كشف مدير المصالح الفلاحية لولاية قسنطينة، أن سبب ارتفاع أسعار العدس بقسنطينة كما في باقي ولايات الوطن مع حلول فصل الشتاء الحالي، يعود أساسا إلى إنتاج الموسم الفلاحي الفارط، الذي لم يتجاوز 13 ألفا و500 قنطار وهو ما يغطي ثلاثة أشهر فقط، مشيرا في سياق حديثه إلى أن قرابة نصف الكمية قد خزنت على شكل بذور، حيث وصلت إلى 8 آلاف بذرة تم توزيعها على مختلف الولاياتالشرقية عن طريق تعاونية الحبوب والبقول الجافة بالخروب• عرفت أسواق الحبوب بقسنطينة مؤخرا نقصا في مادة العدس؛ حيث تتواجد في محلات قليلة مقارنة مع السنوات الماضية، كما بلغ سعر الكلغ الواحد منه 180 دينار، وهو السعر الذي اعتبره بعض المتعاملين الاقتصاديين في مجال الفلاحة بالمرتفع، ما فتح المجال أمام المضاربة، خاصة وأنه يمثل أحد الأطباق التي تقبل عليها العائلات الجزائرية بكثرة• وحسب نفس المتحدث، فإن أسباب تراجع إنتاج هذه المادة يعود إلى توقف المستوردين الجزائريين عن جلبه من تركيا وسوريا بسبب تحويل نشاط حقول العدس إلى حقول لزرع الصوجا وقصب السكر لصنع الوقود، باعتبار أن العدس لا يزرع إلا في دول البحر الأبيض المتوسط، عكس مادتي الفاصوليا والحمص، وهذا عقب مرحلة الانفتاح على السوق، أين كانت في بادئ الأمر عملية الاحتكار من قبل تعاونيات البقول والحقول الجافة المخولة الوحيدة بتموين القطاع الفلاحي بالحبوب سواء البذور أو المخزون الموجه للاستهلاك، وكان لديها زبائن معتمدين في الأسواق• هذا وقد كشف نفس المتحدث أن الجزائر قد أولت اهتماما كبيرا بمادتي القمح الصلب واللين على حساب الحبوب الأخرى، مؤكدا أن سعر القنطار الواحد من العدس ضعف سعر مادة القمح، وقد قال انه تم استغلال ثلث الأراضي البور بالجزائر من أصل 3 ملايين هكتار لزرع البقول الجافة على المستوى الوطني، وفق البرنامج الخماسي حتى 2014 وقد خصص لهذا الغرض مساحة 10 آلاف هكتار•