سطرت المجموعة الولائية للدرك الوطني بالعاصمة، مداهمة شملت جميع المناطق اختصاص الدرك لزرع الاستقرار والأمن في نفوس المواطنين ومحاربة الإجرام في مهده. رافقت "الأمة العربية" عناصر الدرك الوطني ابتداء من الساعة العاشرة صباحا، لمعاينة إقليم كتيبة الشراڤة أين وقفنا على إحدى الفيلات المتواجدة بمنطقة جنان عشابو بدالي إبراهيم والمعروفة باستقطاب الأجانب، خاصة الأفارقة. وبعد انتشار عناصر الدرك في كل مكان من المنطقة بالتعاون مع عناصر الأمن والتدخل، تم العثور على لوازم الأفارقة من أفرشة ومواد الطبخ وغيرها، في حين تم العثور على أطفال صغار، ذكر بصددهم قائد فرقة دالي إبراهيم أنهم توجهوا للعمل ولا نستطيع معاينتهم إلا مساء بعد عودتها. وعند خروجنا من المنطقة، لاحظنا إفريقيات يدخلن المكان وهن يحملن دلاء مملوءة بالماء، وفجأة يتوقف وفد الدركيين ليطلبوا وثائقهن، ليظهر أنهن من دولة مالي ويتواجدن بالجزائر بطريقة شرعية، وذلك بطلب اللجوء السياسي. تنقلنا إلى وكر آخر للجريمة بدالي إبراهيم، وقبل توقفنا لاحظنا هروبا لخمسة أشخاص ذوي بشرة سوداء، إلا أن العدد الهائل من الأفارقة الذي كان يملأ المكان لاقى اهتماما أكثر من طرف عناصر السلاح، حيث تعرض الكل إلى التعريف الذي كشف أنهم دخلوا الجزائر بطريقة شرعية من منطقة برج باجي مختار، لكن وجود أحد الجزائريين بالمكان مكن أصحاب الزي الأخضر من الانتباه لإحدى الفيلات التي هي في طور الإنجاز والتي اختبأ فيها بعض الأفارقة برأيتهم مصالح الأمن. كان المكان عاليا، إلا أن حنكة وقوة رجال الدرك مكنت من تسلق الجدار، أين تم توقيف ثلاثة أشخاص افارقة من جنسية مالية كانوا في حالة سكر، إلا أن وثائقهم برأتهم من تهمة الهجرة غير الشرعية. وقبل خروجنا من المكان الذي كانت تملأه النفيات، خاصة قارورات الخمر، انتبها أحد الدركيين إلى الحركة التي صدرت من تحت السرير الذي توسط الغرفة. وعند تحويله، تم اكتشاف إفريقي مختبئ بالمكان لا يملك أي وثيقة تثبت هويته، فتم توقيفه مباشرة للتحقيق معه. إلا أنه وبخروجنا من المكان، تمكنت ذات المصالح من توقيف إفريقي آخر كان يحمل رضيعا بيده، ذكر أنه دخل الجزائر بدون تأشيرة، وبمحاولة توقيفه رفض أن يترك الرضيع بالمنزل حاملا إياه إلى فرقة درك الوطني بدالي ابراهيم للنظر في أمره. وفي الوقت الذي رحب أصحاب الفيلات المجاورة بفكرة طرد الأفارقة المقيمين بطريقة غير قانونية، من المنطقة ومعاينة نشاطاتهم بإخضاعهم للمراقبة الدائمة لتخليصهم من مختلف الآفات الاجتماعية التي يسعون إلى نشرها، ذكرت إحدى المواطنات التي التقينا بها أن المكان أصبح لا يطاق بعد سيطرة "الكحالش" على المنطقة: "أصبحنا نخاف أن ندخل أو نخرج بوجودهم، وأنا أخاف على أبنائي منهم، فكلهم سكارى وزاطالجيا"، في حين اشتكت أخرى "من تواطؤ بعض السكان معهم بإسكانهم وتقديم يد المساعدة التي أوصلت المنطقة إلى أن تكون وكرا للجريمة أوجدها الأفارقة". وبهذا الخصوص، ذكر قائد فرقة دالي إبراهيم أن عناصره تلقى مشاكل عديدة عند توقيف الأفارقة المقيمين بالجزائر بطريقة غير شرعية، حيث تحضر عائلاتهم، مضيفا أنه وفي وقت مضى تم توقيف بعض الأفارقة وتم حضور زوجاتهم وهم بمنظر غير لائق "شبه عاريات". خرجنا من دالي إبراهيم متوجهين إلى بلدية أولاد فايت، أين رافقنا قائد الفرقة إلى مختلف المناطق المشبوهة والمعروفة باللصوصية والإجرام، كالطرق والأحياء المحاذية للإقامة الجامعية اليت عرفت المنطقة انتشارا واسعا لجريمة السرقة والاعتداءات، ثم انتقلنا إلى أحد الفنادق الموجود بالمنطقة. وكانت آخر نقطة سوداء في برنامجنا، منطقة عين بنيان، أين انتقلت المهام إلى قائد فرقة الدرك الوطني بعين بنيان جيلالي بداني، أين وقفنا على عملية حجز أربعة قناطير من البرتقال لانعدام الفاتورة، وكذا البيع غير الشرعي على الطرقات، بالإضافة إلى حجز 172 كلغ من التمور، كما تم توقيف أشخاص في حالة سكر بتهمة السياقة في حالة سكر واسترجاع 82 قارورة خمر من مختلف الأصناف. وأكد المساعد بداني جيلالي قائد فرقة الدرك الوطني لعين بنيان، فيما يخص أهم القضايا المنتشرة بالمنطقة، تكمن في الضرب والجرح العمدي بسبب الشجار، خاصة بين الأصول، نتيجة الأوضاع الاجتماعية السيئة، مضيفا أن المنطقة تعرف حركة غير عادية مساء، خاصة في الشواطئ، أين تكثر الشجارات بسبب السكر. انتقلنا إلى كل من شاطئ البهجة، أين تم توقيف شخص محل بحث بتهمة السرقة. وبوصولنا إلى شاطئ لافونتان الذي كانت به حركة شبانية كبيرة، تم إخضاعهم للتعريف، تفاجأنا بالسكان يخرجون من منازلهم وعناصر الدرك معبرين عن إعجابهم وتقديرهم للمهام التي يقوم بها عناصر السلاح لتخليص المنطقة من الجريمة التي انتشرت بالمنطقة، معبرين "مادابينا تنقوا الحالة من المافيا والسوكارجيا". رافقت "الأمة العربية " جانبا من المداهمات 46، والأخيرة التي سطرها درك العاصمة التي دامت 24 ساعة شملت كامل إقليم اختصاص الدرك، وتم تسخير جميع عناصر المجموعة الولائية للدرك بالعاصمة، والتي فاقت ألف دركي بمختلف التخصصات، مع إدراج الكلاب البوليسية والأجهزة الكاشفة عن المخدرات والمتفجرات. وتم خلالها تعريف ما يفوق ألفين شخص، تم تحرير محاضر ضد 180 منهم، في حين وضع 29 آخر تحت النظر من بينهم ثلاثة أشخاص مطلوبين من قبل الجهات القضائية. كما تم حجز في إطار الشرطة القضائية، 16 سلاحا أبيض تمثلت في 16 خنجرا وأربع عصي وسيف كانت تستعمل في الاعتداءات، بالإضافة إلى استرجاع 10 طن من رمال البحر التي كانت إحدى العصابات تحاول سرقتها وبيعها بطريقة غير قانونية، واسترجاع 300 قارورة خمر من مختلف الماركات المحلية والمستوردة، مع كمية من الكيف المعالج. وبخصوص الشرطة الاقتصادية، فقد تم حجز 1493 كلغ من الخضر والفواكه لعدم امتلاك السجل التجاري والبيع غير الشرعي على الطرقات، كما تم استرجاع 545 صفيحة من البيض و200 كيس من السميد، بالإضافة إلى مواد غذائية عامة بقيمة 23 مليون سنتيم، وكذا 410 من مشتقات الحليب "ياوورت" وكمية معتبرة من الأسماك واللحوم و372 من المشروبات الغازية و450 بطانية. وعن أمن الطرقات، تم تسجيل فيما يخص قانون المرور أكثر من 1300 جنحة وما يعادل 546 مخالفة، بالإضافة إلى أكثر من ألفين غرامة جزافية. وفي تنسيق النقل، كشف العقيد مصطفى طيبي أن مصالحه سجلت خلال المداهمة 488 جنحة وكذا 234 جنحة، مع تعريف ما يفوق ألف مركبة تحصلت ذات المصالح عن نتيجة إيجابية واحدة، كان مبحوثا عنها من طرف أمن أولاد فايت، وتم وضع 68 سيارة بالمحشر. كما كشف قائد المجموعة الولائية للدرك الوطني بالعاصمة، العقيد مصطفى طيبي، أن العناصر المخصصة لتنفيذ المداهمة قامت بسحب 625 رخصة سياقة، وذلك بفضل الأعوان وكذا استعمال جهاز الرادار، مضيفا أن عدد الرخص المسحوبة منذ بداية السنة إلى تاريخ إجراء آخر مداهمة، وصل إلى أربعة آلاف رخصة، مضيفا أن الاستراتيجية الجديدة التي اتبعها عناصر الدرك حققت نتائج إيجابية في التنقيص من حوادث المرور، أو ما يسمى بإرهاب الطرقات، حيث بلغ عدد حوادث المرور خلال سنة 2003 حسب العقيد 2555 حادث، في حين تم تسجيل خلال السنة الجارية من الفاتح جانفي إلى غاية 20 ديسمبر، 1112 حادث مرور. لضمان الأمن يوم الاحتفال برأس السنة الميلادية مصالح الدرك تضاعف من تواجدها في المناطق السياحية ذكر العقيد مصطفى طيبي أن المجموعة الولائية للدرك بالعاصمة، قررت مضاعفة وزيادة عناصرها بجميع الأماكن والمناطق السياحية التي يقصدها المواطنون من أجل الاحتفال بعيد رأس السنة الميلادية. جاء القرار حسب العقيد لزرع الأمن والاستقرار وضمان سلامة المحتفلين بعيدا عن المشاكل التي تحاول عصابات نشر الإجرام بثها في نفوس الشباب والعائلات يوم الاحتفال بعيد رأس السنة الميلادية. كما أفاد العقيد أن عناصره ستوزع على جميع إقليم اختصاصها، فيما ستضاعف من نقاط التفتيش والدوريات لمعاينة الأمكنة وكذا المارة، مضيفا أن البرنامج المسطر من قبل المجموعة سيضمن تواجدا قويا لعناصر السلاح في جميع الطرقات والمناطق السياحية، كسيدي فرج وزرالدة، وجميع الأماكن المعروفة بالحركة وتواجد المواطنين بكثرة، وذلك من أجل استقبال سنة 2010 بكل أمان. العاصمة ستجهز بأكثر من 08 آلاف كاميرا مراقبة لمحاربة الجريمة وتوقيف المجرمين واللصوص أفاد قائد المجموعة الولائية للدرك الوطني بالعاصمة، مصطفى طيبي، أن مشروع تجهيز العاصمة بكاميرات المراقبة بدأ تنفيذه من أجل مراقبة كل الطرقات الكبرى والواجهات لمعاينة مختلف الجرائم وتوقيف المجرمين، وأضاف أن العاصمة ستعرف اندثار الجريمة في السنوات القادمة بسبب الاستراتيجية الأمنية التي ستدعمها ما يعادل 08 آلاف كاميرا مراقبة والتي ستكون على امتداد مزافران إلى غاية الرغاية. عصابات المساس بالاقتصاد تستغل "الريفيون" لسرقة الشكولاطة حجزت مصالح الدرك الوطني بالعاصمة، أثناء تنفيذها للمداهمة التي قررها قائد المجموعة مصطفى طيبي، أكثر من أربعة آلاف قنطار من الشكولاطة من مختلف الأصناف والماركات المحلية والأجنبية، كانت بصدد النقل بدون سجل تجاري، حيث سعت عصابة المساس بالاقتصاد الوطني إلى بيعها بطريقة غير قانونية، مستغلة بذلك ظرف الجزائريين في حاجتهم لمثل هذه الحلويات للاحتفال برأس السنة الميلادية الجديدة. وكشفت ذات المصالح أن الكمية تم العثور عليها على متن سيارة غير موافقة لشروط نقل المواد الغذائية، كما تم حجز كمية من الذرة "الماييس" والتي قدرت حسب ذات الجهة ب 3200 كلغ.