تمام الساعة الثامنة ونصف من ليلة اليوم، سيضبط الملايين من الجزائريينعقارب ساعاتهم على لحظة إعلان الحكم إشارة انطلاقة مباراة الجزائر كوت ديفوار، وهي المباراة التي سيرغم الملايين من الجزائريين التزام بيوتهم أو اللجوء إلى المقاهي من أجل متابعة اللقاء على المباشر، كيف لا وهو اللقاء الذي سيحدد مستقبل "الخضر" في الكأس الإفريقية الحالية الجارية وقائعها بملاعب أنغولا، وهي الدورة التي نتمنى أن تكون نهايتها سمن على عسل للمنتخب الوطني من أجل إضافة اللقب الإفريقي الثاني لرصيده، بعد الذي توّج بها قبل عشرين سنة من الآن بالجزائر على حساب المنتخب النيجيري بهدف دون رد، سجله المغترب شريف أوجاني. لكن وبما أن منافس منتخبنا الوطني في لقاء اليوم اسمه كوت ديفوار وبما أنه يضم في صفوفه خيرة اللاعبين الأفارقة الذين ينشطون في النوادي الأوروبية، يتقدمهم كل من نجم وهداف تشيلسي الإنجليزي ديدي دروغا، إضافة إلى كل من إيمانويل ابوي، لاعب آرسنال الإنجليزي، وحبيب كولو ترويه، لاعب مانشستر سيتي الإنجليزي وسالمون كالو لاعب تشيلسي الإنجليزي، كل هذه العناصر ستكون وجها لوجه أمام نجوم منتخبنا الوطني بقيادة الماجيك بوڤرة ونجم الوسط كريم زياني. لكن هل بمقدور لاعبينا قهر هؤلاء الفيلة؟ وكيف يرى الجزائريون لقاء اليوم؟ تلكم هي من بين الأسئلة العديدة التي سنتعرف على إجابتها، على لسان محبي الخضر، من خلال هذا الموضوع. ثقتنا كبيرة في اللاعبين وسيفرحوننا اليوم يرى الغالبية العظمى، الذين تحدثنا إليهم عبر شوارع العاصمة وبعض المدن المجاورة لها، من أن عودة الروح للمنتخب الوطني بعد فوزه على المنتخب المالي وتداركه الخسارة المذلة التي كان زملاء حليش قد تجرعوا مرارتها أمام المنتخب المالاوي في الجولة الأولى من الدور الأول بنتيجة 3 /0. يقول المناصر عبد الحميد وهبا من مدينة الحراش "صحيح أن المنتخب الإيفواري ميدانيا أحسن من منتخبنا، وهذه حقيقة لا أحد ينكرها، كون تشكيلته تزخر بأسماء كبيرة من اللاعبين، لكن ليس معنى هذا أن المنتخب الوطني سيكون لقمة سائغة لدى اللاعبين الإيفواريين، خاصة بعد العودة القوية للاعبينا في لقائهم الثاني وحتى الثالث، بفوزهم على مالي وكان بامكانهم الفوز على أنغولا". وحسب هذا المناصر فإن المنتخب الوطني سيتأهل بإذن الله بعد لجوء المنتخبين إلى الوقت الإضافي وسيسجل هدف الانتصار لمنتخبنا اللاعب مطمور. مناصر آخر أبدا لنا تفاؤلا مفرطا، من أن ورقة العبور إلى الدور نصف النهائي لن تفلت من أيدي لاعبينا بقوله "أنا على يقين أن المنتخب الجزائري سيجتاز عقبة المنتخب الإيفواري في لقاء اليوم، وأفراحنا ستتواصل بإذن الله تعالى، وأنا متأّكد من كلامي، يقول هذا المناصر، الذي تكهن بفوز منتخبنا بنتيجة هدفين لواحد، وراح يقول إن المنتخب الجزائر سينهي الشوط الأول متقدم في النتيجة بهدف لصفر، وفي الشوط الثاني سيضيف منتخبنا هدفا آخر، وقبل نهاية المباراة ببضع دقائق سيسجل منتخب كوت بفوار هدفه الوحيد الذي لن يكفيه في التأهل إلى الدور نصف النهائي. منتخبنا كبير ويجيد اللعب أمام المنتخبات الكبيرة ونبقى في أراء الجمهور الجزائري بخصوص مباراة اليوم، حيث قال الشاب وحيد بلامين من حسين داي إنه لا يخشى على المنتخب الوطني أمام المنتخبات الكبيرة بقوله "بما أن المنتخب الإيفواري يعد من أقوى منتخبات القارة الإفريقية، وبما أن المنتخب الجزائري سبق له أن قدم مباريات كبيرة أمام المنتخبات الكبيرة، بفوزه على المنتخب الأورغواي في لقاء ودي لعب بملعب 5 جويلية ليلا الصائفة الماضية، كما فاز على مصر في البليدة وفي السودان، وقبل ذلك قدم أداء رائع في لقائيه الوديين أمام البرازيل والأرجنتين، فانتظرا فوز منتخبنا في لقاء اليوم امام كوت ديفوار كونه منتخب كبير". مناصر آخر قال لنا، وهو يتأهب للتوجه إلى ملعب زيوي لحضور مباراة النصرية مع جمعية الشلف، واسمه عبد الوهاب قديل، إن حظوظ المنتخب الوطني جد وفيرة في التأهل إلى الدور النصف النهائي، كونه سيواجه زملاء كريم زياني منتخبا كبيرا، والمنتخبات الكبيرة يجيد منتخبنا اللعب أمامهما، ألم يسبق، يقول هذا المناصر، أن قهرنا المنتخب المصري مرتين، مرة في البليدة ومرة في السودان، كما قهرنا أكثر من منتخب كبير واجه منتخبنا، وأعدكم، يختم هذا المناصر كلامه معنا، بفوز منتخبنا بنتيجة هدف دون رد وسيوقعه، حسبه، رفيق حليش ابن النصرية. ما يخوّفنا لا دروغبا لا يايا توري تفاؤل محبي المنتخب الوطني بشأن إمكانية بلوغه المربع الذهبي لدورة أنغولا لمسناه من لسان أكثر من مناصر، فعلى سبيل المثال يقول المناصر الوفي لشباب بلوزداد الذي وجدناه حال مذياع صغير وهو يتابع مباراة فريقه الشباب مع شبيبة بجاية بقوله "حتى وإن كان المنتخب الإيفواري يضم في صفوفه لاعبين كبار، أمثال ديدي دروغبا ويايا توري إلا أن كل العناصر التي تكوّن المنتخب الإيفواري ستنحني أمام القوة الضاربة للاعبين الجزائريين في لقائهم، فالفوز لن يضيع من أيدي لاعبينا طالما أنهم اثبتوا جدارتهم امام مالي، وأمام انغولا، فرغم انتهاء المباراة بالتعادل إلا أن العناصر الوطنية كان بإمكانها حسم المباراة لمصلحتهم". عندنا حليش، بوڤرة، مطمور وزياني ومايخوفناش ديديه دروڤبا وقبل أن نترك حي بلوزداد متجين إلى قلب العاصمة، كان لنا لقاء مع بعض الشباب من محبي شباب بلوزداد، يقول في البداية الشاب يحي بن علي "أنه مادام المنتخب الوطني سيخوض المباراة بدفاع صلب متكون من حليش، العيفاوي، نذير بلحاج ومجيد بوڤرة وفي الوسط زياني وفي الهجوم مطمور، فثقتي كبيرة في كامل التشكيلة الوطنية التي سيختارها سعدان لمواجهة المنتخب الإيفواري وأتكهن بفوز منتخبنا بنتيجة 1/0"، أما المناصر رابح بلعيدي، فيقول أن المنتخب الوطني يملك كل الأوراق التي تسمح له بقهر المنتخب الإيفواري بقوله "إرادة اللاعبين الجزائريين وعودتهم بقوة بعد خسارتهم أمام مالاوي، كلها من بين العوامل التي تصب في خانة المنتخب الوطني من أجل بلوغه الدور نصف النهائي"، وحسب هذا المناصر، فإن المنتخب الوطني سيفصل في تأهله بعد الوقت الإضافي بنتيجة هدف دون رد. الخوف من زماموش ونحن في طريقنا إلى قلب العاصمة، إرتأينا أن نستشير بعضا من الشباب صادفناهم في طريقنا، حيث يقول الشاب عبد القادر بن فضة، من مدينة الرويبة "أنه صدم كثيرا بالخبر الذي جاء على لسان المدرب الوطني رابح سعدان الذي قال أن حظوظ مشاركة الحارس شاوشي ضئيلة جدا بسبب عدم تعافيه من إصابة كان قد تعرض لها في لقاء أنغولا، الأمر الذي يجعلني جد خائف من لقاء اليوم، وخوفي ينبع لعدم وجود حارس بإمكانه تعويض الحارس شاوشي، فزماموش بالنسبة لي لا يملك الخبرة والتجربة اللازمتين في مثل هاته المباريات الكبيرة، خاصة وأن المنافس اسمه المنتخب الأيفواري القوي جدا، كونه يملك لاعبين عالميين يقودهم ديديه دروڤبا، لكن أدعوا اللّه أن يكون بجانب منتخبنا ويكون النصر حليفه ويتمكن من اقتطاع ورقة الدور نصف النهائي". مناصر آخر واسمه كريم سوداني، من برج الكيفان، عبر لنا هو الآخر عن خشيته من الحارس زماموش، خاصة وأن هذا الأخير نقطة ضعفه القذفات البعيدة، فكم من هدف تلقاه عن طريق تلك القذفات، وراح هذا المناصر الوفي لفريق مولودية العاصمة يذكرنا بذلك الهدف الذي تلقاه زماموش عندما كان في فريق إتحاد العاصمة قبل أربع سنوات من الآن أمام مولودية العاصمة، حيث أسكن اللاعب كوليبالي كرته في شباك زماموش على بعد 40 مترا، كما أن نفس الحارس تلقى أهدافا مماثلة مع المنتخب الوطني الأولمبي في البطولة الإفريقية التي احتضنتها بلادنا في الصائفة ما قبل الأخيرة". حنكة سعدان ستقهر "الفيلة" حتى وإن أبدى الجمهور الجزائري خشيته من وجود الحارس زماموش، إلا أن حنكة المدرب الوطني رابح سعدان في مثل هذه المباريات كبيرة جدا، حيث يجيد اللعب أمام منتخبات مثل كوت ديفوار. حنكة المدرب رابح سعدان، لمستها من خلال حديثي مع المواطن عبد الرزاق نايلي، من مدينة البليدة، وهو الآخر قدم إلى العاصمة لزيارة أحد أقاربه بمستشفى مصطفى الجامعي، يقول عبد الرزاق بشأن لقاء اليوم "لقد أثبت إلى حد الآن المدرب رابح سعدان مدى حنكته في مثل هاته المباريات الكبيرة، بدليل أنه استطاع أن يعيد الروح المفقودة للاعبين إثر خسارتهم أمام مالاوي بنتيجة 3/0، فبعد ثلاثة أيام فقط من هذه الخسارة تمكنوا من هزم المنتخب المالي، رغم أن لاعبي هذا الأخير كانوا قد عادوا من بعيد في مباراتهم أمام أنغولا"، وحسب هذا المواطن البليدي فإن الفوز سيكون حليف منتخبنا وبنتيجة 2/1. مسيرة "الخضر" ستتوقف اليوم قد يقول قائل وهل كل الذين استشرتهم كانوا من المتفائلين بتأهل منتخبنا إلى الدور المقبل، وأنا بدوري أقول للجميع أن هناك مجموعة لا بأس بها أعربت لنا عن رأيها في أن مسيرة المنتخب الوطني ستتوقف اليوم، كون المنافس اسمه المنتخب الإيفواري، زد على ذلك أن غياب الحارس شاوشي ووجود دروڤبا ويايا توري، وعدم تأقلم المنتخب الوطني مع الأجواء بمدينة كامبيدا ستخدم بدون شك المنتخب الإيفواري، ومن بين المتشائمين نذكر كل من محمد عيزي من العاصمة، ناصر عبدي من البليدة، جمال لرجم من مدينة بوفاريك ويوسف تيشات من مدينة بومرداس، هذا الأخير قال لنا أن المنتخب الوطني لا يملك الأسلحة اللازمة التي تسمح له بقهره للمنتخب الإيفواري. تلكم باختصار أهم ما استقيناه من لسان العديد من محبي المنتخب الوطني، ونعتذر لكل من لم نذكر اسمه، نظرا للعدد الهائل من الشباب والمواطنين الذين أدلوا برأيهم بخصوص لقاء اليوم، وكم هم كثيرون ممن عبروا لنا عن تفاؤلهم بتأهل منتخبنا إلى الدور نصف النهائي، والجميع راح يدعو العلي القدير أن يثبت أقدام لاعبينا وأن يجعل من لقاء اليوم بردا وسلاما على زملاء كريم زياني، وأن يكون النصر حليف منتخبنا حتى المتشائمين منهم وأنا واحد من بين هؤلاء أتمنى فوز منتخبنا على كوت ديفوار لتتواصل أفراح الجزائريين.