تعرف أسواق المنطقة الشرقية من ولاية وهران هذه الأيام حالة من الندرة التي طالت مادة البقوليات في مقدمتها حبوب العدس و الفاصولياء حسب ما اكده بعض الباعة ببلدية حاسي مفسوخ،وفي حال توفرت فان اسعارها تكون مرتفعة بشكل ملحوظ بالمقارنة مع الفترات الماضية من السنة حيث بلغ سعر الكيلوغرام الواحد من العدس ال180 دينار بسعر الجملة . شهدت اغلب محلات بيع المواد الغذائية العامة بالبلدية المذكورة حالة من الشح في عرض الحبوب الجافة لاسباب اعزوها الى سياسة الاحتكار التي يتبعها بعض كبار التجار في الولاية حيث قفزت اثمان البقوليات في الفترة الاخيرة الىحدود قصوى اكثر بقليل مما حدث الموسم المنصرم ،اذ اكد بعض التجار انه لم يعد يقتني هذه المادة او يعرضها للبيع علما منه ان لا احد سيتقدم لشرائها نظرا لارتفاع اسعارها مع الاخذ بعين الاعتبار القدرة الشرائية المتدنية لاغلب العائلات الوهرانية هذه الاخيرة التي تتخذ من الحبوب في مثل هذه الفترة من السنة مادة اساسية في غذائها. مشكل التوزيع الذي تعرفه البلدية بشكل خاص يعود بالدرجة الاولى الى انتهاج بعض الجهات لسياسة المضاربة بهدف السيطرة على السوق المحلية ريثما ترتفع اثمانها الى الحد المطلوب بالرغم من ان الجهات المسؤولة كانت تؤكد على المردود الحسن لهذا الموسم في حينان المسوقين يرجعون الندرة هذه الى المنتوج الضئيل . ياتي هذا عقب ما يفترض ان يكون عاملا مخففا على المواطنين فيما يتعلق باقتناء الحبوب في الولاية والجهة الغربية للوطن حيث اكدت مصادر مطلعة من مؤسسة ميناء وهران انها سجلت في الثلاثي السابق من السنة انخفاضا بنسبة معتبرة في استيراد مادة الحبوب وصل الى28 بالمائة ما يدفع بالضرورة الى التفكير في ان المنطقة اضحت قادرة على تحقيق الاكتفاء من هذه المادة الحيوية في حين نرى بان الاسواق مازالت تعاني من حمى الاسعارالملتهبة . هي في النهاية ليست الا الاعراض الطبيعية لداء الضعف المدقع للتسيير و التحكم المنفلت الذي تقع فيه غالبا مؤسسات الدولة في بلادنا فيما يتعلق باحتواء الطبقات الشعبية التي تعد المتضرر الاول وربما الاوحد في خضم هذه الفوضى و المضاربة في العرض و الطلب.