا ببلدية حاسي بونيف، تقول المصادر التي أوردت الخبر إنه استفاد من قرض مالي كبير في إطار تشغيل الشباب بطريقة غير قانونية من أجل إنجاز مشروع اقتصادي يتعلق بتربية الدجاج. وأضافت المراجع التي اتصلت بجريدة "الأمة العربية"، أمس، أن مفجري هاته الفضيحة هما المير السابق والحالي لذات البلدية اللذان قررا جر هذا المحامي الشاب المنتخب إلى أروقة المحاكم، بعدما جرهما هذا الأخير في وقت سابق بتهم ثقيلة وخطيرة أيضا، تم بموجبها متابعة رئيس البلدية السابق بوراس بلقاسم بثلاث تهم على مستوى وهران، عجلت بسقوطه وزحزحته من على كرسي الرئاسة عقب القرار الذي أصدره والي وهران الطاهر سكرن بتاريخ 18 فيفري الفارط، تطبيقا للمادة 33 من القانون البلدي الذي يخول للوالي إقصاء أي منتخب محلي يتابع قضائيا. وقد أكدت نفس المصادر المطلعة على خبايا والكواليس الحاصلة بدار المير بحاسي بونيف، أن اتفاقا وتحالفا حصل بين رئيس البلدية السابق والحالي اللذان ينتميان إلى حزب التجمع الوطني الديمقراطي ضد هذا المحامي الذي حرك في الآونة الأخيرة دعوى قضائية ضد المير الحالي "شعبان لاشبور"، هي الآن محل تحقيق من قبل الضبطية القضائية، أين اتهمه فيها بإبرام صفقات مخالفة للتشريع واستغلال النفوذ واستعمال المزوّر، وهي الفضيحة التي اهتزت لها مصالح البلدية مؤخرا، وإقدام المير الحالي على منح مشروع لأحد المقاولين بدون إخضاعه للإجراءات القانونية المنظمة للصفقات العمومية، تخص أحد المشاريع التنموية التي استفاد منها أحد أحياء البلدية، تتعلق بإعادة تطهير قنوات الصرف الصحي، وهو المشروع الذي منحه هذا المير لأحد المقاولين بحكم العلاقة والصداقة. وأضافت نفس المصادر، أن هذه الصفقة المشبوهة التي جرّت الرئيس الحالي "شعبان لاشبور" إلى مكاتب التحقيق بأمن ڤديل، تكون القطرة التي أفاضت الكأس ودفعت بهذا الأخير للانتقام من هذا المحامي المنتخب الذي ينتمي إلى حزب الأفلان، الذي يعمل في الآونة الأخيرة مع مجموعة من المنتخبين لزحزحته من على كرسي الرئاسة، مثلما فعلها مع المير السابق بوراس بلقاسم ليخلو له الجو ويعتلي هذا المحامي الشاب كرسي المير، وذلك بعد لجوء 7 منتخبين محليين إلى سحب الثقة من الرئيس الحالي لبلدية حاسي بونيف. وفي السياق ذاته، قالت مصادر مقربة من منظمة المحامين بوهران، إن النقيب الحالي للأصحاب الجبة السوداء على علم بالمشروع الذي يريد إنجازه هذا المحامي بعد اقتراضه مبلغا ماليا كبيرا جدا في إطار دعم وتشغيل الشباب، وأضافت نفس المصادر أن النقيب الحالي استدعى منذ مدة قصيرة هذا المحامي المنتخب بعد اطلاعه على الملف الثقيل الذي هو بين أيدي النيابة العامة لدى مجلس قضاء وهران، للنظر فيه وطلب منه تقديم تفسيرات وتبريرات مقنعة بخصوص هاته القضية التي أصبحت تتداول داخل صفوف منظمة ناحية وهران. وقد أكدت مصادر مطلعة، أن النقيب الحالي لناحية وهران يكون قد طلب من هذا المحامي أن يختار بين مهنة المحاماة ومهنة أخرى، كما لم تستبعد ذات المصادر أن يحال ملف هذا المحامي المنتخب على قاضي التحقيق لدى محكمة وهران للنظر في الشكوى المطروحة أمام النيابة العامة.