في وقت مضى كان على أي لص سواء كان لصا من الدرجة الأولى، ونقصد بالدرجة الأولى هنا، المسؤولين الذين ينهبون المال العام، أو لصوص الدرجة الدنيا الذين يعترضون أصحاب الهواتف النقالة أو يخطفون السلاسل وقلائد النساء من الأسواق أن يفكر ألف مرة قبل أن تمتد يده إلى ما ليس له فيه حق، لأن الأول سيكون عبرة لغيره حين يلف حول عنقه حبل المشنقة، والثاني سيكون ضيفا على سجن الحراش بضع سنين، تكون كفيلة بأن تنسيه أصله وفصله وحتى إسمه، ليخرج بعدها مواطنا صالحا، كلمة " سرقة " تثير فيه الحساسية في كامل جسده، وتعترضه الملايين في الطرقات فيغير طريقه إلى الجهة الأخرى، ذلك زمان قد ولى وجاء فيه زماننا هذا صار سجن الحراش فندق خمس نجوم، يدخله اللصوص بفرحة وحين يفرج عنهم يخرجون وفي قلبهم غصة على فراقه، ليقترفوا في اليوم التالي سرقة أخرى، هاتفا نقالا أو سلسلة أو أي شيء ليعودوا إلى النعيم الذي كانوا فيه، أما لصوص الدرجة الأولى الذين يحولون ميزانية المشاريع إلى أرصدتهم الخاصة فصاروا من رجالات المجتمع الكبار ويشار إليهم بالبنان، وإن ثبتت التهمة عليهم فالشقي فيهم يجرد من منصبه، والسعيد يحول أو يرقى إلى منصب آخر، وفي بعض الأحيان يحول إلى لندن أو سويسرا أو أي عاصمة أخرى ليصير سفيرا، لا يهم إن كان فوق أو " تحت " العادة . وسلام عليك يا زمن الوصل في بنوك الأندلس. HYPERLINK "mailto: هذا البريد محمى من المتطفلين , تحتاج إلى تشغيل الجافا سكريبت لمشاهدته " o "This external link will open in a new window" "_blank" هذا البريد محمى من المتطفلين , تحتاج إلى تشغيل الجافا سكريبت لمشاهدته