إبن مدينة برج منايل، شاوشي أو "بشيشة" كما يحلو لأبناء بلدته مناداته كان رائعا، وصامدا وقويا، كسب قلوب الآلاف من الجزائريين وخطف أضواء العالم بأسره، ليدخل بذلك التاريخ، بإسمه وإمكانياته، ولأنه إبن مدينة برج منايل، وإبن حارس كان قويا إسمه رشيد شاوشي، فإن مدينته دخلت التاريخ أيضا، وخرج الجميع فيها يهتف بإسم "بشيشة" الذي ساهم في إدخال الفرحة إلى قلوب جميع الجزائريين. كم كانت فرحة الفراعنة كبيرة عندما تحصل الحارس لوناس قاواوي على بطاقة صفراء في لقاء مصر الجزائربالقاهرة لتكون ثاني بطاقة له وبالتالي حرمانه من المشاركة في المقابلة الفاصلة، فرحتهم كانت كبيرة لأن الحارس البديل شاوشي لايملك الخبرة اللازمة في مثل هذه المقابلات، وأكدوا أنه سيدخل اللقاء وهو يرتعش خوفا من هذه المسؤولية الكبيرة، وراحوا إلى حد اعتباره نقطة ضعف بالنسبة لمنتخبنا في هذا اللقاء وأن مهما كان سيتمكنون من هز شباكه بسهولة، لكن قوة وصمود شاوشي تحولت إلى نقطة ضعف بالنسبة لهم، ولم يتمكن أبو تريكة ولاغيره من زيارة شباك حارسنا، الذي حافظ عليها نظيفة ولقن الفراعنة درسا حقيقيا أسكت به أفواههم إذا كان بحق بطل المعركة، لأنهم أرادوها هكذا بضجتهم الإعلامية التي سبقت المقابلتين سواء إذا تعلق الأمر بتلك التي إحتضنها ملعب القاهرة، أو بالمقابلة الفاصلة بملعب أم درمان، بالسودان. ولأنه إبن مدينة برج منايل، فإن هذه الأخيرة، لم تنم ليلة الأربعاء، حيث عبر سكانها عن فرحتهم بتأهل الخضر والتألق إبنهم فوزي وفي صبيحة اليوم الموالي، كان بيت عائلة شاوشي مكتظا عن آخره، وكان رجال الإعلام حاضرون بقوة هناك وكانت "الزرنة" والطبول حاضرة أمام مسكنه، وستكون أيضا بمدخل المدينة لإستقبال البطل الشجاع، فضلا عن ذلك فإن السلطات المحلية للمدينة ورجال أعمالها يحضرون له مفاجأة والجميع مستعد لإقامة الأفراح والإحتفال على الطريقة المناسبة بعدما تحقق حلم التأهل إلى المونديال. بحكم معرفتي الجيدة لقدرات إبني فوزي، فإني كنت أتوقع تألقه، خاصة وأنه يحب كثيرا المشاركة في مثل هذه المقابلات التي تتميز بضغط شديد، والسيناريو الذي كان يريده فوزي حدث بتسجيل فريقه لهذف ليتسنى له بذلك اللعب على أعصاب الخصم وأنا سعيد جدا بهذا الإنجاز وأتمنى له المزيد من التألق...