عجبا لشعب كنا نظن إلى غاية تاريخ 12 نوفمبر 2009 أنهم أشقاء باسم الوطن، أشقاء باسم العروبة مع أن فينا أمازيغ، أشقاء باسم الدين مع أن فيهم أقباط، عجبا لكرة سيست ولسياسة كورت، فبعد مضي أسبوع على مباراة القرن لاتزال الأصوات المصرية تصرخ هنا وهناك بالرغم من اقتصارها على الإعلاميين والفنانين منددة بفوز الخضر وسحق آمال الحمر في التأهل لمونديال جنوب إفريقيا، لقد رفضوا نتيجة المباراة وزعموا أن الحكم لم يكن نزيها عندما حمدنا الله على الفوز واعتبرناه منطقيا لأننا كنا الأفضل في الميدان، ادعوا على أنصارنا واتهموهم بالإعتداء عندما شكرنا 10 آلاف مناصر تنقل بفضل الرئيس بوتفليقة من أجل مساندة الأعلام الوطنية، شتمونا وسبوا شعبنا ورئيسنا وشهدائنا، عندما خرج الملايين إلى الشارع لاستقبال أبطال ملحمة السودان، طالبوا بقطع العلاقات مع الجزائر وطرد سفيرنا من القاهرة عندما كرم رئيسنا أشبال سعدان بقصر الشعب، طالبوا بالاعتذار واعتذار رسمي من طرف رأس هرم السلطة عندما ظهرت رزنامة مقابلات كأس افريقيا على الشاشات العالمية، اتهموا دولا عربية بضرب الاستثمارات المصرية في الجزائر عندما وجهنا رسالة شكر إلى كل الأشقاء الذين شاركونا فرحتنا واحتفالاتنا... وبعد أن فضت الأمور وعادت الحياة إلى مجراها الطبيعي وعاد أبطالنا إلى أنديتهم الأوربية وراح سعدان يفكر في التحضير لكأس إفريقيا والعالم وتنظيم اللقاءات الودية مع أكبر المنتخبات العالمية، خرجت الفزورة المصرية "بخرجة" غريبة "لماذا يكرهنا الجزائريون؟"... نحن شعب لانحب ولانكره، لانشتم الشهداء ولانسب الرئيس، لانخون ولاننكر، لا نطارد الشقيق ولا نحتضن العدو، لانخلط الرياضة بالسياسة ولا الفن بالعفن.. ببساطة نحن شعب لا نلتفت إلى الوراء ولا نقلب في صفحات التفهات، نحن شعب ماض إلى الأمام نحو أنغولا والمونديال.