من المفارقات الغريبة التي تشهدها أفلام عيد الفطر هذا العام، وعددها ستة أفلام دفعة واحدة، هو أن ثلاثة منها واجهت أزمات رقابية عنيفة بسبب مناقشتها لأمور سياسية. ففى قراءة دقيقة للأفلام التي تقرر عرضها في سباق عيد الفطر هذا العام، نجد أن الفيلم الأول يناقش ديكتاتورية بعض الحكام العرب، بينما يناقش الفيلم الثاني بطش وجبروت بعض رجال الشرطة، في حين يناقش الفيلم الثالث المغامرات الجنسية لواحدة من أشهر الشخصيات العالمية الشهيرة. وعلى الطرف الآخر، نجد الأفلام الثلاثة الأخرى تدور في فلك آخر يختلف تماما عن الأفلام الأولى. الفيلم الأول يناقش ديكتاتورية بعض الحكام فى العالم الثالث، هو "بمبوزيا" المعدل إلى "الديكتاتور"، حيث تدور أحداثه فى إطار سياسي ساخر حول رئيس جمهورية تسمى بمبوزيا تقع بالطبع بالعالم الثالث، ويقوم هذا الحاكم بالبطش بمن يرفض أو يعترض على أي أمر من أوامره، ولهذا يخشاه الجميع بسبب ديكتاتوريته الشديدة، إلى أن تقع مفاجأة عنيفة تقلب الأمور رأسا على عقب. الفيلم إنتاج وليد صبري وتأليف وإخراج إيهاب لمعي، وسيناريو وحوار ميشيل نبيل وبطولة مايا نصري وخالد سرحان وحسن حسني وعزت أبو عوف ومحمد شرف، واجه مجموعة من الأزمات العنيفة مع الرقابة وتم السماح بعرضه بعد حذف مجموعة من مشاهده والإسقاطات التي تضمنها. أما الفيلم الثاني والذي يتناول بطش وجبروت بعض رجال الشرطة الذين يستغلون مناصبهم في إرهاب الناس وفرض الأتاوات عليهم والحصول على رشاوى صريحة ومباشرة، فهو فيلم "عزبة آدم" بطولة محمود ياسين وفتحي عبد الوهاب ودنيا سمير غانم وماجد الكدواني وهالة فاخر وأحمد عزمي، سيناريو وحوار د.محمد سليمان وإخراج محمود كامل وإنتاج كريم السبكي. تدور أحداث الفيلم حول أحد ضباط الشرطة الكبار، الذي يسعى لفرض نفوذه وسيطرته على الصيادين والعمال البسطاء والغلابة، والحصول منهم على رشاوى، وقد أدى هذا لإحالة الفيلم لوزارة الداخلية من قبل الرقابة على المصنفات الفنية، ولم يتم السماح بعرضه إلا بعد إجراء بعض التعديلات عليه أيضا. أما الفيلم الثالث والذي واجه أيضا مشاكل رقابية بسبب جرعة الجنس الزائدة ضمن أحداثه، فهو فيلم "مجنون أميرة"، الذي يناقش بشكل مثير للغاية المغامرات الجنسية للأميرة الراحلة ديانا، سواء مع دودي الفايد أو غيره، دون أن نعرف من أين استقت إيناس الدغيدي هذه المغامرات، وبهذه التفاصيل الدقيقة التي تقدمها في الفيلم، وهو ما أثار حفيظة الرقابة ضدها طيلة الشهور الماضية. كتب سيناريو وحوار الفيلم مصطفى محرم، ويشارك فى بطولته نورا رحال وتامر هجرس ومصطفى هريدي وأنعام الجريتلي وهياتم. وبخلاف هذه الأفلام الثلاثة، نجد الأفلام الثلاثة الأخرى لم تواجه أي أزمات مع الرقابة، حيث لم تعترض على أي مشهد من أي فيلم منها، وأول هذه الأفلام فيلم "فخفخينا"، تأليف أحمد عبد السلام وإخراج إبراهيم عفيفي وبطولة رانيا يوسف وياسمين جمال ونور قدري ولاعب الكرة شريف عبد المنعم ويوسف شعبان، والوجوه الشابة أحمد تهامي وإيمان رجائي وأحمد جمال، ويدور موضوعه حول رجل أعمال كبير يقرر تبني قضايا الشباب ومحاولة حل مشاكلهم وأزماتهم، بإقامة مشاريع كبرى لهم وحث رجال الأعمال الآخرين على ضرورة القيام بنفس الدور. أما الفيلم الرابع الذى يتم عرضه في السباق، فهو "الحكاية فيها منة" بطولة إيساف وبشرى وسيناريو وحوار محمد عبد الحافظ وإخراج ألفت عمر، وتدور أحداثه حول شاب إيساف يسعى لدخول كلية الاقتصاد والعلوم السياسية لتحقيق حلمه فى أن يصبح سياسياً كبيراً، إلا أن والده الذي يعمل حلاقا يعترض طريقه ويقف فى طريق حلمه ويلتقي بفتاة جميلة "بشرى" التي تترك أهلها لبعض الظروف العائلية وتنشأ بينهما قصة حب نتيجة لتشابه ظروفهما الاجتماعية. يقدم إيساف في الفيلم ثلاث أغنيات، هي "حبينا بعض، تيجى سوا"، إضافة إلى دويتو مع بشرى. الفيلم السادس والأخير الذي يدخل سباق هذا العام، هو "إبقى قابلني"، تأليف هيثم وحيد وسيد السبكي ومن إخراج إسماعيل فاروق، بطولة سعد الصغير وأميرة فتحي وحسن حسني ومها أحمد ومحمد لطفي وعلاء مرسي وسليمان عيد والراقصة شمس. تدور أحداث الفيلم في إطار كوميدي خفيف حول جمعية تحمل اسم "البعد عن الجريمة"، تسعى إلى مساعدة تشغيل خريجي السجون على الالتحاق بأعمال محترمة وشريفة، ومحاولة تغيير نظرة المجتمع لخريجي السجون وفتح صفحة جديدة معهم، إلا أن القائمين على الجمعية يفشلون فى تشغيلهم، مما يدفع هؤلاء المسجونين للعودة للجريمة مرة ثانية... وتتوالى الأحداث.