لم أصدق وأنا أتابع على القنوات التلفزيونية المختلفة الهجوم الذي قامت به القوات العسكرية العربية على إسرائيل، لم يكن الأمر مذهلا فحسب بل أسطوريا وأنا أرى طائرات أبابيل السعودية تدك الحصون الإسرائلية، وصواريخ أبو الهول المصرية ترجم الكيان الصهيوني، وتمطر تل أبيب بحمم من نار، ناهيك عن دبابات سوناكوم الجزائرية المتطورة التي جعلت دبابة "الميركافا" الإسرائلية تظهر كلعبة أطفال أمامها. من دهشتي ما استطعت حتى الحديث أو الشعور بمن هم حولي، حين غيرت القناة إلى قنوات أخرى رأيت من خلالها الرئيس الإمريكي يطلب من العرب التعقل وضبط النفس، وعبر نفس القناة كانت الأخبار تتوارد تبعا من أوربا، فالقوات الأوربية تتخبط في عدم التنسيق فيما بينها لاتخاذ موقفا موحد حيال الذي يجري، ففرنسا تطلب بوقف لإطلاق النار، وبريطانيا تعتبر أن الأمر يعني العرب وحدهم، والمانيا تطلب تدخلا أمميا، في الوقت نفسه كانت قوات من المغرب وتونس وليبيا ترابط في المتوسط تأهبا لأي طارئ، وفي المقابل كانت كل من النمسا وسويسرا ترفض استقبال أعضاء من الحكومة الإسرائلية على أراضيها بعدما طلبوا اللجوء السياسي، لم أتمالك نفسي ورحت أصرخ أبيدوهم عن بكرة ابيهم.. أبيدوهم ، ولم أشعر إلى وأمي تمسك بيدها يدي وبيدها الأخرى على رأسي وهي تقول « سلام قول من رب رحيم ".