أخبار خلافات الفنانين أصبحت هي الأخبار التي تثير حشرية المتابعين، فهل تصفو القلوب بين راغب علامة وفضل شاكر؟..هل أصبح الجمهور العربي جمهور فضائح، أم أن المجاملات مسيطرة على الساحة الفنية؟ وهل مازال الخلاف قائما بين شمس وأحلام أم عادت المياه الى مجاريها؟ شهدت نهاية الصيف مناوشات فنية حامية كان أبرزها الحرب الطاحنة التي دارت بين الفنانين فضل شاكر وراغب علامة، والتي استدعت تدخل قائد الجيش اللبناني بنفسه لحل الخلاف الذي احتل حيزا كبيراً من اهتمام الصحافة الفنية، بينما لم يأخذ خبر الصلح أكثر من أسطر معدودة كتبت على عجل، في انتظار خلاف جديد متوقع قد تفرد له الصفحات، إلا إذا عاد الفنانان الى رشدهما، مستفيدين من تجربتهما الأخيرة التي دفعا فيها الثمن غالياً، فقد سبق للفنانين أن عقدا صلحا بمباركة اصدقاء مشتركين قبل أثر من سنة، غير أن تصريحاً لاذعاً لراغب تلاه تعقيب لفضل أدى الى تأزم العلاقة بينهما من جديد، حيث تناوبا على إطلاق التهم وتبادل الشتائم، ما قاد الفنانين الى المحكمة. بدورها الإعلامية نضال الأحمدية كانت ملكة المصالحات هذا العام، فطوت خلافاتها الشخصية وتصالحت مع اعداء الأمس، من هيفاء وهبي ونوال الزغبي وأحلام، الى نجوى كرم التي كادت تسجن بسببها قبل أشهر قليلة، ولم يعد لديها سوى عدو واحد هو المنتج عادل معتوق الذي قادها إلى التخلي رغماً عنها عن سرد وقائع من حياة الفنانة سوزان تميم لا أحد يعرفها سواها، فاتهمته في المقابل بتهديدها ورفعت دعوى قضائية ضده، رداً على دعوى رفعها هو بحقها، ليقول القضاء كلمته في النهاية التي ينتظرها الطرفان، خلاف الأحمدية ومعتوق لم يحل دون تحول مجلتها من الهجوم المباشر الى المهادنة المعلنة، وأن كان ثمة خروقات تتمثل في الفنان عمرو دياب الذي بالكاد يخلو عدد من انتقاده، وهو أمر اعترفت به الأحمدية نفسها، حين قالت في مقابلة تلفزيونية أنها وصفت دياب بالعجوز رغبة منها في مناكفته بعد أن قلل من احترام مجلتها، التي تلبس هذه الأيام ثوب الرقة، التي قد لا يستسيغها الكثيرون من متابعي الأحمدية. وبعيداً عن مشاكل نضال مع الفنانين، فقد شكل صلحها مع الفنانة هيفاء وهبي مفاجأة لمتابعي قضيتها مع غريمتها اللدودة التي تقابلت معها في المحكمة في دعوى فبركة فيلم إباحي ضدها، إذ اتهمت الفنانة الإعلامية بمحاولة تحطيم سمعتها من خلال الاستعانة بشبيهة لها لتؤدي دوراً رخيصاً في فيلم إباحي يوزع عبر البلوتوث، الأمر الذي حسمه القضاء منصفاً نضال التي لا تزال تطالب برد اعتبارها، رغم عودة الوئام الى علاقتها بهيفاء، مفاجأة أخرى أعلنت عنها نضال بمصالحتها الفنانة نوال الزغبي، التي كانت تتهمها بتدبير محاولة اغتيالها في العام 2002، حيث انقطعت العلاقات نهائياً منذ ذلك التاريخ، لتصبح نوال من المغضوب عليهم في مجلة نضال التي صدرت الأسبوع الماضي وعلى غلافها صورة للفنانة التي تخصلت من عداواتها عندما قررت التخلص من رباط الزوجية الذي جعلت منه شماعة تعلّق عليها كل خلافاتها مع الفنانين والصحافيين. أغرب صلح أما الصلح الأغرب فكان مع الفنانة أحلام، التي نالت نصيبها من الهجوم اللاذع في المجلة التي لم توفرها هي بدورها، غير أن الأغرب كان مرور هذه المصالحات مرور الكرام، في حين بقيت الخلافات على مدى سنوات مادة دسمة للصحافة والقراء على حد سواء. يبقى أن نسأل: هل أصبح الجمهور العربي جمهور فضائح، أم أن المجاملات المسيطرة على الساحة الفنية تجعل من الحروب الفنية مناسبة لسقوط الأقنعة؟ بعد خلافات دامت سنوات، تصالحت النجمتان الخليجيتان أحلام وشمس، وكان صلحهما بمنزلة مفاجأة للمتابعين الذين دأبوا على قراءة تصريحات قاسية كانت كل منهما تتبارى بإطلاقها في حق زميلتها، حيث لعبت الصحافة دوراً في تأجيج الخلاف، الذي بلغ ذروته مع تفضيل الفنان محمد عبده شمس على أحلام في ديو كسر الخطوط الحمراء في خلاف الزميلتين، فبعد سنوات من القطيعة، تقابلت النجمتان بمباركة أصدقاء مشتركين وتم الصلح في بيروت، ليتصدر الخبر أغلفة المجلات الفنية التي عاد بعضها ليقارن تصريحات الأمس بتصريحات اليوم، ويرسم أكثر من علامة استفهام حول ما إذا كانت القلوب صفت فعلا، غير أن الصلح لم يصمد إلا أيام قليلة، لتعود الأمور كما كانت عليه قبل المصالحة، لمجرد ظهور أحلام في مقابلة تلفزيونية، واستخفافها بلقائها بشمس التي ردت عليها ببيان قاس قد يحتمل المزيد من الردود في الأيام المقبلة، إذاً الصلح لم يكن إلا مجرد لقطة لصورة تستخدم في الترويج لكلتا الفنانتين اللتين لم تصدرا أي عمل ناجح منذ فترة طويلة، حالهما حال زملائهما في ظل الأزمة الاقتصادية التي انعكست سلباً على سوق الانتاج الفني، حيث أصبح التراشق الإعلامي الحل الوحيد للترويج الإعلامي لنجوم خف بريقهم.