وفي مارس الماضي قتل مسلحون سبعة أشخاص في هجوم على حافلة كانت تقل منتخب سريلانكا للكريكيت في لاهور في باكستان مما أسفر عن إصابة ستة من الفريق. وبسبب هذا الحادث أصبح منتخب باكستان فريقا بلا أرض إذ يتعين عليه خوض جميع مبارياته خارج بلاده في المستقبل. وسوف يتسبب الحادث الذي أدى الى إعلان ايمانويل أديبايور قائد منتخب الطوغو انسحاب الفريق من البطولة في تسليط الأضواء بشكل غير مرغوب فيه على نهائيات كأس العالم التي ستقام في جوان المقبل في جنوب إفريقيا. وكانت جنوب إفريقيا قد نظمت بنجاح نهائيات كأس العالم في رياضتي الروغبي والكريكيت وهي أول دولة إفريقية تستضيف كأس العالم لكرة القدم، ثاني أكبر حدث رياضي في العالم بعد الألعاب الأولمبية. ويوم السبت الماضي قال داني جوردون رئيس اللجنة المحلية المنظمة لنهائيات كأس العالم في جنوب افريقيا أنه يستبعد أي مقارنة بين كأس الأمم الإفريقية وكأس العالم. وقال جوردون لرويترز "القول بأن ما حدث في أنغولا له تأثير على كأس العالم في جنوب إفريقيا يماثل القول بأن انفجار قنبلة في إسبانيا يهدد قدرة لندن على استضافة دورة الألعاب الأولمبية القادمة في 2012". لكن ساجان جوهل، مدير الأمن الدولي في مؤسسة آسيا والمحيط الهادي للأبحاث ومقرها لندن، يعتقد أن كثيرين كانوا ينظرون إلى كأس الأمم الإفريقية في أنغولا باعتبارها اختبارا لقدرة إفريقيا على تنظيم كأس العالم. وقال جوهل "رغم أن الهجوم لم يحدث في جنوب إفريقيا إلا أن أنغولا تقع في جنوب القارة لذلك أعتقد أن الكثير من الناس كانوا ينظرون إليها بمنظور مشابه." وأضاف "ندرك حقيقة أن الإرهاب قادر على التسبب في مشاكل للرياضة ولدينا مثال صارخ في باكستان التي لا تفد إليها فرق رياضية أجنبية." وقال جوهل أن بطولة بحجم كأس العالم يجعلها هدفا للمسلحين الذين يريدون أن تسلط عليهم الأضواء. وتابع قائلا "من السذاجة أن نفترض أن جنوب إفريقيا ستكون محصنة ضد الهجمات أو لن توجه إليها. الأمر المقلق هو أن يتم استغلال بطولات رياضية بهذا الشكل." ومصدر القلق الأكبر للمنظمين هو سهولة استهداف أي حدث رياضي حتى إذا لم تسر الهجمات وفقا لما هو مخطط لها. كما أن كأس العالم هدف أسهل لأن المباريات تقام في مدن مختلفة وليس في مدينة واحدة مثلما هو الحال مع دورة الألعاب الأولمبية. وقال جوهل "أعتقد أن دورة ألعاب الكومنولث تواجه تهديدا خطيرا لأننا رأينا كيف سيطر مسلحون في مومباي على مدينة بأكملها عدة أيام." وأضاف "رأينا كيف تسبب ذلك في حالة من الذعر وتصدر الهجوم عناوين الأخبار وصنع حالة من الرعب لم نعرفها منذ هجمات 11 سبتمبر على الولايات المتحدة." وتابع قائلا "وحتى إذا وقع هجوم صغير قبل شهر من الألعاب فسوف يسبب مشاكل للسلطات وسيؤدي إلى ذعر وسوف تعيد بلدان مثل أستراليا وانجلترا النظر في إرسال رياضيين."