لم تسع الفرحة قلوب المثقفين والفنانين الجزائريين، الذين عبروا للشروق عن اعتزازهم بهذا الفوز الثمين الذي حازه الخضر في مباراة أول أمس مع المنتخب المصري، حيث أثنوا على جهود سعدان وعلى أداء اللاعبين الذين جمعوا الشعب الجزائري في سويعة حب وفرح تاريخية * حسيبة عمروش: "أغنيتي كانت فأل خير على المنتخب الجزائر" * "لم أتمكن من مشاهدة المباراة لأنني لا أملك الشجاعة الكافية لذلك، وفضلت الابتعاد مع بعض الأصدقاء وفور تسجيل منتخبنا هدفه الأول اتصلوا بي وأخبروني عندها لم تسعني فرحتي، وكدت أنفجر بكاء لما سمعت بتسجيلنا لبقية الأهداف، كانت فعلا مفاجأة عظيمة، عندها عدت أدراجي بسرعة كبيرة إلى العاصمة أمام جمهور الجزائر العريض الذي خرج للاحتفال ليلا وأغلق كل الطرقات، لم أخفي تخوفي الشديد من المباراة ووعدت نفسي بأن لا أغني للكرة ثانية في حال لم نفز، لكن التتويج منحنا نفسا جديدا واحتفلت حتى الساعة السادسة صباحا حتى أنني كدت أفقد صوتي من كثرة الغناء ليلا "لكن معليهش كاين زيت آزمور وفي خاطر الخضر كلشي يجوز". * * واسيني لعرج: "الانتصار بعث في قلوب الجزائريين نزعة تفاؤل كبيرة" * عبر صاحب "الأمير"، في تصريح ل "الشروق"، عن بالغ سعادته بفوز الفريق الوطني في مباراته أمس الأول ضد الفريق المصري. وقال:"أعلم بأن مقدار الفرحة كان كبيرا لدى كل الجزائريين وبأن تلك السعادة التي ظفرنا بها وعبرنا بصراخنا وببكائنا وبهتافاتنا عنها، منحت في قلوب الشباب الجزائري نزعة تفاؤل كبيرة، سيما وهو يتخبط في وضعية اجتماعية واقتصادية صعبة، والأكيد هو السعي بعد هذا الفوز إلى دعم كرة القدم الجزائرية ومنحها قيمة أكثر والإصغاء إلى الطاقات التي تتوق إلى فرصة تعبر بها عن قوتها مثلما أثبته الخضر في لقاءه مع مصر". غير أن واسيني يرى بأن المنتصر في أي مباراة تجمع فريقين في الأخير هو الروح الرياضية "التي تعني التسامح والروح الأخوية وتقبل الإنسان في كل وضعياته.. نحب الفريق الوطني هذا أمر محسوم، لكن لا نتخلى عنه عند خسارته..". قبل أن يضيف "انتصارنا على المصريين لا يمنحنا الحق في التحامل عليهم، فالمصريون إخواننا وخسارتهم أول أمس ليست إقصاء، كما أن انتصار الجزائريين لا يعني التأهل". * * الحاج محمد الطاهر الفرڤاني: "غنيت للانتصار وسط فرحة أسرية لا توصف" * كشف عميد أغنية المالوف الحاج محمد الطاهر الفرقاني بأنه ومن فرط سعادته بفوز الفريق الوطني، راح يغني ويدندن وسط فرحة عارمة لا توصف بين أفراد أسرته، وقال بأنه رغب في أن يصل غناءه إلى كل شبر من قسنطينة، بل إلى كل أرجاء القطر. ووصف عملاق المالوف الجزائري الفرحة التي غمرته بعد إطلاق صفارة الإعلان عن نهاية المباراة، ب "الرحمة التي منى بها الله على الجزائريين التواقين إلى البهجة والسرور". * * لطفي دوبل كانون: "أشكر سعدان على ما قدمه للجزائر" * لم يخف نجم أغنية الراب لطفي دوبل كانو سعادته الغامرة بهذا الفوز "الخضر شرفونا بانتصار لم نكن ننتظره، خاصة بتسجيل ثلاثة أهداف في مرمى الفريق المصري. لقد أصبت بكثير من الارتباك خاصة في الشوط الأول من المباراة، لكن تشكيلة سعدان استطاعت أن تكسر حاجز الدفاع المصري، ففتح متمور باب التتويج بتسجيله الهدف الأول محطما جدار الصمت الرهيب الذي اجتاح مدرجات ملعب البليدة وتخوف الجمهور، خاصة وأن المنتخب الوطني كان يركز على الهجوم أكثر من الدفاع، ما فتح المجال أمام أبو تريكة ليسجل هدف فريقه الوحيد. وأمام هذا الفوز العظيم أشكر سعدان على ما قدمه للجزائر، فقد صنع عرسا رياضيا جميلا لم تشهده الجزائر منذ 1982، وتمنيت لو كنت موجودا بالجزائر لأشارك أبناء وطني فرحتهم، لكن هذا لم يمنعن من أن أصنع الفرحة رفقة أشقاء مغربيين وأصدقاء جزائريين داخل مقهى بفرنسا، وصنعنا بذلك الفرجة التي كان الجزائريون ينتظرونها على أعصاب من نار". * * عبد القادر شاعو: "تمنيت لو خرجت للاحتفال لكن أبنائي سبقوني للسيارة" * "لم أكن أنتظر تسجيل ثلاثة أهداف في مرمى الحارس المصري، فقد صنع لنا فرسان المنتخب الوطني من الفرحة أكثر مما كنا نتصور، حقيقة كنت أتوقع التعادل، لكن المفاجأة كانت وأنا أشاهد من بيتي هدف مطمور وهو يخترق الشباك ويفتح باب التسجيل بجدارة. لقد أفرح الخضر الجزائريين ولم يخيبوا آمال الملايين من المناصرين، وأعتقد بأن برمجة المباراة على ملعب البليدة أعطت حافزا كبيرا للمنتخب الوطني، وذلك لقرب المدرجات من الميدان والمناصرين الذين لعبوا دورا كبيرا في كسب المباراة لصالحنا بتشجيعاتهم المتواصلة للخضر.. والله أزالوا عنا غما كان بداخلنا وأنسوا المناصرين حرارة الشمس القاسية التي تحملوا قساوتها لأجل الظفر بمكان لمشاهدة "فرسان الجزائر". * أما بالنسبة لسعدان، فقد قدم تشكيلته على أحسن وجه وقدم ما كان يخطط له بوثوق وأمل كبيرين، تمنيت لو خرجت للاحتفال لكن أبنائي سبقوني لسيارتي وخرجوا، يشاركون إخوتهم عرس الكرة الجزائرية، وفي الأخير أتمنى أن أشاهد مباراة مثل التي شاهدتها خلال مباراة الخضر مع الفريق الزامبي". * * خالد لم يشاهد المباراة ولم يسمع بفوز الجزائر! * حين اتصلنا بمدير أعمال الشاب خالد لنقل انطباع ملك الراي بعد فوز الجزائر في مباراة زلزلت نتيجتها كيان الشعب الجزائري وحوّلت ليله إلى نهار، فوجئنا بأن الكينغ خالد لم يشاهد المباراة ولا يعلم شيئا عن فوز الجزائر ضد مصر، وهو ما أكده لنا السيد بيكا، مدير أعماله، الذي رد بكل بساطة على استفسارنا "خالد لم يشاهد المباراة ولم نسمع بفوز الجزائر..". * فهل يعقل أن يفوّت الكينغ مشاهدة مباراة حاسمة جمعت فريق وطنه مع الفراعنة في منافسة قوية، وكانت نتيجتها مشرفة للجزائر؟. * * فردوس عبد الحميد: "أنا نائمة ولذلك لا أستطيع التعليق" * حاولنا الاتصال بالفنانة المصرية القديرة فردوس عبد الحميد لنعرف رأيها حول اللقاء الكروي الذي جمع الفريقين الجزائري والمصري، لكننا عندما اتصلنا بالفنانة وحين علمت بأننا نتصل بها من الجزائر، ردت بصوت ضعيف جدا"أنا نائمة ولذلك لا أستطيع التعليق على شيء، لأني اشتغلت يوم أمس إلى ساعة متأخرة من الليل..اعذروني". * * الممثلة الفكاهية عتيقة طوبال: "شعرت بأني تزوّجت لفرحتي بفوز الجزائر على مصر" * كعادتها بتعليقاتها المضحكة والعفوية، عبرت الممثلة عتيقة ل "الشروق" عن سعادتها الكبيرة بفوز المنتخب الوطني، وتمنت أن يصل الخضر إلى كأس العالم، وهو ما اعتبرته "حلما" يراودها ويرواد كل الجزائريين. كما وصفت محدثتنا ملامح الفرحة التي ملأت أجواء القطر الوطني، بتلك التي خرج بها الجزائريون إلى الشوارع سنة 1962، تعبيرا عن فرحتهم الكبيرة بالاستقلال "وهو ما روته لي والدتي التي أكدت لي بأنها تشعر بأن جزائر 62 هي نفسها بفرحتها وبهجتها جزائر 2009، بعد الفوز الكروي الكبير"، كما عبّرت عتيقة عن إعجابها بالطريقة التي لعب بها الخضر على ملعب البليدة، قبل أن تضيف "شعرت بأنني عروس في كامل سعادتي لدخول حياة جديدة وسط الأهازيج والزغاريد وودّدت الخروج إلى الشارع للتعبير عن سعادتي بطريقتي لكنني خشيت على نفسي من المخاطر التي قد تتربص بي". لكن عتيقة عادت لتقول وهي في قمة سعادتها "استشرفت فوز الجزائر وكنت متأكدة من النصر على الفراعنة"، وانتهت محدثتنا إلى القول بأنها ستبقى وفية للجزائر ووطنيتها رغم مشاكلها الاجتماعية القاهرة. * * الممثلة فريدة صابونجي: "وكأن الجزائر استقلت مرة أخرى.." * راحت الفنانة فريدة صابونجي التي كانت برفقة الفكاهية عتيقة تعبّر عن سعادتها الكبيرة بفوز الجزائر، وقالت أنها وبعد انتهاء المباراة لصالح الفريق الجزائري هرعت لتفتح النافذة حتى تشاهد فرحة الشارع الجزائري "المنظر كان غاية في الروعة.. سماء الجزائر كانت مضيئة بالألعاب النارية وحناجر النساء علت بالزغاريد الجميلة.. هكذا هو الشعب الجزائري حين يفرح تصل فرحته عنان السماء.. تذكرت من وراء نافذتي وأنا أشاهد معالم الاحتفال، يوم استقلال الجزائر حين خرجنا جميعا نهتف بوطنية عالية تحيا الجزائر، تحيا الجزائر.. وكم أعجبت بمشهد سيدة كانت تحمل علما كبيرا للجزائر وهي تزغرد بفرحة كبيرة". * * الطاهر وطار: "انتظرنا الفوز منذ زمن طويل والرياضة الجزائرية تفتقر إلى استراتيجية ناجعة" * قال عمي الطاهر في اتصال هاتفي بالشروق بأنه لم يتمكن من مشاهدة المباراة أمس الأول، لأن الجزائرية الثالثة لم تنقلها، مشيرا إلى أنه سهر للتعرف على نتيجة المباراة من وسائط إعلامية دولية بالرغم من التعب الذي يعتريه هذه الأيام بسبب تلقيه العلاج الكيميائي الدوري، غير أنه أطلعنا بأنه استيقظ باكرا للتعرف على النتيجة في اليوم الموالي عبر الأنترنيت وكذلك من إذاعة "مونتيكارولو"، وعلمت بأن الجزائر فازت في مباراتها ضد مصر بثلاثة أهداف مقابل هدف واحد، لكني أعتبر بأن هذا الفوز الذي انتظرناه منذ زمن طويل يجب أن لا يغرنا أو ينسينا بأن الرياضة الجزائرية بحاجة إلى دعم وإمكانيات، لتقوم على أساس متين". * وأضاف "أوصي كذلك بالبحث عن استراتيجية ناجعة توصل الرياضة الجزائرية إلى بر الأمان، ولا أقف تحديدا عند كرة القدم بل يجب الاعتناء بباقي الرياضات واستثمار طاقاتنا البشرية المتميزة في هذا المجال. وعلى مسيري القطاع الرياضي في الجزائر أن يبحثوا عن كل الطاقات أينما وجدت عبر أرجاء القطر لتأطيرها، فالجنوب الجزائري مليء بطاقات رياضية متميزة حتى لا أقول بأن 80 بالمائة منهم ذوو قدرات عالية كفيلة بالنهوض بالرياضة الجزائرية". * * الشاب توفيق: "النتيجة كانت مثلما توّقعت وبلومي ساهم في تهدئة المناصرين" * قال الشاب توفيق:"تنقلت إلى ملعب البليدة على الساعة السادسة وقدمت الكثير من الأغاني مع مناصري الخضر، كنت برفقة بلومي وساهمت إلى جانبه في توعية المناصرين بالروح الرياضية الحقيقية، ليبتعدوا عن أي تصرف يبعدنا عن الفوز الذي حضينا به فعلا أمام ألوف المناصرين الذين حضروا من مختلف ولايات الوطن لمناصرة الفريق الوطني، فرسان كرة القدم الجزائرية كانوا رجالا حقيقيين يقودهم شهم استطاع أن يثبت أقدام اللاعبين ويرسم الفرحة على وجه كل جزائري، لم أستطع التحكم في أعصابي خلال الشوط الأول لأن الفريق المصري لعب جيدا في هذه المرحلة، لكن سعدان كان بالمرصاد وغيّر أسلوب اللعب في الشوط الثاني، ليخلط أوراق اللاعبين المصريين ويحقق الفرجة الحقيقية. * والله كانت لحظات حلوة قدنا فيها "الكورتاج الرياضي" من البليدة إلى باب الواد وهناك احتفلنا جميعا بهذا الفوز إلى غاية السادسة صباحا، وأقول لجمهوري: "انتظر الديو الجديد مع حسيبة عمروش الذي يصوّر فرحة الجزائريين وعرسهم الليلي والأهداف الذهبية التي سجلها الخضر في مرمى الفريق المصري الأيام القادمة، كما أقول للخضر أن يتأهبوا من جديد ويحضروا أنفسهم ليصنعوا لنا مفاجآت أخرى ولم لا المونديال. كما أشكر مساهمة الشروق الفعلية وتتبعها للحدث من بدايته. * * الصادق جمعاوي: "الخضر أعادوا الكرة الجزائرية إلى سكتها" * "أظن أن التشكيلة الجديدة بفضل المدرب سعدان أعادت الكرة الجزائرية إلى سكتها، لتزيل بذلك الهم عن المناصرين الذين أثبتوا عكس ما قاله الآخرون عنهم ونعتهم بالمتعصبين فأظهروا صورة جميلة تليق بهم من خلال تشجيعاتهم المتخلقة والروح الرياضية الكبيرة التي امتازوا بها قبل وبعد انتهاء المباراة. كنت أتوقع أن الإنتصار بهدفين مقابل واحد وكانت الفرجة بتسجيلنا لثلاث أهداف، لم تسعني فرحة الفوز داخل البيت وخرجت لأشارك شباب الحي فرحتهم".