اللصوصية عندنا درجات، فاللص الذي يسرق هاتفا نقالا ليس كالذي يهرب بنكا إلى سويسرا، وهؤلاء يعاملون بحنان زائد في كثير من الأحوال، يعني لصوص مدللين، ونقول لصوص لأننا فقط نسمي الأشياء بأسمائها، لأن الكثير من هؤلاء يسمون مقاولون .. تجار كبار .. أو بالأحرى هؤلاء هم الناس "القافزين"، والقادرين، ويتمنى الكثير منا أن يصير "قافز" مثلهم، وحتى حينما يسقطون في الشباك، فأموالهم محفوظة، والسجن أيام معدودات، وبعدها يمكن إكمال عدة العمر في سويسرا، أو في باريس أو في أي مكان من جنان الأرض، ولا ضير إن ضربوا فيها " حجة " لعل ختامها مسك في آخر العمر، ربما لهذا لم تتوقف اللصوصية في البلاد سواء من طرف سراق "الخمس نجوم" أو سراق الهاتف النقال، فالأول يعتبر تهريب المال العام فتوحات تسجل له من أجل أن " يعمر كرشه "بعدما صار المجتمع يحترم أمثال هؤلاء ويسميهم " السي فلان " والثاني يسرق هاتفا نقالا "ليعمر رأسه " وهذه النوعية غير محترمة من طرف المجتمع ومنبوذة، ويسمون " أولاد حرام " وبين " السي فلان " وأولاد الحرام ضاعت مبادئ وأخلاق، بعدما صارت الأخلاق تشترى كما تشترى الشهادات، والفضيلة والألقاب، ما دام أن كل شيء معروض للبيع .