أكد خبراء نفط أن تحرك أسعار النفط العالمية حاليا ما بين 75 و85 دولارا للبرميل الواحد أمر طبيعي، نتيجة التغيرات التي تطرأ يوميا على المخزون العالمي للنفط الخام والمنتجات البترولية، والتي بدورها تعكس تحرك الطلب على النفط مقابل العرض في الأسواق العالمية. وأضاف الخبراء أن هذا المستوى من الأسعار "جيد" ويعكس الاستقرار في سوق النفط العالمية، في ظل الظروف الاقتصادية الحالية وحالة التفاؤل الحذرة التي تسود الأوساط بقرب الانتهاء من الأزمة الاقتصادية التي ألمت بالاقتصاد العالمي، وعرّضت أسواقه ومؤسساته المالية لأكبر أزمة يشهدها العالم. وكانت أسعار النفط تجاوزت مستوى ال 70 دولار لأول مرة في أكتوبر الماضي منذ بداية العام الحالي، وتحديدا منذ بدأ الاقتصاد العالمي في الدخول إلى مرحلة التعافي والخروج من دائرة الكساد والركود. ونقلت وكالة الأنباء الكويتية "كونا" عن مجموعة من الخبراء، أن مستويات أسعار النفط العالمية التي وصلت في منتصف العام 2008 إلى نحو 147 دولارا للبرميل الواحد، كان واقعها الأساسي المضاربة القائمة على هواجس جغرافية سياسية، لاسيما في منطقة الشرق الأوسط. وأضافوا أن النمو الاقتصادي في الصين والهند، وغيرها من الأسواق الناشئة، لعب دورا هاما في ارتفاع أسعار النفط العالمية إلى المستويات المذكورة، متوقعين أن يلعب هذا النمو أيضا دورا في زيادة الطلب العالمي على النفط في ظل تزايد الاحتياجات للنفط ومشتقاته وزيادة الاعتماد عليه في الدول الآسيوية النامية، وتوقّعوا أن يتقدم الطلب العالمي على النفط على المدى المنظور مع تعافي الاقتصاد العالمي، بينما يتأثر العرض بمدى تنفيذ المشروعات في تطوير الطاقات بجميع مراحل الصناعة النفطية، من إنتاج ونقل وتكرير وتسويق. وعلى صعيد متصل، تراجع، أمس الثلاثاء، سعر عقود النفط الخام الأمريكي الخفيف تسليم جانفي 20 سنتا، ليغلق عند مستوى 77.38 دولار للبرميل، بعد أن ارتفع تسعة سنتات مسجلا 77.56 أمس الأول، كما انخفض مزيج برنت ثلاثة سنتات مسجلا 77.43 دولار للبرميل.