قلب صندوق الانتخابات الداخلية لحزب جبهة التحرير الوطني بالطارف، أمس الأول، الموازين لصالح عضو لجنة الفلاحة و الصيد البحري في المجلس الشعبي الولائي أحسن أوسياف ب50 صوتا متبوعا بزميلته حدي سوفي ب 37 صوتا في الدور الثاني. وقد أجريت العملية حسب القيادي في الحزب العتيد عبد الرحمان بلعياط في ظروف شفافة ونزيهة فتحت فيها الفرصة لجميع الراغبين في تمثيل الأفلان في انتخابات التجديد النصفي لمجلس الأمة المقررة يوم 23 ديسمبر المقبل. ففي ولاية عنابة أسفر الصندوق عن فوز رئيس المجلس الشعبي البلدي لبرحال ذيب نورالدين ب 44 صوتا متقدما على زميله صالح جلاب رئيس بلدية سيدي عمار ب 37 صوتا، بينما سقطت أحلام رئيس المجلس الولائي حميداني زروال في الماء البارد بعد أن خرج من المنافسة صفر اليدين ولم يحصد سوى 3 أصوات، وهي نتيجة ستسبب له حتما متاعب فيما تبقى من عهدته على رأس المجلس الشعبي الولائي. وبالعودة إلى "فارسي" الحزب العتيد بعنابة و الطارف، فإن أحسن أوسياف المدعو جمال الدين عضو لجنة الفلاحة والصيد البحري بالمجلس الولائي للطارف كان يحظى منذ البداية بدعم زملائه بالنظر إلى كفاءته ومساره النضالي المشرّف، فمسيرة الرجل تتلخص في كونه إطارا ورئيس الفرع الفلاحي لدائرة بوثلجة، كما يعد من بين أشهر خبراء تربية النحل والمواشي والتنمية الريفية على المستوى الوطني، ثم تغلغله في أوساط المجتمع المدني حيث يرأس المكتب الولائي للجمعية الوطنية لترقية الريف، وتمكن من خطف الأضواء منذ انتخابه عضوا بالمجلس الشعبي الولائي عن الأفلان حيث عرف بانتقاداته اللاذعة في قاعات المجلس ودوراته و يحسب له أنه استطاع نفض الغبار عن ملف مستشفى البسباس الذي يراوح مكانه منذ سنوات، قبل أن يرفع الموضوع إلى وزير القطاع شخصيا السعيد بركات إثر لقاء تنظيمي بالجزائر العاصمة في عز الحملة الانتخابية للرئاسيات الأخيرة. ويحظى المعني بعلاقاته المتزنة مع الإدارة كما أنه سليل أسرة ثورية معروفة بأنها من أصلاء المنطقة، وتشبع بالنضال داخل بيت العتيد. وفي الضفة الأخرى يوجد رئيس المجلس الشعبي الولائي بالطارف بوبكر معيزي مرشحا حزب التجمع الوطني الديمقراطي في انتخابات ديسمبر المقبل وهو من بين أكبر المتعاملين الاقتصاديين ورجال الأعمال بمنطقة الشرق، ما جعل أنصاره يشبهونه ب" آلة الدمار الشامل" لوزنه و نفوذه المحلي. بينما سمّت قواعد "الأفانا" نائب رئيس المجلس الشعبي الولائي المقاول عبد المجيد صغير، ولم تفصل أحزب الإصلاح الوطني وحركة ومجتمع السلم والعمال في مرشحيها بعد . ومهما تكون الغلبة، فإن الفائز سيخلف السيناتور الأفلاني بوغابة الذي توصف عهدته بالكارثية على جميع الأصعدة، ويجزم المواطنون الذين استجوبتهم "الأمة العربية" أنهم لا يعرفون الرجل لغيابه عن الساحة المحلية منذ انتخابه وفراره إلى "منتجعات العاصمة". وبعنابة يوجد "مير" برحال ذيب نورالدين في رواق جيد حيث أنه وفق في إدارة مجلسه البلدي دون أن يعرف الهزات التي عصفت بالمجالس البلدية ال 12 التي تشكل الخارطة الإدارية لولاية عنابة. كما أنه معروف بكفاءته واتزان علاقته مع الإدارة المحلية إلى جانب رصيده النضالي في الحزب العتيد، وسكون في مواجة بلدي الطيب عضو المجلس الشعبي الولائي عن كتلة الأرندي وكذا محمد الهادي التبسي ممثل حركة مجتمع السلم الذي سيدخل المنافسة مع مرشح حركة الإصلاح الوطني وأتباع عبد الله جاب الله لتظل السمة الأبرز هو دخول التيار الإسلامي للمنافسة مشتتا ما سيقلل حتما من حظوظه في الفوز بمقعد مجلس الأمة.