أطفال دون 13 سنة ينذرون بصلاة 5000 ركعة في حالة تأهل الجزائر، واتحاد التجار يحذّر من ندرة المواد الأساسية لا تفصلنا سوى ساعات عن المباراة الحاسمة التي تجمع المنتخب الوطني الجزائري بنظيره المصري في إطار التصفيات المزدوجة المؤهلة لكأسي إفريقيا والعالم. وقبل المباراة الفاصلة والتي سماها الشعب الجزائري بمباراة الحياة أو الموت، تعرف مختلف شوارع الجزائر من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب، حالة من القلق والترقب والانتظار لهذا اللقاء الحاسم. أكدت مصادر موثوق بها مقربة من رئاسة الجمهورية، أن رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة يعتبر من الأشخاص الأوائل الذين تهمهم هذه المباراة، خاصة وأنها التأشيرة الأخيرة للتأهل، فالرئيس عبد العزيز بوتفليقة منذ توليه زمام الأمور وهي تسير على النجاحات والانتصارات، ليؤكد من جديد بعد تأهل المنتخب الوطني إلى نهائيات جنوب إفريقيا أنه فعلا أتى بالخير والخيرات لهذا الشعب الذي عانى الكثير، خاصة في سنوات الإرهاب التي أثرت على كل الميادين الاجتماعية، الثقافية، السياسية وحتى الرياضية. وفي هذا الصدد، يقول محلل سياسي التقت به "الأمة العربية" إن اهتمام رئيس الجمهورية البالغ وخاصة بكرة القدم أمر عادي ويريد الرئيس أن يؤكد أن عهداته الثلاث قد نجحت إلى حد بعيد. ويضيف المحلل أن كرة القدم بالنسبة للجزائريين هي الهواء الذي يتنفسونه، لذا عرف الر ئيس كيف يتجاوب مع تطلعات الشعب من خلال اهتمامه بكرة القدم على وجه الخصوص، وهذا ما حدث بالنظر إلى القيمة والحفاوة التي تلقاها المنتخب الوطني في مركز تربصه بإيطاليا وحرص أمن إيطاليا على تجهيز كل الأمور. إذا كان رئيس الجمهورية ينتظر بشغف كبير مباراة الجزائر مصر، فإن الشعب الجزائري بمختلف أعماره مهووس بهذه المباراة، فلا حديث في الشارع أو المقاهي أو حتى لقاء الأحبة، إلا عن هذه المباراة، ووصل الأمر إلى ربطها بالحياة العادية، حيث أراد الكثير من العاملين أخذ عطلة لمدة أسبوع من أجل التفرغ للمناصرة والتجول. وفي هذا الصدد، أكد لنا محمد عامل ب "اتصالات الجزائر" وهو شاب يبلغ من العمر 30 سنة: ".. لقد أخذت إجازة منذ الأمس، لأنه صراحة لا أستطيع العمل، فجسمي كله يرتعش ولا أعرف ماذا أفعل، والخيار الجيد هو العطلة كي نستطيع التركيز وكي لا أقوم بأي حماقة في عملي". "الحماقة" التي تحدث عنها محمد.، حدثت بالفعل عند ربة بيت تقطن ببلدية اسطاوالي، حيث أثناء مشاهدتها لحصة بثت على قناة "دريم" المصرية خاصة بالمنتخبين الجزائري والمصري، نسيت الغاز مشتعلا وكادت تحدث الكارثة لولا تدخل ابنها. من جانب آخر، أثلج قرار نقابات التربية والخاص بالإضراب المفتوج إلى غاية الأحد المقبل، قلوب التلاميذ بمختلف المستويات، حيث عبّروا عن فرحتهم لهذا القرار الذي شكروا عليه كثيرا المسؤولين. وقال باديس سنة ثالثة ثانوي: "أنا سعيد جدا لأن هناك من يفهمون التلاميذ في هذا الوقت، وأنا موقن أن ممثلي النقابات خمنوا فينا لأنهم يدركون أننا لا نستطيع التركيز والجزائر أمامها مباراة حياة أو موت". قرر معظم أئمة الجزائر تخصيص يوم الجمعة القادم من أجل الدعاء للفريق الوطني من أجل تحقيق نتيجة إيجابية يوم الرابع عشر من نوفمبر أمام مصر، وأكد إمام باسطاوالي بأنه سيقوم يوم المباراة بأمر استثنائي وهو الدعاء طيلة اليوم، وهذا ما حدث فعلا عندما لعبت الجزائر لقاءها الأول مع مصر، حيث قام هذا الإمام بتخصيص يوم كامل للمباراة وقراءة القرآن وكانت النتيجة فوز الجزائر طبعا. والأمر المدهش، أن هناك من الأطفال الصغار من قاموا بالنذر، حيث عاهدوا الله على صيام أياما بعد المبارة في حالة فوز الجزائر على مصر، على غرار تلاميذ لا يتجاوز سنهم 13 سنة شرعوا الأمس في الصيام، فقط من أجل أن يربح الفريق الوطني وتحمّلوا مشقة الصيام، على غرار سمية 13 سنة التي أكدت أنها ستصوم وستخصص يوم السبت للصلاة. وفي حالة فوز الفريق الوطني، ستصلي 5000 ركعة. وعندما سألناها عن السبب وراء القيام بهذه الأمور، قالت بكل براءة وجرأة: "أنا من مواليد 1996 ولم أشاهد في حياتي المنتخب الجزائري يتأهل لا لكأس العالم ولا لكأس إفريقيا، وأريد أن يظفر بالنتيجة، لذلك لا أملك أي شيء أقدمه إلا الدعاء والصلاة". تخوف الاتحاد العام للتجار والحرفيين الجزائريين من ندرة المواد الاستهلاكية الأساسية قبل وبعد المباراة، نظرا لانشغال التجار بالمباراة وعدم فتحهم لمحلاتهم في حالة فوز المنتخب الجزائري وتأهلهم للمونديال. وقال اتحاد التجار على لسان ناطقه الرسمي في اتصال مع "الأمة العربية"، إن المواد الأساسية تتمثل خاصة في الخبز والحليب.