أين هذه الأحزاب الديمقراطية، والإسلامية، أين هؤلاء الذين تعلموا لبس "الألباڤا" وربطة عنق وصاروا نوابا ووزراء وأنشأوا أحزابا ..؟ أين كل هؤلاء اليوم بعدما فتح لهم شباب أكتوبر مغارة علي بابا على مصراعيها وناموا في العسل أكثر من عقدين من الزمن دون أن يلتفتوا إلى الشباب الذي كان عاطلا عن العمل قبل أكتوبر 1988 ليصير بعده عاطلا عن الأمل، بفضل أحزاب رفعت لواء الديمقراطية والحرية وأخرى رفعت لواء الإسلام هو الحل، فكفروا بالإسلام في أحزابهم، أما الديمقراطيون فركبوا أحزابهم منادين بالتداول على السلطة لكنهم يرفضون التداول على حزب، وربما سيخلدون على هرم أحزابهم إلى يوم يبعثون، تتذكر هذه الأحزاب في كل مناسبة وغيرها مناسبات لا معنى لها، كعيد الشجرة وحتى عيد الفراولة وتحتفل به وتبشر بغد أفضل، ولكنهم أبدا لم يلتفتوا ليوم ضحى فيه شباب باب الوادي وغيرهم من المدن الأخرى بأرواحهم وأخرون صاروا رقما عند وزارة التضامن بعدما أصبحوا معوقين أو عميانا وهم في زهرة الشباب، شباب بفضلهم صار سعيد سعدي يلعن النظام علنا، وبفضلهم صار أبو جرة وزيرا، وأوصلت انتفاضتهم الكثير من الذين لم يسمع بهم أحد وكانوا نكرة إلى قبة البرلمان وأضيف إلى اسمهم عبارة " معالي الوزير " ، ويصير شباب أكتوبر مجرد " حراڤة " أو رقم لمفقودين في البحر انتهوا في بطن الحوت وما الحوت الحقيقي سوى أحزاب ابتلعت مستقبل وطن، فويحكم من الله ثم من التاريخ " يا نكارين الملح والطعام "