أقل ما يقال عن عام 2009 الذي نودعه أنه كان زاخراً بالأحداث ويمكننا أن نعدد المسابقات التي شهدها هذا العام. حيث أقيمت تحت رعاية FIFA بطولتان ناجحتان لكأس العالم تحت 20 سنة وتحت 17 سنة، وكأس القارات وكأس العالم للأندية في الإمارات العربية المتحدة، وكأس العالم لكرة القدم الشاطئية. كما يمكننا أن نضيف إلى ذلك وصول تصفيات كأس العالم FIFA إلى نهايتها وحدثين تم الاحتفال بهما خارج المستطيل الأخضر هما القرعة النهائية لجنوب إفريقيا 2010، وحفل تتويج أفضل لاعب في العالم 2009 FIFA. شك أنها كانت وجبة فاخرة فاتحة للشهية قبيل العام الذي سنستمتع فيه بطعم أول بطولة لكأس العالم على أرض إفريقيا. وبينما نستعد للمهرجان الذي اقترب موعده، نقترح عليكم أهم أحداث كرة القدم العالمية في 2009. غانا تتوج بكأس العلم تحت أقل من 20 سنة لن تنسى غانا ولا سويسرا أبداً عام 2009. فالمنتخب الغاني ظفر لأول مرة بلقب كأس العالم تحت 20 سنة في حين حصل أبناء سويسرا على أول لقب لهم على الإطلاق عندما توجوا أبطالاً لكأس العالم تحت 17 سنة. وبعد أن انصب الاهتمام في الأشهر الستة الأولى من العام على تصفيات كأس العالم، ارتدت مصر أبهى ثيابها لاستقبال كأس العالم تحت 20 سنة FIFA. وستبقى البطولة دائماً في الذاكرة لأسباب عديدة؛ ففيها حصل المنتخب الغاني على أول لقب له في هذه الفئة، بعد أن فاز بركلات الجزاء على البرازيل، وفيها تم تسجيل الرقم القياسي لعدد الأهداف المسجلة في النهائيات حيث شهدت 167 هدف، كما فاجأت المجر وكوستاريكا الجميع بوصولهما إلى نصف النهائي. وبرز دومينيك أدياه من بين لاعبي منتخب الأبطال ليصبح محط أنظار الجميع حيث توج هدافاً واختير أفضل لاعب في البطولة التي غابت عنها الأرجنتين وظهرت فيها فنزويلا لأول مرة في تاريخها ونالت استحسان الجميع. وما أن أسدل الستار في مصر حتى انطلقت سويسرا على الملاعب النيجيرية في كأس العالم تحت 17 سنة FIFA. ويالها من انطلاقة حيث هزمت منتخبات البرازيل والمكسيك وألمانيا وإيطاليا ومنتخب نيجيريا صاحب الأرض والجمهور أيضاً لترفع الكأس في النهاية عن جدارة واستحقاق وسط ذهول الجميع. وصنعت كولومبيا المعجزات ببلوغها نصف النهائي، وقدّمت عروضاً ممتعة لا تقل إبهاراً عن مفاجأة خروج البرازيل من الدور الأول. أما على مستوى اللاعبين فإن موهبة الإسباني بورخا والأوروغواياني سيباستيان غاليغوس وكذلك جرأة وإقدام ساني إيمانويل البديل المنقذ لأصحاب الأرض، تركت أقوى انطباع ونالت أشد إعجاب ممن تابعوا بطولة الواعدين. بعد الفوز بخمسة ألقاب في كأس العالم FIFA، ولقبين في كأس القارات FIFA، وأربعة ألقاب في كأس العالم تحت 20 سنة، وثلاثة ألقاب في كأس العالم تحت 17 سنة، وثلاثة ألقاب في كرة القدم الشاطئية، كيف لا يتوقع المرء من البرازيل أن تحصد المزيد والمزيد من الألقاب في عام حافل بالبطولات مثل 2009؟ في شهر جوان، تابع العالم منتخب دونغا وهو يتألق في مهرجان الأبطال؛ كأس القارات 2009. وقدم البرازيليون دروساً في اللعب الجماعي واستغلوا الطول الفارع أحسن استغلال وبفضل ضربات لويس فابيانو القاضية وصلوا إلى المباراة النهائية المذهلة والتي تغلبوا فيها في النهاية على منتخب الولاياتالمتحدة الشجاع. وحتى اليوم، لم يحدث أن فاز فريق بهذه البطولة ثم كرر إنجازه في كأس العالم. ولا يدري أحد ما إذا كان البرازيليون سينجحون في كسر هذا النحس، ولكن كلنا يعلم أن بطولة كأس العالم لو كانت تقام على الرمال لما واجه راقصو السامبا أي صعوبات في ذلك. والدليل على ذلك الإنجاز المتميز في دبي الجميلة خلال أسبوع واحد من شهر نوفمبر والذي توجوا على إثره برابع لقب لهم في كأس العالم لكرة القدم الشاطئية، بعد انتصارهم على سويسرا في المباراة النهائية. أما السويسريون، الذين كان بطلهم هداف البطولة ديجان ستانكوفيتش فقد كان عامهم رائعاً بحق؛ حيث فازوا بكأس العالم تحت 17 سنة، وتأهلوا لنهائيات كأس العالم جنوب أفريقيا، وحصلوا على المركز الثاني في كأس العالم لكرة القدم الشاطئية والتي يجب علينا الإنتظار سنتين كاملتين حتى نشاهدها مرة أخرى حيث ستقام في المستقبل كل سنتين. كان الشيء الوحيد الذي ينقص نادي برشلونة ليكتمل عام أحلامه، هو الفوز بكأس العالم للأندية لأول مرة في تاريخه. وقد نال مراده في ثالث محاولة له في مباراة نهائية ملحمية أمام إستوديانتيس دي لا بلاتا الأرجنتيني والذي كان على بعد دقيقة واحدة من بلوغ قمة المجد ولكن الهجوم الكاتالوني المتفاني ومهارة ليونيل ميسي التي لا تنتهي قلبا الموازين لمصلحة الفريق الأوروبي. وهكذا كانت الإمارات العربية المتحدة هي المحطة التي اكتمل بها سجل الفريق الإسباني وسجل بيدرو، الذي أحرز أهدافاً في كل البطولات التي فاز بها لاعبو جوسيب غوارديولا. إنها ولا شك مسك ختام فريق الأحلام في 2009!