لم تفوت المغرب الزيارة التي قام بها الرئيس عبد العزيز بوتفليقة إلى إسبانيا، دون أن تستثمر فيها وفقا لوجهة النظر التي تخدم أطروحاتها في قضية الصحراء الغربية. راحت المغرب تروج لما تقول إنها تقارير إعلامية دون ذكرها بالإسم التي تتحدث عن فشل لقاء القمة بين الرئيسين. فحسب زعم وسائل إعلام مغربية، فإن اللقاء الذي جمع الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة برئيس الحكومة الإسباني بقصر لامنكو (مقر رئاسة الحكومة الاسبانية)، لم يكن كافيا لإذابة الجليد بين الطرفين في ما يتعلق بقضية الشعب الصحراوي، مبنية تحليلاتها على أدلة أقل ما يقال عنها إنها ساذجة ولا ترقى لأن تكون أدلة يعتمد عليها أو يحسب لها حساب. فحسب وجهة النظر المغربية، فإن الرئيسين لم يمثلا أمام الصحافة في أعقاب المباحثات التي أجارياهاو معتبرين أن إنابة كل من وزيري خارجية البلدين للتحدث للصحفيين يعد اختلافا في وجهة النظر بين الجزائر ومدريد في ما يخص قضية الصحراء الغربية. وفي الوقت نفسه، راحت أطراف أخرى تستغل زيارة الرئيس بوتفليقة إلى إسبانيا للعودة إلى أفكارها الخاصة بقضية الصحراء الغربية، معتبرة أن الخلاف بين الجزائروإسبانيا منذ وصول الاشتراكيين إلى الحكم، سيعجل بالعودة إلى وجهة النظر المغربية في قضية الصحراء الغربية التي تعتبر أن القضية ليست بين جبهة البوليساريو والمغرب، وإنما بين الجزائر والمغرب، مستندة على وجهة نظر الاشتراكيين في إسبانيا التي ترى أن الخلاف مغربي جزائري، رغم أن مواقف إسبانيا في قضية الصحراء الغربية تبدو واضحة، إلا أن المملكة تحاول الإستثمار في ما تنسجه من خيالها. كما راحت نفس هذه الأصوات، تؤكد على أن وجهة النظر الإسبانية هي نفسها وجهة النظر المغربية، خاصة ما تعلق بها بتقرير مصير الشعب الصحراوي، رغم أن الجزائر ما فتئت تطالب بتقرير الشعب الصحراوي لمصيره تحت رعاية أممية ودولية. لعل الخسائر الدبلوماسية المتلاحقة التي طالت المملكة المغربية، أثرت في توازن هرم السلطة هناك، فراح يخبط خبطا عشواء وتوهم سيناريوهات يعتقد أنها في صالحه، بينما يثبت الواقع أن المملكة تحاول الإستثمار السياسي في الوقت الضائع، وتحاول تحويل انتصار الآلة الدبلوماسية الجزائرية المعروفة بنجاحاتها الخارجية إلى خسارة تسجلها لصالحها.